بقلم - عمر البورسعيدي :
يظن الطغاة أنهم يستطيعون أن يمحون التاريخ ويستطيعون أن يغيروا ويبدلوا كما يحلو لهم وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا لا يمرضون ولا يموتون وتمر السنون عليهم فإذا بالضعف يسيطر عليهم وإذا بالحزن يملأ قلوبهم ويموتون ولا احد يتذكرهم إلا بكل شر فهل طغاة اليوم يتعلمون أو يتذكرون من طغاة الأمس وما حدث لهم .
منذ أيام يموت أحد كتاب السلطان الصحفي عبدالله كمال يموت وقد ترك كلمة له يقول فيها أن عام 2014 هو عام نهاية الإخوان وسبحان الله يكون العام 2014 هو العام الأخير له في هذه الحياة فهل يتعظ غيره وهل يتعلم غيره من التاريخ أن جميع الطغاة قد ماتوا ومازالت جماعة الإخوان وان جميع من أكل لحم الإخوان أصبح الآن بين يدي الرحمن وبقيت جماعة الإخوان شامخة تتجدد كل يوم فهي باقية وغيرها إلى زوال لأنها ليست جماعة أشخاص فالأشخاص يموتون وتبقي جماعة الإخوان .
أين الملك فاروق بعدما ظن أنه بقتله للإمام الشهيد حسن البنا سوف يكون بذلك أعلن عن نهاية الإخوان ويموت الإمام حسن البنا وتتراقص العاهرات فرحا ويشرب الطغاة الخمور لأنهم ظنوا أنهم قضوا على الإخوان وعلى مؤسسهم الذي استطاع أن يقفل بيوت الدعارة ولكن أين هولاء الملوك الآن وأين خدامهم الجميع مات وبقيت جماعة الإخوان.
تعهد جمال عبدالناصر بالقضاء على الإخوان وأنه لن يهدا له بال إلا بالقضاء عليها واعتقال جميع أفرادها وظن بخياله المريض أنه قد قضي على هذه الفكرة وأصبح المجتمع الآن بدون إخوان وانتشرت الرذائل في المجتمع وأصبحت العاهرات هن صفوة المجتمع وأصبحن الراقصات هن من يشار إليهن ويطلب الناس منهم الرضا حتى تغير المجتمع وأصبحت الفترة من 1960 إلى 1967 قمة الانحلال والفساد حتى أنك لو شاهدت أفلام هذه الحقبة ستصاب بالدهشة كيف للمصريات أن يلبسن هذه اللباس وكيف للرجل المصري يسمح لبنته أو زوجته أن تتراقص ومع غريب عنها وكيف تتعري على البلاجات وفى حمامات السباحة وظن هذا الطاغية أن الإخوان قد ماتوا إلى الأبد وأصبحوا ذكري لن يعرفها أحد ولن يرددها أحد ولكن ماذا حدث مات الطاغية وخرج الإخوان يصلحون ما أفسده هذا المجرم ولولا الإخوان بعد الله لكنا اليوم شي أخر .
شخصيات كثيرة عارضت الرئيس المنتخب محمد مرسي وجماعة الإخوان أشد معارضة وكان الواحد منهم يسبهم ويلعنهم وكأنهم ليسوا بمصريين ولا ينتمون إلى هذه الأرض وكأنهم من عالم أخر غير العالم الذي نعيش فيه أحدهم وأتذكره تماما صحفي أو كاتب يسمى سعد هجرس قبل الانقلاب يصب جميع اللعنات على الرئيس المنتخب وعلى جماعة الإخوان وبعد الانقلاب تغير فجاءه وكأنه كابوس انزاح من على صدره لدرجة أنه كان سعيدا جدا لهذا الانقلاب ولكن يشاء الله أن يمرض هذا الرجل مرضا شديدا ويموت دون أن يتذكره أحد دون أن يعلم بموته أحد فهل ماتت جماعة الإخوان مثله وهل هو الآن سعيد بما قدم وهل فتح الانقلاب له الخزائن وأعطاه الجاه والأموال أم أنه الآن أصبح نسيا ولن يتذكره أحد .
السادات في يوم واحد اعتقل جميع المعارضين له وبالأخصأفراد جماعة الإخوان وفى يوم وهو جالس مع حاشيته يموت قتيلا بعدما ظن أن الأرض أصبحت له وأنه لا أحد يعلم مثل علمه آو أحد يمكن أن يستطيع أن يفرض عليه فرضا آو يأخذ منه شيئا وأنه هو صاحب الحرب والسلام ولا أحد مهما بلغ يستطيع أن يفكر أو يتخذ قرار مثله فكانت نهاية حزينة قتل وهو بين أبنائه وهو يحتفل بذكرى انتصار خذله هو وأصحابه الأمريكان فهل قضي على جماعة الإخوان أم أنه مات وأصبح هو والعدم سواء وبقيت جماعة الإخوان.
محافظ الشرقية عزازى على عزازي عندما نجح الرئيس المنتخب محمد مرسي إذا به يقدم استقالته على الفور وكان يشغل محافظا للشرقية لماذا يا دكتور عزازي يقول لأنني لا يمكن أن أعمل تحت يد الإخوان ولا يمكن أن أساعدهم ولا يمكن أن أكون واحد منهم وإذا بالرجل يكون المتحدث الرسمي لجبهة الإنقاذ ويظل عام كامل ضد الإخوان يكيل لهم الاتهامات ويكذب عليهم ويتجنى عليهم وبعد الانقلاب يمرض الرجل وقبل أن يموت يذيع التلفزيون المصري خبر وفاته فإذا بزوجته تتصل بهم وتبكى بكاء شديدا وتقول زوجي لم يمت وسيعود المناضل كما كان وما هي إلا أيام ويموت المناضل بعدما ساعد العسكر فى إعادة دولتهم من جديد لان قلبه وعقله كان كارها للإخوان .
ومبارك المخلوع طوال حكمه وهو يصيبهم باللعنات فتراه يعتقلهم وينقلهم من وظائفهم وامن دولته لهم بالمرصاد ولا يمكن لأحد منهم أن يأخذ حقه أو وظيفته فالجميع تحت المجهر والجميع ليسوا بمواطنين مصريين بل درجة ثانية في وطنهم وظل الأخوان يكافحون ويجتهدون ويتحملون لأجل وطنهم ولأجل دينهم ينشرون الفضيلة ويساعدون الفقراء ويتحملون في سبيل الوطن الكثير والكثير وخرج مبارك بثورة عظيمه وبقي الإخوان .
وأنت يا خرباوي ويا حبيب ويا هلباوي ويا أبوالفتوح ويا مليجى ويا كل من ترك الإخوان وهو الآن يتنكر لهم ويقذفهم ويصيب اللعنات عليهم وهم في محنتهم تذكروا جيدا لولا الإخوان ما كنتم وعندما تركتم الإخوان ماذا حدث لكم هل أصبحتم رؤساء أو زعماء أو مشاهير للأسف لم تصبحوا ولن تصبحوا انتم مجرد أداء يستخدمونكم وقت اللزوم يفتحون لكم قنواتهم وجرائدهم حتى تصبوا حقدكم على جماعتكم وعلى قادتها وحتى ترتاح قلوبكم المريضة وفى النهاية لن تكونوا شيئا ولن تصبحوا شيئا انظروا إلى أنفسكم وما وصلتم إليه انظروا إلى قلوبكم المريضة وعقولكم البائسة وضمائركم الميتة ستموتون في يوم ما وستصبحون في عالم النسيان تتذكركم الأجيال القادمة بأنكم كنتم عار ولن تكونوا عندهم مثل الهضيبي أو مشهور أو التلسمانى أو بديع .
فيا من تظن انك قادر على إبادتهم والقضاء عليهم كان غيرك أشطر وكان الماضي البعيد أحق بهذا منك فهم الآن في كل مكان وفى كل بيت وفى كل قرية وفى كل مدينة قلوبهم متعلقة بالله يضحون بكل شي وبكل مالا يخطر على بال أحد من أجل أن يظل دينهم في الأرض ومن أجل أن يعلو شأن دينهم ومن أجل أن تظل رايته عاليه فان كان معك كل شي الغرب والشرق وجميع كل شي فلن تقدر عليهم وسيظل الإخوان كابوس يأتى إليك في الليل المظلم ترتعد منه تجري منه بعيدا العرق يخرج منك غزيرا وفى النهاية ستموت وتحت التراب سيكون مصيرك وستظل الإخوان باقية لأنها فكرة تعلقت القلوب بها وأصبحت لا تطيق البعد عنها فهل يعقل الطغاة وهل يدرك الظالمين أن جماعة الإخوان ليست أشخاص وإنما هي فكرة تتناقل بين القلوب وليس بينهما حجاب .
وأنت يا من تنتمي إليها وتحادثك نفسك ببعض الأمور وتظن أن جماعتك الآن في موقف صعب وأن نهايتها قد أقتربت وأنه لا سبيل للعودة من جديد فارجع إلى ربك من جديد ولا تقتنك قوة الباطل ولا فساد أهله وانك تعلم أنك بدخولك هذه الجماعة سوف تتعرض لأكثر من ذلك فهل نسيت العهد وهل نسيت هذه الأنشودة وهى تزلزل كيانك عند سماعها فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقنا ؟ ومن للغاية الكبرى إذا صغرت أمانينا ؟ومن للحق يجلوه إذا كلت أيادينا ؟