د. أحمد نصار

شتان بين ميداننا وميدانهم.. بين ميدان رابعة العدوية الشريف 2013 وبين ميدان التحرير في 30 يونيو ثم الآن!

لماذا لم نشهد في رابعة العدوية حادثة تحرش واحدة؟؟ لماذا لم يتم توثيق فيديو واحد كالذي رأيناه أمس في التحرير احتفالا بفوز السيسي، وقد جردت فتاة من ملابسها تماما واغتصبت عشرات المرات حتى أصيبت بالنزيف!

الجواب ببساطة أن رجال الإخوان وشباب الإخوان ونساء الإخوان من أفضل شباب مصر. قضوا نهارهم صياما وليلهم قياما في رابعة واتهموا زورا بجهاد النكاح دون وجود صورة واحدة أو فيديو واحد يدينهم. على العكس؛ الفيديوهات في صالحهم وتظهر مدى نبلهم وطهارتهم.

***

بدأت مشاهد التحرش تخرج إلى الواجهة السياسية في المظاهرات التي بدأت تدعو إليها المعارضة العلمانية في مصر والتي بدأت سريعا عقب تولي الرئيس مرسي مقاليد الحكم في 2012.

تعامل قادة المعارضة العلمانيين والفلول مع قضية الحشد في الميدان بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة؛ بمعنى أن المهم هو حشد أكبر عدد من الناس في الميدان بغض النظر عن انتمائهم السياسي (حتى لو كانوا فلول) أو الجنائي (حتى للو كانوا بلطجية أو مأجورين). وكلنا يذكر مشهد التحرش العلني بمراسلة قناة فرانس 24 على الهواء مباشرة في جمعة مصر مش عزبة التي دعت إليها جبهة الإنقاذ.

ثم صرح قادة المعارضة العلمانية بالأمر صراحة قبيل 30 يونيو في سعيهم الحثيث لحشد أكبر عدد لأخذ لقطات مصورة تمرر وتبرر انقلابهم العسكري المنتظر. قال حمدين صباحي والبرادعي لأنصارهم: لا تنظروا لمن حولكم في الميدان وتسألوه عن انتمائه، حتى لو كان من الفلول! المهم هو الإتحاد للتخلص من الإخوان.

حدث في يوم 30 يونيو 200 حالة تحرش موثقة و 17 حالة اغتصاب موثقة، وكانت الفضيحة مدوية فتدخل السيسي سريعا لتسريع وتيرة الانقلاب قبل أن يجهض وأصدر بيان الـ 48 ساعة!

لقد كانت مهمة الأمن أمس - وبطبيعة الحال في 30 يونيو - هو "حماية الميدان" وليس "حماية من في الميدان". بمعنى أن تحرص قوات الأمن على تواجد أنصار السيسي فقط في الميدان، وليس حماية المتواجدين في الميدان من أي محاولة سرقة أو تحرش. لذلك كانت الفتاة تجرد من ملابسها أمام عشرات من رجال الشرطة الذين نظروا إليها بلا مبالاة وبلا رجولة!

***

أسباب التحرش كثيرة، وعلى رأسها تأخر سن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة وهو نتاج مباشر لما جنيناه من حكم العسكر وسياسات مؤتمر السكان الذي تبنته سوزان مبارك في التسعينات. وهو المؤتمر الذي تبنى سياسات تساعد على إنحلال المرأة بدعوى التحرر.

كل هذا في وقت يقوم الإعلام فيه بنقل مشاهد جنسية كاملة دخلت بيوت جميع المصريين في الأفلام والمسلسلات التي يشاهدها المصريون طوال اليوم.

وفي العام الذي فاز فيه الدكتور مرسي بالرئاسة خرجت الصحف لتخبرنا عن ازدياد المشاهد الجنسية في رمضان نكاية في "الإخوان". وكأنهم يعترفون ضمنا أنهم وكلاء حصريون للرذيلة والفاحشة وأن عدوهم الأول هم الإخوان المسلمون.

لا يمكننا تفويت هذه الفرصة دون الحديث عن التشريع الجنائي في الإسلام. تخيلوا لو علم المتحرش أنه سيجلد ثمانين جلدة في ميدان عام، وربما سيرجم لو كان محصنا هل كان سيقدم على هذه الجريمة؟

إن تنحية الدين عن الصراع هدف رئيسي لأعداء هذه الأمة، والإخوان المسلمون يصرون على طرح الصراع على أنه على أساس ديني لذلك فهم محل نقمة العلمانيين في كل زمان ومكان!

لقد اغتصب السيسي السلطة بغير وجه حق فلا عجب أن يلجأ أنصاره لتقليده رقصا وتحرشا واغتصابا! وإذا كان رب البيت بالدف ضاربا.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ!