حازم سعيد :
اللهم صل وسلم وبارك عليه ..
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ..

حرب على الهوية
ما يحدث من حرب على ملصق فيه تذكير بالصلاة على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ، هو أكبر دليل على أنها حرب على الهوية ، أتدرون ما يغيظهم من مثل هذا الملصق ، إنه ليس الطائفية التي يزعمون ، كما أنها ليست نعرة العصبية التي يدعون ... إن الذي يملأ قلوب بني علمان وبني ليبرال على هذا الملصق هو ما يحتويه من معنى تعظيم سيد المرسلين وأكرم البشر وأعظم الخلق صلى الله عليه وسلم .
إنه الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم الذي يتبع تعظيمه ، ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
إنه نفس جنس حنق كفار مكة على " لا إلا إلله " ، لأنهم يعرفون تبعاتها وعواقبها ومآلاتها من العبودية الخالصة للرب ومن تحكيمه التام في مطلق نواحي الحياة ، وهو ما يرفضه كل من لا يحب الإسلام ولا شرعته .

الحقد العلماني الليبرالي ضد الإسلام في أقصى فجوره
العلمانيون استغلوا فجر الانقلاب في تصفية خصومه وقتلهم في الشوارع واستغلوا فجر الإعلام في تشويه الخصوم ليطعنوا في ركن الشهادة الركين ، ويطعنوا في قدوتنا صلى الله عليه وسلم ، ويطعنوا في تعظيمه وتوقيره والصلاة عليه ..
المجرم الشيوعي جمال فهمي يقول عنها أنها ورقة بائسة وأنه أصيب بالقرف من الورقة وانتشارها  .
والمجرمة أماني الخياط التي تعمل في قناة ساويرس تقول أن الإرهاب والتخلف لا يأتي إلا من الأماكن التي يوجد بها السنة .
إبراهيم عيسى يعتبرها تخلفاً من ناشريها ، ودعوة لإثارة النعرات الطائفية .
وزير البحث العلمي يأمر بإزالتها من مؤسسات حكومية ، ووائل الإبراشي يدخل على خط الاستنكار ..
فاطمة ناعوت تحض المواطنين على الإبلاغ عمن يلصق ورقة تحض الناس على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
اشرأبت أعناق العلمانيين والليبراليين والمنافقين الذين يمتلئ قلبهم حقداً على الإسلام وثوابته ، ويتمنون لو أن أعينهم تنزع من مآقيها ولا يجدون إسلاماً على الأرض ..
ودخلت وزارة الأوقاف على الخط  وأصدر قراراً بمنع الملصقات الدينية في المساجد !!! بحجة ألا تشغل المصلين عن صلاتهم .. وكأننا نصلي ونحن معطين ظهورنا للقبلة وميممين شطر الجدر لنقرأ ما عليها من ملصقات ؟
في الوقت الذي تتأكد فيه من أن الدستور يصاغ داخل الكنيسة ، واللوائح الطلابية والنقابية تصاغ داخل الكنيسة ، وبالقطع داخل كنائس بعينها مثل كنيسة إبيار ( بمحافظة الغربية ) الخاصة بالأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها ، وأخرى في بورسعيد ، وثالثة بالإسكندرية ، ورابعة وخامسة بالقاهرة .. وهكذا دواليك ..
إنها بالقطع واليقين حرب على الهوية الإسلامية ، إنه صراع بين حضارتين .. حضارة تعمر الدنيا وتنشر العدل والهدى والخير وتعمل في الدنيا بمنطق مزرعة الآخرة لينال المنتمين لها خيري الدنيا والآخرة ..
وحضارة أخرى هدامة تنشر الظلم والفواحش ( وما تحرشات واغتصابات يوم تنصيب العر# منا ببعيد ) وتقتل الأبرياء وتستولي على خير الدنيا لتفقر من ينتمي لها بالدنيا ، وتقرب النار من المغتصبين الانقلابيين في الآخرة .. وبئس المصير ..
ولكن هل يتمكن محاربوا الهوية الإسلامية من الانتصار ، خاصة في معركتهم ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
هيهات هيهات ..

ولا يفلح الساحر حيث أتى ...
طبعاً لا ينصرون ولا يفلحون ، بل شاهت وجوههم إن شاء الله ..
هل يفلح كيد الساحر ، إنهم سحرة يسحرون أعين الناس وآذانهم ، ولا يفلح الساحر حيث أتى .
هل يقوم مكرهم أمام مكر رب العالمين .. هل يظنون وهم يحاربون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ربه ومولاه لا ينصره .. بئس ظنهم وخاب سعيهم .
لقد ركز الله في فطر المخلوقات بخلاف تسبيحه ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ، فإنه سبحانه كذلك ركز في فطرهم حب نبيه صلى الله عليه وسلم ، وسل جذع النخلة التي اتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منبراً ثم لما صنعوا له منبراً غيرها أنت وحنت وبكت كما يبكي الإنسان .
وسل التاريخ ينبيك كيف دافعت مخلوقات بعينها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واقرأ لشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في كتابه النفيس الدرر الكامنة  قصة الكلب الذي قتل قسيساً هاجم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم الطاغية هولاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون، وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير عقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ هذا الصليبي الحاقد في سب النبي صلى الله عليه وسلم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، فخلصوه منه بعد جهد ..

فقال بعض الحاضرين: هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام،

فقال الصليبي : كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه، ثم عاد لسب النبي وأقذع في السب، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبيي وقلع زوره في الحال فمات الصليبي من فوره، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول ) .

الدرر الكامنة جزء 3 صفحة 202

 تضخيم العدو .. ودليل واحد على غبائه ..
من أعظم الأدلة على غباء عدونا أنه لا يقدر لخطواته موقعها ، كان يمكن للورقة أن توأد في مهدها ، ولكنهم بحربهم عليها أثاروا من له في الأمر ومن ليس له ..
أعرف بلطجية – بالمعنى الواضح والصريح – ولا يركعون ركعة واحدة لله ، إذا تعرضت لشيئين فإنك ترى نفسك وكأنك أمام أحد أولياء الله الصالحين : الأولى قضية الإسلام وغيره من الأديان خاصة المسيحية ، والثانية قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبه أو انتقاصه ..
أحد سائقي التاكسيات – لا يصلي ، وليس له في التدين – يقول : طب خلي الضابط ابن ....... اللي بيشيل الورقة يقابلني دا أنا هعمل فيه ........ يقولها بالطبع غضباً وثورة لشئ مقدس عنده ..
هذا البعد العاطفي الفطري في نفوس المصريين ولو لم يكون مرتبطين بالتدين والالتزام ، لم يراعيه جهاز المخابرات ومن بعده أو وراءه من العلمانيين والليبراليين ومصارعونا على الهوية ، فشنوا حملة شعواء هم الطرف الخاسر فيها إن شاء الله .
أما النقطة الثانية وهي ما أنكره على تحليلات أنصار الشرعية وتناولهم لأي حدث ، كل واحد منا يظن أنه بالوسوسة والمبالغة في تحميل الأمور ما لا يحتمل أني بهذه الصورة أتمتع بالذكاء وحسن التوقع والفراسة وأخذ الحذر .. أنا رأيي الشخصي أنه ما هكذا تورد الإبل ..
الوسوسة والمبالغة في ظن أن توزيع ورقة التذكير بالنبي صلى الله عليه وسلم من الأصل ، أمر يقوم عليه جهاز المخابرات ليشغلنا عن قضيتنا الكبرى في كسر الانقلاب ومصارعته والقضاء عليه ، هو من باب الإسراف في إعمال العقل في غير موضعه ، وتكلف في النظر للموضوع ودراسته ، وتطرف في تقييم الأمور وفق نظرية المؤامرة .
وعشنا هذا الدور من قبل مع الصهاينة وأنا في الإعدادي أو الثانوي وسمعتها لمشايخ – كنت أحترمهم من قبل ، ولكنهم لما سكتوا الآن في موقف المفاصلة قل احترامي مع مراعاتي لود لحظات – أقول سمعتها لأحدهم : أنا خايف من كتر ما اتكلمنا عن قدرات الصهاينة إني أفتح باب الشقة لأني سأجد صهيونياً واقف ينتظرني أمام الباب .
المخابرات مثلها مثل أي مؤسسة أو كيان تربى ونمى في هذه البيئة المصرية المتخلفة الاستبدادية التي تقتل الإبداع وتنهك المبدعين ، تعاني من الترهل وضعف مستوى القيادات والأفراد والتخطيط عندها ضعيف ..
وأحسب أن أغلب تفكيرهم هو مرحلي ، يفكر يوم بيوم في كيفية تطويع حدث ما أو تطويره ليستفيد منه ، أما أن ينشأه لغرض ما ببعد طويل الأجل ويدرس فيه نفسيات وسيكولوجيات فهذا من إنزالهم غير منزلهم ، ومن وضعهم في مواطن لا يستحقونها .
غاية ما في الأمر أنهم يحسنون استثمار الفرص ويجيدون استغلالها ، وفي هذا الموقف فإنهم استثمروا فرصة جرأة الانقلابيين على كل ما هو محرم في البلد من دماء معصومة ومن خيانة ومن مصادرة أموال واغتصابها وانتهاك حرمات ، فيقومون بهدم ثابت آخر في النفوس بجرأة ووقاحة ، وهم يكرهون الرسول صلى الله عليه وسلم بما جاء به من دين فيحاربون ذلك في صورة ورقة .

كبسولة :
نسبت شبكة رصد وغيرها لبرهامي أنه يقول عمن ينسب لحزب النور مسئولية نشر ورقة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك يدخل في إطار سوء الظن ..
إن كان قالها ، فهل يجب عليه الاغتسال ونطق الشهادتين من جديد ؟ سؤال للسادة العلماء الشيخ أبو إدريس والشيخ ياسر برهامي ...
----------------
[email protected]