بقلم - عبدالعزيز مجاور :


أرادوا أن يكون تنصيب الانقلابي عالمياً فتجاهله العالم بضعف ممثليه باستثناء الدول الداعمة للانقلاب على طول الخط فكان فضيحة جديدة تمثلت في عزوف زعماء العالم عن الحضور بعدما قاطع الشعب تلك المسرحية، إلا أن هناك رسائل يمكن قراءتها من المشهد.

(يجب أن يبتعد الشعب عن المشهد) فقادة الانقلاب ينظرون إلى الشعب بشئ من الاستخفاف والريبة والخوف في ذات الوقت، وقد لخص هذه الرسالة بصورة رمزية معبرة منح الشعب أجازة في يوم حلف اليمين، فالمطلوب هو ذلك الشعب الجالس في بيته الذي يتلقى ما يملى عليه بلا تفكير من وسائل إعلام تقذف بالرسائل المحددة  سلفاً.

(استسلموا) لقد كانت الرسالة الواضحة من الاحتفالات الغير مبررة والتي أهدر فيها المليارات من الجنيهات هي أن هناك واقع جديد قد استقر وليس أمامك أيها الشعب إلا الاستسلام، وكان الرد على الرسالة واضحاً في المظاهرات المناهضة للانقلاب في أنحاء مصر في وقت إلقاء كلمة التنصيب.

(للأمن مفهوم خاص) ففي الوقت الذي كان يقوم قائد الانقلاب الدموي بتحية رجال الشرطة على حفظ الأمن ويعدهم بمزيد من المكافآت لقتلهم المتظاهرين السلميين كانت هناك سيدات يعتدى عليهن في تحرش جماعي وتتعرى إحداهن من ملابسها كاملة من قبل أنصار صاحب الهاشتاج بميدان التحرير أمام أشاوس الجيش والشرطة لتصل الرسالة وهي أن مهمة المقاتلين الأشاوس تنحصر في الاعتداء على طلاب وطالبات مصر ومفهوم الأمن يكمن في حفظ قيادة الانقلاب وفقط.

 (للحرية مفهوم جديد) فكما أكد وتوعد قائد الانقلاب للمنادين بالحرية، فقد وصلت رسالته من قبل الإعلاميين مفادها فليفعل من يشاء ما شاء طالما لم يطالب بحق، ولقد لخصت ذلك مذيعة قناة التحرير في تعليقها المثير على حوادث التحرش بأنهم (مبسوطين بقى.. الشعب بيهيص..) هذا هو الشعب الذي يريدون وتلك هي الحرية.

(الارهاب تحت السيطرة) فعندما تلاحظ توقف كافة العمليات الارهابية المزعومة خلال أيام المسرحية وعند التنصيب، فلابد أن تعلم من يحرك تلك الجماعات، فمن يدير تلك العمليات هو نفسه من يحدد موعد توقفها.

(التسول منهاج حياة) وبعيداً عن الرسائل السابقة كانت الدعوة لمؤتمر المانحين والمسيئة لكل مصري، وما رافقها من ترغيب وترهيب للدول حتى تدفع وتشارك في تسول مقيت، وبدلاً من أن يكتفي صاحب الهاشتاج بالشكر والعرفان لصاحب الدعوة لأنها حفظت ماء وجهه من السؤال والتسول المباشر كانت الفضيحة في حثه للدول لتلبية الدعوة ليسود وجهه عالمياً بعدما اسود محلياً.

وبعد كل الرسائل السابقة هل من جديد يصيب أصحاب الحق باليأس؟ والإجابة ببساطة أن ما حدث من إجراءات واحتفالات ما هي إلا خروج الفاعل من وراء الستار ليقف على خشبة المسرح، فقد كان يحكم منذ أن ألغي الدستور وخطف الرئيس الشرعي وعين موظف يحركه ويأمره فينفذ، ولقد علم الشعب ذلك  منذ يوليو 2013 فلم يطالب بإقالة الموظف ومحاكمته بل كانت كل المظاهرات مطالبة برأس قائد الانقلاب الدموي وبسقوط انقلابه ورجوع الشرعية وعلى رأسها الرئيس محمد مرسي، إذاً فلا جديد  تحت الشمس وستستمر ثورة الشعب المناضل حتى يحصل على كامل حقوقه.