بقلم : حسن القباني


طالعتنا الأيام الماضية بمواقف تصحيحية وتوضيحية لبعض القيادات الشبابية ، سواء من خلف أسوار الظلم أو من خارجها ، ومنها موقفي مصطفي النجار وأحمد ماهر ، وتبادلت بعدها معسكرات التواصل الاجتماعي والفضائي القصف المتبادل وسط اتجاه ثالث يتبني الحكمة مسارا ويطالب الجميع بلم الشمل.
لاشك أن الجميع تعلم الدرس ، وظهر ذلك جليا في مواقف بيانات المواقف أو المقالات الشخصية ، ولكن محاولات الكسر – كسر لم الشمل وكسر النفس - من البعض بات واضحة عقب هذه المواقف ، بشكل يقود لإغلاق اي محاولات جادة للخلاص ولم الشمل الثوري علي ضوابط واضحة ومسجلة .

البعض يتحدث عن انفصال لا رجوع فيه للحق الثوري ويستحضر البعد بين المشرق والمغرب ، والبعض يجعل المعتذرون يعتذرون عن الاعتذارات ، والبعض يعلي من شخصه ويشخصن المعارك ويختصرها في ذاته ،  ويبرر كل فريق موقفه بقائمة طويلة من التحليلات المتوجسة من التوقيت والصياغة والمخاوف المستندة لتاريخ مضي أو حاضر ملتبس ، أو معلومات محل جدل ، وليس هكذا تدار الأمور في هذه الأوقات الفاصلة.

ليس المطلوب ان نؤمن بأفكار بعضنا البعض ، ولكن المطلوب ان نؤمن بالمصير المشترك في ظل عداء الثورة المضادة الواضح لكل من شارك في ثورة 25 يناير ، وليس المطلوب أن نتحول فكريا ويتجاهل كل فريق ثوابته ولكن المطلوب أن نراجع مفاهيم التنسيق المشترك ، وليس المطلوب في الحد الأدنى أن نتعامل كشركاء متعاونين ولكن المطلوب علي الأقل أن نتعامل كمنافسين شرفاء يتطلعون للمصلحة العامة لمشروع الثورة الوطني الجامع وفق ضوابط معلنة ومسجلة ، وليؤجل كل فريق المختلف عليه لصالح التعاون علي المتفق عليه المتسعة قاعدته والكثيرة بنوده .

ليس من السياسة ولا من الوعي الثوري أن ننهي كل نقاشاتنا علي الهواء أو الفضاء الالكتروني ، وليس من الحكمة كسب خصوم جدد من جماهير الثورة الداعمة للشرعية واستعادة الديمقراطية ، أو استمرار المناكفات مع مناهضي الانقلاب الجدد ، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة "كن او لا تكون" ، وربما متأخر صاحب ضمير وفكر معه سبب للنصر .

إن الصراع الوجودي يجب ان ينحصر في مواجهة عدونا المشترك الذي يتربص السوء ببوابتنا الشرقية وامتنا العربية والاسلامية ، ويدعمه البيت الاسود والغرب المتصهين ، وبالتالي فتطبيق مفاهيم وادوات الصراع الوجودي علي اختلافات سياسية وميدانية وفكرية يجب ان يكون محل مراجعة فكرية جذرية ممن يسقط فيه .
  إن المجاملات في العمل العام لا تجدي، وإن لم الشمل يتطالب لم اللسان ومتحدثيين اعلاميين جدد علي مستوي الظرف والحدث، ورأي عام ثوري حاضن يتخلص من الاحتقانات المترسبة في فترات سابقة ، وهذا هو دور القيادات الشبابية الواعية في كل الكيانات التي تناهض الانقلاب العسكري.
 إننا نمد ايدينا وفق أخلاق الدين الحنيف وروح الميدان وضوابط الثورة الي كل يد بيضاء ..فهل وصلت الرسالة؟

----------------
*منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح