م-أحمد المحمدي المغاوري

فما بكت عليهم السماء والأرض, مَن هؤلاء؟.فبذكر أسماءهم يتجرع القلم الحنظل، يعرفهم الحاضر والغائب والقاصي والداني بمواقفهم المهينة المخزية في حق مصر وأمتهم  إنهم هؤلاء . إنهم شيوخ وساسة وإعلامي وعسكر وبلطجية وفلول وقضاة الانقلاب فعنهم  حدث ولا حرج .فما اقترفوه في حق  والأمة ومصر والمصريين لا حصر له. فمصر الآن  أصبحت مرتع للمخابيل والصعاليك  بدءاً من الصعلوك أوميجا وحتى الطرطور, والحديث عن هذه الفضلات مضيعهٌ للوقت فهم لا يجيدون سوى صناعة الكفتة التي ستعالج الايدز!!! فقد سلموا مصر للكيان الصهيوني وقالوا عن  حركة المقاومة حماس إرهابيه ..رجال حماس إرهابيين!!! الذين رفعوا عن الأمة  الجهاد لتحرير المسجد الأقصى من فرض عين إلى فرض كفاية إرهابيين..عجيب!! لذا فالقلم لن يتلوث بذكر هؤلاء الصغار الأصفار، لكن القلم  يتشرف أن يُسطر ويكتب حروف من ذهب عن الكبار في مصر الثورة ويذكر أسماءهم ،وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي ثبته الله  وأيده، فسيشهد التاريخ له أنّه لم يعط الدنية لا في دينه ولا في الشرعية ولا في وطنه مصر، ولو وافق الخائنين فيما أرادوه منه بأن يتنحى مؤثراً سلامته الشخصية على سلامة دينه ووطنه، لم نكن نراه الآن، لا في محاكمة ولا زنزانة، فضرب أروع المثل في الثبات والتضحية ، وهذا يذكرنا بموقف صاحب الظلال سيد قطب حين طُلب منه أن يكتب اعتذاراً لجمال عبد الناصر، فرفض وقال كلمته المشهورة.’إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، لا يمكن أن تكتب كلمة باطل‘وتم إعدامه ولقي ربه شهيدا يرحمه الله.
-وهذا هو مرشد الإخوان الأستاذ الدكتور محمد بديع. قدم نفسه وولده وأستاذيته في الجامعة  رخيصة في سبيل الحق لأجل مصر وشعبها  وكلنا نتذكر صرخته للثوار في رابعة الصمود بعد الانقلاب، فرسم لهم الطريق فما زالت قولته يتردد صدها في ثوار مصر"ثورتنا سلميه وستظل سلميه سلميتنا أقوى من الرصاص"وإذ به وهو يُحاكم  يعطي درسا لقاضيه حينما قال له القاضي"ﺃﺭﺟﻮﺍﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﺭ ﺃﻧﻲ ﺃﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺟﻴﺪﺍً فرد عليه د.بديع ﻭﺃﻧﺎ كثيرا ما جلست ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ وحتى الآن ﻭﺃﻋﺮﻑﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍً . فعلي مثل هؤلاء.يكون البكاء
وكذا المجاهد الفتوة أسد الميدان وفارس البرلمان الدكتور محمد البلتاجي فمن اجل الحق والمبادئ الإنسانية ضحى بنفسه وأبنته أسماء وابنه وزوجته ما بين قتيل وسجين ومطارد ومضطهد ،والمناضلين كُثر أمثال الشرفاء الأسود  الشيخ العبقري حازم أبو إسماعيل والدكتور صفوت حجازي والمهندس عصام سلطان وأبو العلا ماضي وكثير من المخلصين والمصابين والمعتقلين ومن الشهداء الذين اختارهم الله عنده.تركوا لذة العيش في سبيل أن نحيا كراما ولتتحرر مصر من سارقيها اللصوص.وأمثال هؤلاء كُثر من السياسيين والعلماء والرياضيين والكتاب
- أو ما كان لهؤلاء الأفذاذ أن يؤثروا السلامة ويركنوا إلى الدنيا لكنه الحس والضمير، الذي تربوا عليه نعم تربو على العزة والكرامة فهانت عليهم الدنيا. فغايتهم سامية وهمتهم عاليه ينظرون إلى المعالي. فعلي مثل هؤلاء يكون البكاء ، فحُق  للأرض أن تبكي عليهم التي كانوا يسجدون عليها وللسماء التي كانت تظلهم، فما زالت تستقبل تضرعهم لله ودعائهم أن يتقبل الله جهادهم، أما الانقلابيين  الفاشيين  مصاصي الدماء فما بكت السماء والأرض عليهم؟؟عن داود بن قيس قال :سمعت ابن كعب يقول : إن الأرض تبكي من رجل وتبكي على رجل ، تبكي لمن كان يعمل على ظهرها بطاعة الله تعالى ، وتبكي ممن يعمل على ظهرها بمعصية الله تعالى قد أثقلها ، ثم قرأ : " فَما بكتْ عليهِمُ السَّماءُ والأرضُ وما كانُوا مُنْظَرِين"(الدخان:29) فيا ليت البكاء وفقط ولكن الأرض تريد أن تبتلعكم والسماء أن تطبق عليكم والبحر يغرقكم وخلق الله يلعنكم. فانتظروا إنا منتظرون.