شرين عرفة

بعد قراره الدخول منفردا لسباق الإنتخابات الرئاسية،  حاولت جاهدة أن أتخيل ماذا سيكون عليه البرنامج الإنتخابي لوزير الدفاع في ظل تلك الكوميديا السوداء التي نعيشها منذ بداية الإنقلاب وإلى اليوم. 

وقبل الحديث عن ترشح المشير للرئاسة،  لابد اولا من الإشادة بالقرار،  فالرجل بعد أن أغتصب حكم مصر في إنقلابه المشئوم و الفضيحة الكبرى لها بين دول العالم ، هو الآن مشكورا  يريد أن ( يصلح غلطته ويداري الفضيحة )  ويضفي الشرعية على إنقلابه .. بورقة عرفي تثبت أنه دخل انتخابات رئاسية ونجح فيها. 

صحيح أنا وملايين مثلي لا يعترفون بغير الرئيس الشرعي ( محمد مرسي )  رئيسا لمصر،  لكن لا مانع أن اتعرف على برنامج المرشح الإنتخابي  ( عبد الفتاح السيسي)  من باب العلم بالشئ،  ليس أكثر..

فقررت أبحث في كل تاريخه المبهج منذ الثالث من يوليو وإلى الآن،  وما وصف به نفسه وما حدث في عهده الميمون،  لأضع تصور منطقي لما ستروج له حملته الإنتخابية وما سيكون عليه برنامجه الإنتخابي..

فمثلا.. اتصور أن شعار السيسي سيكون : ( السيسي عذاب ومعاناة ) وهو ما وصف به نفسه  في حواره مع الصحفي ( ياسر رزق)  حينما سأله عن إمكانية خوضه لسباق الرئاسة ،

أما ( الرمز الإنتخابي ) له فأتوقع أن يكون ( سيخ كفتة) .. وهو ما سيكون له مدلول عميق وجذري فسيادة المشير هو أول مسئول مصري يرعى بنفسه الإعلان عن  التوصل  لعلاج الإيدز وفيروس C بصوابع الكفته ، حيث قال اللواء [ إبراهيم عبد العاطي] المعالج بالأعشاب وصاحب هذا الإختراع ما نصه ( ناخد الإيدز من المريض ونرجعهوله صباع كفتة يتغذى عليه، وده قمة الإعجاز العلمي)  فلو حضرتك مصري مؤيد للسيسي سيتم علاجك بسيخ الكفتة أما إذا كنت من المعارضين للمشير و المشككين في هذا العلاج فسيتم وضعه في (صرصور ودنك) .

أما مشروع السيسي النهضوي الذي سيقدمه للبلد أكيد هيكون بعنوان: ( نحمل الدمار لمصر )، وهو مشروع ضخم و جاد و قد تحقق منه الكثير حتى الآن..

فبعد عدة مذابح كبرى وسقوط ما يزيد عن ستة آلاف قتيل وعشرين ألف جريح واثنان وعشرين ألف معتقل في السجون،  وتصنيف مصر على أنها الأسوأ في العالم في حالات التعذيب الممنهجة داخل السجون،

لا ننسى إنجازات أخرى عديدة ( للمشير السيسي) .. وهي إنجازات لم يحدث لها مثيل في تاريخ مصر ، 
ففي منتصف فبراير 2014 وبعد 7 شهور فقط من الانقلاب ضمت {منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية} مصر لقائمة الدول الهشة لأول مرة في تاريخها هذا العام،
وكشفت وحدة الأبحاث التابعة لصحيفة "الإيكونوميست" البريطانية عن أحدث ترتيب لمستوى المعيشة، والذي أظهر تراجع مصر للمستوى الأخير للمرة الأولى في تاريخها مقارنة بـ140 دولة على مستوى العالم.

كما جاءت مصر في المرتبة 34 من أصل 178 دولة على مؤشر الدول الفاشلة ، كما وقعت مصر وفقًا لمؤشر ( فريدوم هاوس ) ضمن 48 دولة على مستوى العالم "لا تتمتع بأي حريات  " ،
بل و انحدرت مصر 3.8 على المؤشر ككل ليكون مجموعها 90.6 من أصل 120 نقطة مما يرفعها لدرجة "الإنذار" بانهيار الدولة.

و يعدكم ( السيسي) في حال انتخابه رئيسا بخروج مصر من التاريخ أساسا ،  ووضع تصنيف جديد لدول العالم يسمح بالأرقام السالبه.. بحيث تصبح مصر ترتيبها سالب 1 بدلا من الترتيب الأخير

ولمزيد من التوضيح والتفصيل  :

لابد أن نذكر أنه في مجال العلاقات الخارجية:
فمصر مضطرة أن تحصر علاقاتها  بخمس دول فقط بالعالم يستطيع الرئيس المصري أن يزورهم ويكون مرحبا به، وهما ( إسرائيل والسعودية والإمارات والكويت والأردن) ،  وهي الدول التي اعترفت بالإنقلاب ودعمته، في حين تبقى إسرائيل هي أكبر داعم للإنقلاب العسكري ،  وتوطيد علاقة مصر بها هي واحدة من اعظم نتائجه.. كما اقر بذلك العديد من المحللين الإسرائيليين ،

فبعد الحرب المعلنة على أهلنا في سيناء و إعلان منظمة حماس في فلسطين منظمة إرهابية،  و كذلك ترحيب إسرائيل المفرط بالسيسي لدرجة إعتباره بطلا قوميا لليهود في العالم،   فأتوقع الإعلان عن وحدة قريبة بين مصر وإسرائيل بعد وصول وزير الدفاع للحكم .

أما في مجال الإقتصاد:
فبعد أن دخلت مصر مرحلة الدول الفاشلة  وإغلاق العديد من الشركات العالمية على أرضها مثل (  جنرال موتورز الأمريكية،  و رويال داتش شل وتوماس كوك و ياهو و غيرها،  بل وإغلاق ما يعادل 2200 مصنع  بالمدن الصناعية المصرية مما حولها لمدن اشباح بسبب غياب الأمن وعدم الإستقرار،

  وأصيب القطاع السياحي بشلل في أغلب قطاعاته، ولم تتجاوز نسب الإشغال 10 - 15% وأوقفت خمس شركات طيران عالمية رحلاتها لمصر بالإضافة لقدوم كثير من الرحلات خالية من الركاب

كما أعلنت 27 دولة في العالم حظر السفر إلى القاهرة بعد تفجير اتوبيس طابا السياحي،  وأغلقت العديد من القرى السياحية والفنادق أبوابها. 

وبعد ما أعلن عنه مدير عام آثار النوبة ومعابد أبو سمبل بأن المعابد  خالية من السياح لأول مرة في تاريخ مصر ،
و بعد صموده لمدة سبعة آلاف عام ينهار أحد جدران معبد الكرنك يوم الاثنين الماضي نتيجة هطول الأمطار في الأقصر.. في حادث عجيب ومذهل يضاف لحوادث عهد السيسي الميمون. 
 
وبذلك تصدر شهادة وفاة رسمية للسياحة في مصر، 
ولذا فالسيسي يعدكم في حال فوزه بإعادة مصر دولة زراعية كما كانت قبل ( محمد علي)  ، 

ولكن بسبب أزمة مصر المتفاقمة في المياه خاصة بعد ما أعلنت وزارة الموارد المائية والري بحكومة الانقلاب 10 فبراير 2014 فشل المفاوضات المصرية الإثيوبية بالعاصمة أديس أبابا حول أزمة سد النهضة ، فإن مصر ستكتفي بزراعة الصبار والتين الشوكي وإعتمادهم كأغذية أساسية للمصريين بديلة عن القمح.

وفي مجال الصحة:

فبعد إنجاز مصر في عهد الإنقلاب لأكبر نكتة طبية وفضيحة علمية في التاريخ وهو إعلانها المسخرة عن علاج الإيدز وفيروس c بصوابع الكفتة،  يأتي إنجاز آخر تناساه الجميع،   فقد أعلنت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب عن إجمالي عدد الوفيات حتى الثلاثاء 18 فبراير 2014 جراء الإصابة بفيروس أنفلونزا «إتش1 إن1» والمعروفة باسم «أنفلونزا الخنازير» إلى 55 حالة ، و ليصل إجمالي الإصابات المؤكدة منذ ديسمبر الماضي إلى 595 حالة.
وهو إنجاز غير مسبوق يضاف لتفوق مصر السابق ،  حيث تحتل المركز الأول عالميا في الإصابة  بفيروس C وامراض الفشل الكلوي ، كما أنها هي الأولى في العالم في نسب الوفيات جراء الإصابة بتليف الكبد طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية في عام 2013 م.

و يطمئنكم ( السيسي) بأن  مصر ستعتمد في توفير حاجياتها الأساسية كالعلاج والغذاء على النهج الذي اتبعه الإنقلاب منذ مجيئه وإلى الآن :  وهو مزيد من التسول ،
فبعد أن اقترض الإنقلاب ما يقرب من 40 مليار جنيه من دول الخليج ، وزيادة الدين المحلي أكثر من 100 مليار جنيه خلال نصف العام الأول من العام المالي الحالي 2013/2014، أي منذ بداية الانقلاب، وامتدت يد الحكومة للوديعة المجمدة بالبنك المركزي منذ حرب الخليج مطلع التسعينيات ومولت من خلالها الإنفاق الإضافي في الموازنة العامة بحوالي 60 مليار جنيه.

ووصل الفرق بين إيرادات ومصروفات الموازنة منذ بداية الانقلاب حوالي 163 مليار جنيه، قامت الحكومة بتدبيرها من إصدار أذون وسندات والاقتراض من البنوك، وطباعة أوراق نقدية جديدة، ليرتفع الدين العام المحلي لمؤشرات غير مسبوقة.

وهذا طبعا بخلاف المنح والهبات الخليجية ، و شحنة البطاطين و الملابس المستعملة من الإمارات ( إستعمال نضيف)، وحملتها الدعائية على الفضائيات للتبرع لفقراء مصر، وأخيرا شحنة المواشي لمؤيدي الإنقلاب. 

فإن السيسي يعدكم بعد فوزه باستمرار التسول كمنهج حياة ،  حيث ستبيع مصر ما تبقى لها من أصول لدولة الإمارات ( الراعي الرسمي للإنقلاب) في مقابل مزيد من المساعدات،  وبعد الوحدة المرتقبة مع إسرائيل في حالة وصوله للرئاسة ،  سيتم تعيين مندوب سامي إماراتي يدير أملاك الإمارات في مصر خاصة بعد صفقة الإنقلاب الأخيرة والتي حصلت بموجبها على حق امتياز أراضي مشروع تنمية قناة السويس.

كما يذكركم ( السيسي) بأن حالة التقشف التي دعت لها الدولة..  لا علاقة لها بتاتا بمشاريعه الهامة من أجل مستقبل مصر كبناء اربعة سجون جديدة بتكلفة تصل إلى مليار جنيه ، وكذلك قراراته بزيادة موازنة الداخلية ،  ورفع رواتب ضباط الشرطة بنسبة 30% من أجل ضمان ولائهم،  و شراءه خمسين ألف قطعة سلاح جديدة لضمان القضاء على كل معارضي الإنقلاب.

كما يطمئن السيسي ضباط القوات المسلحة بعد مضاعفة رواتبهم و إنشاء نادي و فندق لهم في زهراء مدينة نصر بتكلفة 150 مليون جنيه،وشراء سيارات ( لاند كروزر)  مصفحة وإهدائها للمحافظين.. بأن ذلك كله لن يتوقف بعد وصوله للرئاسة بل سيزداد.

ويضيف قائلا : إن سياسة التقشف والذهاب للعمل سيرا على الأقدام لن تطبق سوى على المواطن الأهبل الذي سينتخبني..

( انتم مش عارفين أنهم نور عينيه ولا أيه؟!!)

وفي النهاية.. يوجه السيسي كلمة لجموع الشعب المصري يقول فيها:

(( يا شعبي الحبيب ..الصبور ..المهاود .. لبسني الأوميجا.. البسك العمة... وكله في حب مصر..  ))

-------------
[email protected]