أما معركة النفس القصير :
فهي إذا تصورت أن حالة الصراع الحالية هي خروج مظاهرات بهدف كسر الانقلاب و عودة الشرعية والرئيس المنتخب
في هذه الحالة إنك تعد الأيام والساعات بانتظار كسر الانقلاب , وعودة الشرعية .
و كلما تأخر ذلك يوما أو شهرا يصيبك الملل ويفتر الحماس و يظهر السؤال : إلي متي ، ولماذا تأخرنا , وكيف سيسقط الانقلاب وهل السلمية ستفلح أم لا ؟
وفي هذه الحالة أيضا تتألم وتجزع كلما رفع شهيد أو اعتقل اخوانك وأصدقاؤك .
تلك هي معركة النفس القصير .
أما معركة النفس الطويل :
فهي أن تدرك أنك تسير في طريق الجهاد الطويل –الأبدي- لتعيش صراع الحق والباطل الذي عاشه كل أتباع الأنبياء و الرسل , وكل المصلحين , وكل من يحمل الحق في مواجهة حملة الباطل ، وكل من يقدم عمره كله في هذا الطريق لأن هدفه أكبر من كرسي الرئاسة وكراسي الحكومة والبرلمان
إنما هدفه الحقيقي هو مرضاة المولي جل وعلا ، والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض ، في صحبة النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين .
الذي يكون هذا هدفه لا يتوقف عمله ولا جهاده ولا تضحيته عند محطة معينة أو موقف محدد
السؤال : يعني مكتوب علينا أن نستمر في هذا الصراع إلي الأبد ؟
والجواب : نعم ، لأن هذا الصراع لا نختاره نحن ولا نبدؤه إنما هو صراع اختاره حملة الباطل والفاسدون المفسدون ، الطغاة الذين لا يقبلون أن يتركوا أهل الحق في حالهم – لأن عيشهم دائماً هو علي الاعتداء علي حق الآخرين .
إنه الصراع الذي عاشته هذه الأمة مع جيوش التتار و مع جيوش الصليبين و مع الاحتلال الانجليزي و الفرنسي .
ومع الصهيونية الدولية التي أكلت أرض فلسطين اغتصاباً وشردت شعبها و مارست أبشع أنواع القتل والمذابح .
إنها هي الصهيونية التي امتدت أذرعها اليوم في العالم من أجل دعم السيسي و استمرار مشروعه – الذي هو مشروعها- ضد إدارة شعب واختياره .
حينما تري هذا الحماس غير المبرر من السعودية و الإمارات وأتباعهم في الوقوف ضد إرادة الشعب المصري و اعتبار كل هذه الملايين المصرية إرهاباً.
حينما تري أدوار ساويرس ، و تاوضروس ، والمحكمة الدستورية والقاضي المجنون الذي حكم بإعدام الأبرياء الأطهار .
و القضاء الفسدة الذين يحكمون بالسجن علي فتيات الإسكندرية 11 عاما و 17 عاما ، في حين لم يُحبس واحد من قتلة شهداء يناير أو شهداء رابعة و النهضة و هم بالالاف حينما تشاهد تحول دور الجيش مواجهة إسرائيل إلي مواجهة شعب مصر .
حينما تشاهد و تشاهد و تشاهد .. تعلم حجم الصراع و تعلم طول الطريق .
و تعلم أننا بحاجة إلي إعادة صياغة المشهد و تعديل الإستعداد للمواجهة العالمية الواسعة , وأن نعد أنفسنا للعمل المتواصل و الجهاد المتواصل الذي لا يتوقف عند مرحلة ، طالما بقي باطل في هذا العالم لن يتركك آمنا مسالما تحمل الحق و تقف في مواجهة أطماعه و فساده و خيانته .
هل عرفنا الآن ؟
ما هو الزاد الذي يعيننا علي كل ذلك ؟
الاتصال بالمدد الأعلى من الحق سبحانه وتعالى
والشوق إلي الجنة . . .