بقلم - شرين عرفة :
في ليلة ظلماء باردة، لم يستعد لها جيدا ، رأى ضابط الجيش عبد الفتاح السيسي مناما مذهلا ، رأى نفسه يشهر سيفا، مكتوب عليه بلون الدم : لا إله إلا الله ، يلبس في يده ساعة أوميجا بنجمة خضراء، ثم يقابله الرئيس المقتول ( محمد انور السادات) ،
فيفسرها الضابط النبيه ذو الأحلام الوردية... أنه سيصبح في يوم ما رئيسا للجمهورية،
في دولة مبارك حيث الفساد والظلم، فعل الضابط كل ما يمكن فعله من أجل تحقيق الحلم ،
حتى استطاع الوصول لمنصب رئيسا للمخابرات ، وبفضل قدرته البارعة على الخداع، تقلد في عهد الرئيس (محمد مرسي) منصبا كوزير للدفاع، واقسم اليمين لمن عينه على الطاعة والوفاء، بينما هو من خلفه يفجر الأرض ويشعل الأجواء ، ثم أتت له اللحظة المواتية، بعد أن غرر بالشعب أذرعه في الإعلام ، فخرجوا إلى الشوارع مطالبين بإستفتاء ، فكانت الذريعة لما رتبه أصلا من إنقلاب ، فحبس كل ما هو منتخب، واقترف بيديه مذابح لها العجب، وبعد أن أغتصب حكم البلاد والعباد، أراد أن يشرعن اغتصابه بالدعوة لانتخابات.
وفطن الشعب لخداعه وأكاذيبه ، فقاطع انتخاباته وفضح تزويره ، فلم يحصل هو على الشرعية التي أرادها، وشاهد العالم اللجان الخاوية على عروشها ،
بدأ عهده بالتزوير والإحتيال، بعد أن فرش الأرض بالدماء والرصاص والأشلاء ،
فأراد أن يتسول شرعيتة من الخارج،
أقام حفلا لتنصيبه ودعا قادة العالم وحكوماته، فلم يستجب له سوى الكفيل الخليجي راعي الإنقلاب ، وبخلاف رؤساء تشاد وغينيا الإستوائية، ارسلت له الولايات المتحدة: موظفا صغيرا في الخارجية، و ارسلت السودان وزيرا للثروة الحيوانية،
وبدا الجميع خجولا من الإعتراف بسرقته للحكم ومذابحه التي فاقت كل جرم .
و الجنرال الذي أعلن فوزه في الانتخابات باكتساح، أعطى الشعب عطلة يوم تنصيبه من أجل إقامة الأفراح.
جعل من العاصمة كلها ثكنة عسكرية، ثم جاء إلى المحكمة تحمله طائرة حربية،
لأن من وعد شعبه بالأمان.. لا يشعر سوى بالرعب، ولا يظهر إلا من خلف شاشات، حبس مصر كلها في البيوت و سمح لعبيده فقط بالتواجد في الميدان،
وفي مشهد مقزز غاية في البشاعة، شاهد المصريون إمرأة تكافح وحدها مئات من الذئاب الجائعة،
تجري مهرولة وجسدها عار تماما، فلا تجد واحدا يسترها، ليزداد المشهد سوادا، ويزداد السواد قتامة.
يصرخ أحدهم من على المنصة : فليبتعد الرجال عن النساء في الحال ، ولكن هل يوجد أصلا بالميدان رجال؟؟!!
نقلت الفضائيات الحدث :
على يمين الشاشة: جنرال وصل للحكم بقوة الدبابة والسلاح .. يحتفلون بدخوله القصر.
وعلى اليسار : مؤيديه في الميدان يغتصبون الفتيات.. في مشهد غاية في العهر .
ولا أجد عنوانا لهذا كله.. سوى : يوم إغتصاب مصر..