نور الدين محمود :
عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَقُولَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا ، وَقَلْبًا سَلِيمًا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) والحديث صححه الألباني في السلسة الصحيحة رقم 3228 وحسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .
الثبات على الامر
من افضل النعم الربانيه .. ان يظل المرء ثابتا على مبداة وقيمه واخلاقه اعماله مهما طال به العمر وتاخر به الاجل ... فيظل عاملا لدينه ناصحا لامته مبلغا لدعوته قائما على حدود الله .. لا يبالى بالخطوب ولا بطش الطغة ولا ظلم الظالمين .. مطمئن الى قدر الله تبارك وتعالى وقضائه .. فهو يتقلب فى النعم ان خلا من المال ويتمتع بالرضا لانه فى معية الرحمن ..
ان الثبات على الامر من اخطر القضايا فى حياة المجاهدين والصديقين .. انظر الى رب العزة جل فى علاة وهو يحذر رسوله وحبيبه ومصطفاة (( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( 74 ) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ( 75 ) ( وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا ( 76 ) ) فالحياة بعد فقد الثبات لا قيمه لها ... وقدر الله نافذ لا محاله فى اهلاك الظالمين .
ان الثبات على المبدأ محض فضل من الله تبارك وتعالى ومنه على عباده المجاهدين لانه اختيار الله لعبدة وحبه له .. فالثابتون يعيشون القدر والرحمه والمعيه فى حين يعيش الناس مع الاسباب يعيش الثابتون مع رب الاسباب وقديما تعجب عمر رضى الله عنه من اختلال المعادله عند اهل الثقة وتبدلها . فقال (( اللهم انى اعوذ بك من عجز الثقة وجلد الفاجر )) فكيف يثبت الفجرة على ظلمهم وينافحون حتى اخر انفاسهم وقد قضى الله بهلاكهم وكيف يعجز اهل الثقة عن حقهم الذين وعدوا بنصرة وعن الدينهم الذين وعدوا بظهورة وعن قيمهم التى وعدوا بظهورها على كل القيم .. وعن النصر الذى وعدة الله اياهم انه الخلل فى منظومة القيم التى ان اعترت بشرا بدلت حاله وغيرت مآله وضيعت آماله لذلك استعاذ امير المؤمنين عمر من عجز الثقات وجلد الفجار من هنا .
اخى الحبيب .. اختى المجاهدة ....
النصر قرين الثبات والثبات بيد الله جل وعلا .. والنصر صبر ساعة و تحمل الاذى فى سبيل الحق هو احد وسائل نصرة الحق ....
والثابتون قد باعوا دنياهم واموالهم واجسامهم بل وارواحهم حسبة لله جل فى علاة وارضاءا له سبحانه ونصرة للحق الذى جاء به سيد البشر فهذة دعوة الى الثبات من حديث خاتم المرسلين اللهم انى اسالك الثبات على الامر والعزيمه فى الرشد فهما جناحان الطائر المحلق فى مدارج السالكين فى ابواب العبادات المختلفة بين شكر النعم وحسن العبادة وصدق اللسان وسلامه القلب والاطمئنان الى القدر انه الثبات والعزم الثبات على الحق والعزم على نصرته ...
والاخذ باسباب الثبات بشكر النعم وحسن العبادة وصدق الكلام والقلب السليم الخالى من الامراض والاغراض والاهواء والتسليم لامر لله جل فى علاة فلن يكون فى الكون الى ما اراد الله ادر ظهرك الى عدوك والزم العمل .. فلا تنشغل بيتدبير الخلق وكن مع مراد الخالق .. تسموا وتعلوا وتنجوا ((والله غالب على امرة ولكن اكثر الناس لا يعلمون )) والله اكبر ولله الحمد