بقلم - شرين عرفة :
*ألقى ( عبد الفتاح السيسي) يوم الاثنين 7 يوليو 2014 كلمة وجهها للشعب المصري بمناسبة ذكرى حرب اكتوبر المجيدة في العاشر من رمضان 1973، وقال فيها :" إن هذه المناسبة كان يجب أن تغطى بكلمة توجه لجميع أفراد الشعب، موضحا أن 60% من المصريين لم يشهدوا تلك الحرب "
ولكن العجيب في الأمر أن السيسي لم يذكر إسرائيل بكلمة واحدة بل لم يتفوه باسمها اصلا، وكأن هذه الحرب قيدت ضد مجهول، أو أن قائد الإنقلاب يخشى من إزعاج حليفته إسرائيل حتى من مجرد ذكر الاسم .
* وبعد عدة ساعات فقط على كلمة السيسي أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء8/7/2014 عن بدء عملية عسكرية جديدة ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم "الجرف الصامد"
وشنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على عدة أهداف في قطاع غزة ، ووفقا للجنة الإسعاف والطوارئ في المدينة فقد ارتفعت امس الثلاثاء حصيلة الغارات الإسرائيلية إلى 14 شهيدا وأكتر من تسعين إصابة.
*وعلى الرغم من استبسال وشجاعة رجال المقاومة في غزة،و صواريخ حماس التي زلزلت تل ابيب ومناطق عديدة محتلة وأجبرت آلاف الإسرائيليين على الإختباء في الملاجئ، وكذلك العمليات النوعية التي نفّذتها قوات "الكوماندوز" الخاصة في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" و تمثلت باقتحام قاعدة عسكرية للجيش الصهيوني عن طريق البحر مما يشكل انتصارات مذهلة لأسود المقاومة على الجيش الإسرائيلي أقوى جيوش المنطقة.
* إلا أن الرد المصري العسكري على قصف قطاع غزة (بوابة مصر الشرقية ومفتاح امنها القومي) والرد على قتل واصابة العشرات من أشقائنا في فلسطين المحتلة جاء أسرع حقيقة من المتوقع ؛حيث أعلن المتحدث العسكري العميد "محمد سمير " أن القواتِ المسلحة تمكنت من اكتشافِ وتدمير تسعة عشر نفقا بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة المحاصر في رفح.
*كما واصلت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري مع القطاع أمام المرضى والحالات الانسانية والإصابات التي سقطت جراء القصف الصهيوني للقطاع منذ بدء الغارات.
وصرح مصدر مسئول بمعبر رفح البري، ان المعبر مغلق لأجل غير مسمى، حتى ترد اشارة من القيادة العسكرية بالقاهرة لاعادة فتحه.
و يأتي ذلك بالتزامن مع فتح منفذ طابا البري مع اسرائيل بدون أي قيود، للاسرائيليين الفارين من صواريخ المقاومة حيث استقبل المنفذ 1332 اسرائيلياً قادمين من مدينة "ايلات" المحتلة.
* وقبل ساعات من إعلان إسرائيل عمليتها العسكرية على قطاع غزة كشف راديو “إسرائيل _صباح يوم الاثنين _ عن زيارة قام بها إلى " إسرائيل " رئيس المخابرات المصرية اللواء “محمد فريد تهامي” في الأيام القليلة الماضية من أجل التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل، وكان ذلك قبيل القصف الصهيوني المتتابع على قطاع غزة والذي أسفر فقط في غارات فجر الاثنين عن ارتقاء 10 شهداء وإصابة آخرين، فضلا عن الإعلان في اليوم التالي عن بدء الحرب الشاملة.
* صباح امس الثلاثاء طالعتنا كبرى الصحف الإسرائيلية " هاآرتس " باخبار القصف الإسرائيلي لغزة ونبرة التشفي في قتلى فلسطين وحركة حماس، وكذلك بمقال للأمير السعودي " تركي الفيصل" حول مبادرة السلام العربية وكلامه عن تقسيم فلسطين لدولتين وأنه الحل الوحيد الذي يمكن أن يلبّي طموحات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويظهر التودد تجاه الإسرائيليين لأقصى مدى في مقال الأمير الذي عمل رئيساً للاستخبارات العامة في السعودية ؛إذ ورد في مقاله أنه يرغب بزيارة المتحف الإسرائيلي "ياد فاشيم" وحائط المبكى ( هكذا سماه كما يزعم بذلك الإسرائيليين ولم يقل حائط البراق كما يسمى في حضارتنا العربية والإسلامية ) ، كما ذكر الأمير أنه زار متحف المحرقة في واشنطن، وأنه يأسى لآلام الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وأنه يسعى لتحقيق السلام والخير لكلا الشعبين.
* واثناء كتابتي لتلك المقالة ماتزال دماء اشقائنا في غزة تسيل انهارا.. مرة بأيدي صهاينة إسرائيل ومرة اخرى بأيدي صهاينة العرب و الحكام الخونة ومرتزقة جيش كامب ديفيد.
** وكأن قدر أهل فلسطين أن يغسلوا عار الأمة كلها بدمائهم.
*يسقط الفلسطيني في غزة مصابا بنيران الإحتلال الإسرائيلي ؛ثم يموت مضرجا بدمائه وهو عالق على معبر رفح المصري.
يصرخ المصري لنجدة إخوانه في غزة فيخرج في تظاهرات تفرقها سلطات الإنقلاب بالرصاص الحي ، ومن يتم اعتقالهم يموتوا تحت التعذيب داخل السجون المصرية.
يبدو أن الطريق إلى الأقصى يبدأ من قصر الاتحادية.
ولا أمل لتحرير القدس قبل أن تتحرر باقي عواصمنا العربية.