بقلم/ محمود عبد الرحمن
فى خميس الأمل 3-7 تحقق إنجاز ضخم، وتطور استراتيجى فى الحراك وتنويعه وآثاره.
فى خميس الأمل تحقق أثر مغاير تماما لما حدث فى 6 أكتوبر و25 يناير الماضيين.
فى خميس الأمل كان سقف التوقعات عقلانيا، ولم بفرط الثوار فى الخيال وحسبوا حساباتهم على أنها مرحلة تصعيد ثورى، وليست مرحلة حسم لإسقاط الانقلاب.
فى خميس الأمل تعلم الثوار دروسا كثيرة من الماضى، وخططوا جيدا لهذا اليوم.
كانت استراتيجية الثوار على الأرض تتعامل مع الواقع الأمنى المجرم الذى خبروه جيدا وواجهوه كثيرا، فاعتمدت الاستراتيجية على عدد ضخم من نقاط الحركة الخفيفة التى فاجأت الأمن فى آلاف المواقع على مستوى الجمهورية، لأن الثوار عرفوا أن الأمن لا يملك القدرات الإجرامية – مهما حاول- ليواجه آلاف النقاط فيشتت جهوده، وأنه سوف يغرق (فى شبر ميه) ، لأن عقليته متخلفة ، وحركته بطيئة غبية، وأن كل رصيدهم هو قوة تدميرية تعتمد على السلاح والمركبات والمدرعات الكثيرة، وعلى أوامر سفاحين بالقتل المباشر عند المواجهات.
أفلحت المواجهة ، وصدمت الأمن وأربكت حركته ، ووسعت من دائرة المواجهة.
أفلح الثوار فى فتح أفق استراتيجى جديد ، وهو بداية للعصيان المدنى بغلق الطرق ووقف القطارات والمترو.
وانشغل الأمن وأُرهِق طوال اليوم فى مواجهات طويلة موجة بعد موجة، وهذا أعطى فرصة للحراك فى كل القرى والمدن ، لتخرج الجماهير فى أمان نسبى ، وتتولى مجموعات خفيفة الحركة من الشباب إشغال الأمن وإرباكه.
وكانت النتائج مبهرة وكثيرة:
أهمها فى نظرى حالة من ارتفاع المعنويات إلى السماء رجع بها كل الثوار من ذلك اليوم ، وتجدد الحراك فى الأيام التالية.
بعد أن تكلم الجميع أن ( لا شئ أمام الثوار غير الخروج اليومى ضعيف الأثر ) لاحت فى الأفق بوادر سيناريوهات متعددة لإسقاط الانقلاب.
وأنا أدعو الثوار إلى استثمار خميس الأمل فى حراك طويل الأجل.
لقد أصبح من الممكن الدعوة فى يوم محدد لغلق جميع طرق العاصمة ، ووقوف سيارات الميكروباص الغاضبة وشاحنات النقل المتضررة من السولار ومن الكارتة التي يشرف عليها قُطَّاع طرق تابعين للجيش والحكومة – كل هؤلاء يدعون لوضع سياراتهم بعرض الطريق ، عندها سوف تنشل حركة اﻷمن وحتي حركة الجيش ، وتنشل أيادي السيسى وابراهيم وباقي العصابة .
هذا مجرد اقتراح من مئات الاقتراحات التي يمكن ان يقدمها ويدرسها الشباب البطل علي الارض .
لكني ادعو الي الحسابات الدقيقة وعدم الاستعجال وإعداد العدة لكل شئ.
أســـعار المغـرور:
السفاح المغرور لسان حاله يقول (ينحرق الشعب المصري – سوف أمص دمه وأجمع المليارات لأوزعها علي باقي عصابة علي بابا).
ويظن المغرور أن الشعب سيعجز عن الرد ، وأن اﻷمور لن تعدو شوية احتجاجات كالتي يجربها منذ عام.
خليه مغرو ، وخليه يحتقر الشعب حتي تتفاعل ثورة الغضب.
أيـــــها الثــــوار:
لا أستطيع أن أقول لكم هل تكون حالة الأسعار هي نهاية الانقلاب ، أم أنها ستكون قنبلة ضخمة علي الطريق لها ما بعدها.
لكن فقط أذكركم أن كل ذلك يحتاج إلي قلوب موصولة بالله إخلاصًا وجهودا متواصلة احتسابًا.
الله أكبر .. الله أكبر .. أبشروووا.