محمود عبد الرحمن
بعد أن تحقق هذا الإنجاز المبهر فى الحراك الثورى بالمقاطعة.
بعد أن أثبت الشعب المصرى أنه مع الثورة قلبا وقالبا.
بعد أن أدرك الشعب حقيقة السفاح المركبة من دموية وخداع، وخيانة وكذب، وصهيونية ويهودية، ورغبة تدميرية لكل مقدرات المصريين.
بعد أن أدرك الشعب ذلك صَفَعَهُ على وجهه البغيض بمقاطعة ليس لها مثيل فى تاريخ الانتخابات.
بعد أن أدرك الثوار أنهم على الطريق الصحيح، طريق الأمل ، وطريق تحقيق الحرية والكرامة والحفاظ على الوطن والهوية.
بعد أن سقطت كل دعاوى السفاح، ليبرر بها انقلابه على الديموقراطية.
بعد أن صرخت لميس مرضعة إبليس، وبعد أن فرشت مذيعة ملايتها على الهواء، واعترف خيرى وجمال عنايت بالخيبة بالويبة.
بعد أن ظهرت اللجان على مستوى الجمهورية على مدار الأيام – ربما باستثناء أوقات محدودة فى اليوم الأول - خرابا يزعق فيها الغراب، لا يمر عليها إلا مسكين يخشى الغرامة.
بعد أن فشل حزب الزور، وفشلت الفلول، وفشلت أموال البترول فى دفع المواطن ليبيع كرامته ، ويبيع صوته على حساب دماء أبناء وطنه.
بعد أن انتهت وصلة الراقصين والراقصات المأجورين فى ساعة الصبحية، وداخت كاميرات الزور لتبحث عن طابور ناخبين يشفى الصدور المريضة فلم يجدوا ، فاحترقت صدورهم وانطلق بركان السفالة من الزند وتهانى.
بعد أن شفى الله صدور الثكالى والأرامل والأيتام - أقارب الشهداء – ولو قليلا - وهم يشاهدون بوادر خزى هذا المجرم، ويثقون بعدل الله فى مجازاته فى الدنيا والآخرة.
بعد أن رأى العالم كله ، وفيه محترمون ينتمون إلى فصيل الإنسانية الشريفة، مدى الرفض الساخط لهذا السفاح ومشروعه.
بعد ذلك:
أدرك الثوار أنهم على الطريق الحق المثمر المنجز.
وأن التضحيات ودماء الشهداء لم تذهب سدى.
وأن مراحل النمو فى الحراك وفى الثورة تسير بخطى واثقة.
وأن المسألة مسألة وقت، وقَدَرٌ يُقَدِّرُه الملك الحق سبحانه الذى يملك (كن فيكون).
وأن هذه – من الله سبحانه – رسالة أمل، وتقوية للإرادة، وتمكين لأهل الحق من مواصلة الطريق.
بعد ذلك:
لا يهمنا أن تخرج الصحف، وتقول الإقبال بالملايين.
ولا يهمنا أن تعلن لجنة الزور – المكونة من شامخين شايخين - عدد الأصوات ونسبة النجاح.
ولا يهمنا أن يكون هناك أناس لهم أعين لا يبصرون بها، وقلوب لا يعقلون بها فهؤلاء كالأنعام بل هم أضل.
ولا يهمنا أن يعلن الاتحاد الأوروبى وأمريكا اعترافهما بهذه المهزلة أو يعلنا شرعية العر#. فهؤلاء هم صناع الانقلاب أساسا، رغم أنهم قد يحسبوها بطريقة أخرى، لا يعترفون ويكتفون بدعمه ودعم مشروعه مع إذلاله.
المهم:
أن العزم حديد، والرجال ماضون فى طريق الجهاد.
وطريقنا ليس له بديل لأنه حفاظ على وطن ودين وهوية.
وأن وعد الله حق، ولا يخلف وعده ولا يهزم جنده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.