خميس النقيب

تعددت المجالس القومية  في بلادنا حتي كادت ان تقضي – للأسف الشديد -  علي القومية والوطنية والانسانية  جملة واحدة ،  لعدم فاعليتها او جدواها في كثير من الاحيان الاما رحم ربي عصم ، فمثلا المجلس القومي للطفولة والامومة ، القومي للمراة ، القومي للشباب ،القومي للصحافة والمطبوعات ، القومي للاعلام والتوثيق  ، القومي للاعاقة ، القومي للجودة ، القومي لاسر الشهداء والمصابين  المجلس القومي  لحقوق الانسان ،  وهلم جرا ..!!

ومن العجب ان تقرأ العنوان التالي في اليوم السابع "القومية للأنفاق": قرض  أوروبى بـ600 مليون يورو  لتمويل مترو "المطار"

الأربعاء، 19 مارس 2014 -   وهي يعني ناقصة ديون    هذه  المجالس كم من الاعضاء تستوعب ؟ وكم من الاوقات تهدر؟  وكم من الاموال تنفق  ؟ وكم من المؤتمرات تعقد ؟لكن نتائجها – مع الاسف – بالنسبة للجماهير التي انشئت من اجلها تقارب الصفر ، بل علي العكس تتجه للسالب ،  علي سبيل المثال أهم هذه المجالس  والقاسم المشترك بينها والذي يجب ان يدفع في كل الاتجاهات محافظا علي الانسان وكرامته  وحقوقه هو المجلس القومي لحقوق الانسان ،  لكن هذا المجلس  في بلادنا العربية  أهان  الشهداء أحياء  بعد ان لاقوا ربهم بإهمال حقوقهم بل وعقهم بمجاراة  المتهمين والانحياز اليهم  ولعل ما جاء في التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس من أكاذيب ومغالطات  ومتناقضات حول أحداث  الفض الاخيرة الشهيرة ليبعث علي الخزي والعار حتي ان بعض اعضائه لوح بالاستقالة ...!!

عار حيث انه يتجاهل الي حد كبير حقوق الشهداء والمصابين  فضلا عن المعتقلين من الاطفال والفتيات والنساء والرجال والعجائزو  الكهول ، بل  ويخلط بين القاتل والمقتول بل ينتصر للجلاد من الضحية ويتهم المقتول وينتصرللقاتل  ربما  لدواعي سياسية  انتقائية استثنائية ..!!

وكان مجلس حقوق الإنسان قد أصدر يوم الاثنين  السابع عشر من مارس الفين واربعة عشر  ، تقريره النهائي عن مذبحة القرن في رابعة والنهضة ، وأظهر المجلس انحيازه التام لوجهة نظر القائمين علي الامور  حول الأحداث، كما حرص على تبرئة الطرف الذي قتل الآلاف وحرق عشرات الجثث ، والصق كل الاتهامات إما بالمقتولين او المصابين او قيدها ضد مجهول ..!!  علي خطي الامم المتحدة علي الاسلام فقط والمسلمين ...!!   أين دور هذه المجالس في الداخل والخارج  من دماء السوريين أو العراقيين أو المصريين أو غيرهم في بلاد المسلمين مثل أفريقيا الوسطي .!!  لماذا قامت الدنيا ولم تقعد لمقتل عشرات الاشخاص في اوكرانيا ولم تتحرك  قيد انملة لكل هذه الدماء  التي تهراق علي ارض المسلمين ..!!

الاسلام الذي يعادونه ضمن الحقوق وصان الاعراض وحفظ الانفس  ، بين كل ذلك الصادق الامين في خطبة الوداع ، وكرم القران بني ادم حملهم ورزقهم وفضلهم

" ولقد كرمنا بني ادم   وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تفضيلا " الاسراء : ٧٠

بل اراح الله من فقد عزيز او حبيب علي يد  مجرم عمدا " ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب  لعلكم تتقون " البقرة ١٧٩  .. وخيره  هو لا غيره  بين القصاص او الدية في مواضع اخري ..!!

 للأسف عندنا مجلس في رأي كثير من المحللين لا يحقق النزاهة ولا الشفافية ولا الحيادية ، لذلك لا يصلح  مجلس قومي لحقوق الانسان ولكنه   بدا في عيون المكلومين  الشرفاء في كل الانحاء   المجلس القمعي لعقوق الانسان ...!!

 

-----------

 

[email protected]