مهندس /محمودابراهيم صديق
لا أعني الجمع . كما أني لا أدفن رأسي في التراب . و لكن بحجم الحدث علينا ان نراه بقدره .فقد تحدث رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم )في النسبه بين العدل والظلم بين ايديهما في حديثه الشريف عن بريده رضي عنه قال عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (القضاه ثلاثه .قاضيان في النار . وقاض في الجنه .رجل قضي بغير الحق .فعلم ذلك فذاك في النار .وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس .فهو في النار .وقاض قضي بالحق فذلك في الجنه ). عندما تتعلق ارواح 529 نفسا من المصريين لتزهق دون محاكمه ودون شواهد . أنت امام اسقاط الدوله المصريه واعلان القضاء علي رمزيتها في قضاءها . اذا اردت ان تهدر مجتمعا او تسقط وطنا فعليك ان تغيب العدل فيه و تستدرجه لان يقيم هو احكامه بنفسه . الي أين نذهب ..عندما يتوقف الزمن أمام احداث لا يقبلها العقل البشري و عندما تجد أله الزمن نفسها امام حاله تستوجبها الرجوع الي مئات السنيين من عمر التاريخ البشري . عندما يقف المؤرخون في حيرتهم ماذا يكتبون و كيف يسجلون الحدث و بأي العبارات يعلقون . فمنذ الانقلاب العسكري لا يوجد حدثا او منجزا يجدر بأن يسجله الرجال .فالتاريخ يأبي ان تسجل فيه مهازلا لا ترقي بحياه الشعوب .مصر في حكم الانقلاب العسكري خرجت من منظومه ومدار العالم المتحضر الذي يحترم حقوق الانسان ويحفظ له كرامته.
أغلقت الابواب و تهيأت اليه .غلمانها وجواريها علي علم ومعرفه بالحدث هي تخطط وتدبر لايقاعه في الاثم . أتخذ القرار بتشويه سمعته . ويأتي الزوج أمام كل من في القصر .جميعهم يدركون أخلاقه و يحفظون عنه طيب خلقه فقد مضي فيهم عددا من السنيين .عناصر القوه في يدها وكل من في القصر يدينون اليها فهي زوجه ولي نعمتهم . ما دمت في صف صاحب القصر فأنت لا تحتاج الي دليل ان تثبت به كذبك . حتي مع صوت العقل الذي ساقه الله تعالي ليقر به المنطق في شاهده قميصه فهذا أمر مصدق و مرئي . ومع كل الشواهد لكن القاضي في ركنه بعيدا لا يحاول ان يكلف نفسه بالتفكير الا في كيف ينتقم من اجل صاحبه القصر فالملك نور عينيه . ننتقل من نقطه المنطق في شهاده الشهود الا ما لا يصدقه العقل صاحبه الاتهام تقر وتعترف " (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين) . كل تلك الاحداث لا تحرك ساكنا في قلب وعقل القاضي الذي اعتاد التسليم للقصر . لماذا كل تلك الاحداث والاعترافات حتي من نساء المدينه من رأوه وعرفوا عنه خلقه لكن تمخض الجبل اخيرا بحكمه بعد ان راي ما سبق لا للبراءه ابدا والله لم يبرأه . القرار " ثم بدا لهم من بعدما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين " تري هذا قاض يحاكم نبيا من انبياء الله تعالي و يتجرأ في حضرته و يقرر سجنه وحبسه . ذهبنا لنري كيف كان اجداد الكثير من رجال العداله . فلا نندهش من صنيع احفادهم .
لنعود الي واقع الاحفاد .
اتوقف كثيرا أمام الاحكام المجحفه التي تصدرها المحاكم المصريه بشأن الطلاب و الحرائر من ابناء الازهر الشريف وطلاب مصر.. فقط عندما تسمع منطوق الحكم حكمت المحكمه يتبعها الان رقما بالسنيين والغرامات اذا كان من بالقفص احد ابنائنا الطلاب .كما لا تلتفت كثيرا الي احكام البراءه ان كان من في القفص احد رجال مبارك او قتله الثوار ...لا تطالبني ان اناشد القاضي ان يحكم بالعدل فلم يعد هؤلاء يسمعون . ولا تسالني ان اذكرهم بقاضي السماء فهؤلاء يؤدون مهنه لا يوجدون عدلا بين الناس . لا تسألني ان اناشده العداله فقد حكم جده علي النبي يوسف عليه السلام . لا تظن اني عبرت الاجيال من الاجداد الي الاحفاد وان كنت اقصد ان اباعد في التصوير . فابائهم ايضا وقعوا في الخطأ عندما حكموا علي المصريين في حادثه دنشواي .مسرحيه هزليه أخرجها لهم اللورد كرومرالمندوب السامي البريطاني في مصر وقضاتها من أبناء جلدتنا وهم ( بطرس غالي – احمد فتحي زغلول الاخ الاكبر لسعد زغلول ) هؤلاء ايضا باعوا أنفسهم للمحتل خوفا وطمعا في المكاسب . لم يحكموا حكما اعتياديا بالاعدام فقط فكانت هناك مشنقه واحده يعلق فيها الرجل نصف ساعه ليتاكد المحتل من اهانته امام اهله . فقد انفذت الاحكام دون أدني كرامه او انسانيه . وما بين الاجيال الثلاثه تجد التاريخ يكتب عن قضاه لا يعرفون للعدل طريقا هناك منهم من قضوا 8 أعوام في كليه الحقوق و اقل ولم يحصلوا علي ما يؤهلهم من التقدير . و ما رأينا ليس الا ضربات قاسمه وعميقه تضرب في شرف السلطه التي نركن اليها تحقيق العدل و السلم المجتمعي .
النخبه المصريه متمثله في قوامها السياسي بقواها وأحزابها التي نزلت من المقصوره الرئيسه في عهد الرئيس مرسي و ذهبوا الي بيوتهم علي عهد ما كانوا ايام مبارك . الفقر الي مباديء السياسه و القرارات التي تبني علي عاطفه الكراهيه للاخوان المسلمون تضعهم امام الشعب في مزبله التاريخ فمن تراهم اسماءا لامعه كانوا يطالبون بمحاكمات ثوريه وتعليق اعواد المشانق لمبارك ورجاله يرون الان مهرجان البراءات ولا ينطقون .من لم يفقهوا في الاصل كيف تتخذ القرارات ولم يصبروا لتقرير تقصي الحقائق الذي شكل لجنته الرئيس مرسي وكالوا له الاتهامات يتغنون الان ويرقصون علي وقع الاحكام و يجهلون بجهاله وسفاهه ان الاخوان فصيل ثوري مصري لم ياتي معتديا من كوكب اخر .وان اي نظام سياسي يتم تقييمه كنظام سياسي لا ان يصدر ضده احكام بالاعدام ظلما وقهرا ايضا غباء هؤلاء في ظنهم ان الشعب خارج المعادله .
الي هؤلاء ...انتم اسقطتم نظره الشعب اليكم من حسابتكم لجبنكم فما كنتم تستطيعون اداءه ايام الرئيس مرسي لا تجرئون اليوم علي فعله . اذكركم ان تخرجوا من امام الكاميرات و من علي مواقع التواصل الاجتماعي وان تدركوا الحقائق فالشعب غدا سيحاكم الجميع . وان نلتم حريتكم علي ايدي الثوار باسقاط الانقلاب وانتم في اماكنكم فستبقي الكرامه لمن يثور في الشارع فقط . وهنا
الي قطاعات عريضه من الشعب المصري . ليس لهم أي انتماء حزبي أو سياسي أو أيديولوجي يتبعون العسكر و يهللون لفاشيته في التعامل مع أبناء الوطن تراهم ينظرون عين الشماته والفرح والسعاده لما يحدث علي ارض الوطن في مشهد تجرد فيه كثير من المصريين عن ابسط معاني الانسانيه والادميه . فلم تعد صور البنات في قفص الاتهام تستجدي نخوتهم ولا شرفهم ولم تعد مناظر الضرب والقمع وانتهاك الحرمات تستنفر رجولتهم . في مشاهد لم يعتادها المصريون وعند نقاط موجعه كنا نظن أن حرمات النساء خطا أحمر لا يمكن تجاوزه ولكن ثمه حقائق تكشفت عن أناس خلعوا مبادئهم و انسانيتهم .لكن لماذ طفح هذا علي السطح ولماذا نجد عبيد الفرعون يغلقون عقولهم امام الضمير الانساني . امام حاله الانقسام المجتمعي و اختفاء الثوابت المجتمعيه تجد ان قائد الانقلاب يمضي مسرعا في اتجاه دون ان يكلف نفسه بالنظر حوله.الي هؤلاء من أبناء الوطن لا تظنون ان الصراع والمعادله خارجه عن تقدير الله تعالي وعن انصافه للمظلومين وهذا ظننا و ثقتنا .أحزموا اموركم واتبعوا ثورتكم فمن بالشارع واثقون بنصر ربهم ومتفائلون بالنصر الي الدرجه التي يعجز علماء النفس البشريه تحليلها .
يظل في بلادي الشرفاء والعظماء من أبنائها لا يقبلون الظلم ولا يرضون به .لفظوا احكام الموت وتبرأوا منها . الرجال لا يسقطون .الرجال لا يموتون بالاحكام . مات قضاه الظلم و بقيت سير الرجال تحكيها الاجيال ....
الثوره في الميدان ...