شرين عرفة
مصدوم؟! تكاد تفقد عقلك؟!! .. اطمئن.. لست وحدك، العالم كله مثلك .
* الولايات المتحدة الأمريكية على لسان (ماري هارف) المتحدثة باسم وزارة الخارجية قالت: «نحن مصدومون بشدة لصدور هذا الحكم، فهو بمثابة تحديا للمنطق »
* كما أعرب ويليام هيج وزير الخارجية البريطانى، عن قلقه البالغ تجاه ذلك الحكم.
*و ذكرت "منظمة العفو الدولية" في بيان لها أن ( الإعدام الجماعي لمؤيدي مرسي "بشع" و هو "الأكبر في العالم )
* وقد سارعت الأمم المتحدة في انتقاد الحكم على لسان "فرحان حق" نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
* بينما تصدر اخبار ذلك الحكم الصحف العالمية ووكالات الأنباء بكونه الأغرب والأعجب في تاريخ القضاء.
* و وصفه قانونيون بأنه مهزلة قضائية تعلن موت العدالة في مصر ودخول البلاد لنفق مظلم،
* كما رآه محللون سياسيون دعوة من إنقلاب دموي لجر الثوار لدائرة عنف لا تنتهي تدعم اركان هذا الإنقلاب.
* الحكم : هو إحالة 529 من معارضي الإنقلاب إلى فضيلة المفتي تمهيدا لإعدامهم،
* التهمة : أحداث عنف ومحاولة إقتحام قسم شرطة مطاي بالمنيا عقب أحداث فض إعتصام رابعة والنهضة والشروع في قتل ضابط شرطة،
* وقائع المحاكمة: في الجلسة الأولي لمحاكمة المتهمين يوم السبت الماضي لم يكمل القاضي اثبات حضورهم واكتفي بإثبات حضور 33 فقط من اصل 147 متهما كانوا حاضرين في الجلسة وبعد ذلك نشبت بينه وبين الدفاع مشادات انتهت بقيامهم برد القاضي ووفقا للقانون فإنه لابد من تأجيل القضية لاتخاذ إجراءات الرد ثم وقف نظر الدعوي لحين الفصل فيه ، لكن القاضي لم يفعل ذلك وقرر حجز القضية للحكم بجلسة امس الإثنين 24 مارس .
في اليوم التالي – الأحد – قام المحامون بإقامة دعوى مخاصمة للقاضي حيث أنه حجز القضية للحكم دون أن يستمع لمرافعات الدفاع أو طلباتهم او دفوعهم ولم يفض الأحراز ولم يستمع لشهود، سوى ضابط شرطة لم يكن متواجدا أساسا اثناء احداث العنف، وهو ما يعد وفقا لمصادر قضائية مخالفا لقانون الإجراءات الجنائية ، وفي صباح يوم الإثنين اصدر القاضي قراره بإحالة المتهمين لمفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم بعد أن برأ 16 منهم، ومن هؤلاء المحكوم عليهم بالإعدام : اثنان لم يبلغا السن القانوني بعد ، و هما (حسين حمادة وعبدالله عمر ... 17 سنة، في المرحلة الثانوية) وبهذا يكونا اصغر من صدر بحقهما حكم الاعدام في تاريخ القضاء البشري كافة.
*نعم... هكذا... وبكل بساطة قرر القاضي إعدام 529 بني آدم دون أن يستمع لدفاع واحد منهم، ودون فحص كاف لاوراق القضية والتي بلغت اربعة عشر ألف ورقة، ليصدر حكما هو الأسرع في تاريخ القضاء في العالم ( 48 ساعة فقط) ، وعلى إعتبار أن هذا القاض لم يفعل أي شئ سوى النظر في قضية هؤلاء الخمسمائة الذين اصدر حكما بذبحهم، فلم يأكل ولم يشرب ولم ينم، فقد استغرق نظره لقضية كل إنسان حكم عليه بالقتل هو خمسة دقائق وثانيتين،
تلك القضية التي أثارت دهشة وذهول العالم، هي أبلغ مثال لما نعيشه الآن من جنون دولة الإنقلاب، وهذا القاضي إنما هو نموذج صارخ لهؤلاء الإنقلابيين.
* القاضي هو المستشار ( سعيد يوسف صبري) رئيس محكمة جنايات بني سويف، و الذي بقرار تخصيص من رئيس محكمة بني سويف ، فقد وكل إليه نظر قضية المتهمين في أحداث قسم شرطة مطاي بالمنيا .
فهو لم يكن من ضمن القضاة الذين ينظرون قضايا الجنايات بالمنيا حيث أن عددهم 6 دوائر فقط ولكن بعد صدور قرار التخصيص من محكمة الإستئناف أصبحت دائرته هي السابعة وخصصت لنظر قضايا العنف .
أي أنه تم اختياره خصيصا منذ أسابيع فقط لنظر تلك القضية، وهو الإختيار الصائب تماما!!!!!
* فالقاضي الذي لقبته مواقع التواصل الإجتماعي ب {القاضي المجنون} ، يحفل تاريخه القضائي بأحكام يندى لها جبين العدالة، ويذهل منها عقل كل ذي عقل، أحكام لم تحدث في تاريخ القضاء المصري ولا حتى العالمي ، و لا تخرج من لسان سوى "سعيد يوسف صبري“ .
* ففي السادس من إبريل 2013 شهدت إحدي القضايا التي ينظرها القاضي يوسف حدثا عجيبا حينما هاجم شقيق أحد المتهمين هيئة المحكمة ب”كرسي ” ألقاه باتجاهها بعد ان قضت المحكمة بحبس المتهم 15 عاما بتهمة حيازة سلاح بدون ترخيص.
*و قبل هذا الحكم بقرابة شهر وتحديدا في 20 مارس 2013 أصدر هذا القاضي حكما بحبس مبيض محارة لمدة 15 سنة بتهمة محاولة إدخال مخدر البانجو وسط مأكولات إلي أحد المحتجزين بقسم شرطة بني سويف.
*و في 14 يناير من العام الماضي، أصدر حكما بمعاقبة متهمًا بسرقة ملابس نسائية من أحد المحال بالسجن 30 عامًا "15 عامًا على السرقة و15 عامًا أخرى على حيازة سلاح أبيض أثناء السرقة".
من أول جلسة، ومن دون الاستماع للدفاع أوتلبية طلباتهم، وفقًا لإجراءات القضاء المعتادة.
*وفي السابع من مايو 2013 كان حكمه بمعاقبة متحرش جنسي بالسجن المشدد 15 عامًا، والعجيب في الأمر أن هذا الحكم قد تجاوز حتى ما يطالب به المجلس القومي للمرأة في قانون التحرش الذي قام بإعداده، إذ تصل عقوبة المتحرش فيه وفق المادة 11 إلى السجن 10 سنوات.
* بينما قبلها و بعدة شهور.. وتحديدا في يوم 24 يناير 2013 أصدر حكما ببراءة ضابط شرطة من تهمة تعذيب متهم وهتك عرضه داخل أحد أقسام الشرطة.
*و في الخامس عشر من مارس 2013 كان حكمه الشهير ببراءة جميع المتهمين من قيادات وضباط الشرطة في قضية قتل متظاهري ثورة يناير ببني سويف .
* المذهل أنه في حادثة دنشواي الشهيرة عام 1906 والتي تعلمنا في مناهجنا الدراسية أنها عار لحق بالقضاء المصري و مثال على خيانة وسقوط بعض القضاة اثناء الإحتلال الإنجليزي لمصر ، تم الحكم فيها بالإعدام على أربعة رجال فقط ، وليس 529 .
* سيسطر التاريخ في صفحاته أنه كما كان 28 يناير 2011 يوم إنهيار مؤسسة الشرطة المصرية وانكسار عصا الأمن فكان البداية لتفكك دولة مبارك الفاسدة وسقوط رأسها ،
كان 24 مارس 2014 يوم إنهيار مؤسسة القضاء ، وموت العدالة في مصر، فكان البداية لإنهيار دولة الإنقلاب الغاشمة ومبشرا بسقوطها.
اثبتوا وابشروا.. اليأس خيانة.. والإنقلاب إلى زوال.
