بقلم - خميس النقيب:


دعاة يتوزعون ورعاة يتنوعون وبغاة ينتشرون  لكنهم في لحم الفقراء ينهشون وفي عرض الشرفاء يهتكون ، وعندما يحتفلون تجدهم بالنساء يتحرشون ويغتصبون ، الي الشر يسارعون وبالباطل يتسلحون  ، لا يدركون الحق من الباطل ولا الهدي من الضلال  ولا الخير من الشر فضلا عن خير الخيرين او شر الشرين ، هؤلاء دعاة الفتنة  ورعاة النقمة  ،

اما الذين يتحرون الحلال  ويلتزمون الحق ويتبعون الهدي يسالون عن الشر مخافة ان يقعوا فيه  كيف ؟  عن  حذيفة رضي الله عنه أنه قال:كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، فقلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: نعم، هم من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك     متفق عليه.

ثمة دعاة اخرون متخصصون في دعوة السذج والمغفلين الي فتنة الاخرة فتنةجهنم وهم الفراعنة ومن علي شاكلتهم من القتلة والستبدين والمتسلطين  الي يوم الدين  كيف ؟ قال تعالي " وجعلناهم أئمة  يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم  في هذه الدنيا لعنة ويوم  القيامة هم من المقبوحين" ( القصص 41_42) ، اي  وجعلنا فرعون وقومه أئمة يأتم بهم أهل العتو على الله يدعون الناس إلى أعمال أهل النار  : ويوم القيامة لا ينصرهم إذا عذبهم الله ناصر ، وقد كانوا في الدنيا يتناصرون ، فاضمحلت تلك النصرة يومئذ ،  وقوله : وأتبعناهم في هذه  الدنيا لعنة ويوم القيامة: وألزمنافرعون وقومه في هذه الدنيا خزيا وغضبا منا عليهم ، فحتمنا لهم فيها بالهلاك والبوار والثناء السيئ ، ونحن متبعوهم لعنة أخرى يوم القيامة ، فمخزوهم بها الخزي الدائم ، ومهينوهم الهوان اللازم . قال قتادة : وأتبعناهم في هذه الدنيا  لعنة ويوم القيامة قال : لعنوا في الدنيا والآخرة : هو قوله : اتبعو  في هذه لعنة ويوم القيامة  بئس الرفد المرفود  " وقوله تعالي : وأتبعنا هم في هذه الدنيا  لعنة ويوم القيامة(لعنة أخرى ، ثم استقبل فقال : هم من المقبوحين"

و بعد حرق الشهداء  وسحل العلماء وحبس الشرفاء  تجد من يسمون انفسهم بالدعاة ، والوعاظ والدعوة منهم براء والوعظ بهم عراء  ، لماذا ؟  انهم في الموتي يتشفون وبالفتوي ينتقمون وبالخونة يعتصمون والي الظلم والقمع يتجهون  الاما رحم ربي وعصم  ،

انتدبوا انفسهم ليتقلدوا المناصب وليتصدروا الواجهات ، وليتحدثوا باسم  العباد وليفتوا بخراب البلاد وهم في الحقيقة معاول الفساد وبذور الاستبداد

قال ابن المبارك : وهل أفسد الدين إلا الملوك ... وبقول سفيان الثوري: من فسد من عبادنا فيه شبه بالنصارى، ومن فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود.

حمي الله مصر وحفظ الله اهلها ونصر الله الاسلام واعز المسلمين.