محمود عبد الرحمن :

 
حينما يتحدث بعض عباقرة الفضائيات من جنرالات الجيش عن الأمن القومي يحاولون إشعارك بالغموض و الرهبة و الرعب ، لأن هذه الأشياء لا يعرفها إلا العباقرة ، و يستغلون الحديث عن هذا الغامض لكي يلقوا بتهمة الإضرار بالأمن القومي علي ( صحفي ) مثلا تحدث بنقد القيادات (إياها) من الجنرالات ، اللي يجيب سيرتهم يكون مضرَّ بالأمن القومي – و هذه جريمة خيانة عظمي تستحق أقصي العقوبات ، و أي واحد يتحدث بنقد معاهدة كامب ديفيد و أضرارها علي انتشار الجيش المصري في سيناء يكون هذا إضرار بالأمن القومي .

  

* أما الغلابة أمثالنا فيفهمون الامن القومي بشكل بسيط :

   - حماية حدودنا مع العدو التاريخي الصهيوني أمن قومي

   - حماية سواحلنا علي البحر المتوسط و الأحمر أمن قومي

   - حماية بقية الحدود مع ليبيا و السودان أمن قومي

  - علاقتنا بدول حوض النيل أمن قومي

   - سد النهضة – خطر علي الأمن المائي القومي خطر رهيب

   - قضية الاكتفاء الذاتي من القمح أمن قومي

 - قضايا الاقتصاد ( الاحتياطي النقدي – الدين الخارجي – ارتفاع الأسعار – الناتج القومي ) – أمن قومي .

  - قضية الطاقة ( كهرباء – سولار – بنزين – غاز) أمن قومي

 - و غير ذلك من المصالح العامة للشعب المصري : التعليم – الصحة – حقوق الإنسان – قضايا الحريات – الديموقراطية – كل ذلك أمن قومي

 

لكن صاحبنا إياه منذ عمل عملته السودا في 3\7 .. كيف كان اهتمامه بالأمن القومي ؟

 - هدم منازل المصريين السيناويين في رفح و الشيخ زويد .

- قتل المصريين في سيناء ، و رابعة و النهضة و رمسيس – بل في كل شوارع مصر .

- دخول الجيش في معارك وهمية ضد إرهاب اخترعه بعمليات مخابراتية في سيناء لم يُكشف واحد ممن ارتكب هذه العمليات إنما هي حرب إبادة .

 محاولة تغيير عقيدة الجيش -و حتي الشعب المصري- تجاه العدو المحتمل - أول الرئيسي- أو التاريخي .

فأصبحت كل مهمته هي إلصاق التهم الباطلة بحركة مقاومة طاهرة نظيفة تقود الآن المقاومة ضد عدو الأمة العربية الذي اغتصب فلسطين (العربية) و دخلت معه في حربيين كبيرتين – و أعجزته .

و استطاعت أن تصل بصواريخها إلي تل أبيب – مما لم يفعله لا عبد الناصر و لا السادات و لا مبارك و لا صدام و لا القذافي .

 و لما أيَّد الشعب المصري و رئيسه المنتخب هذه الحركة في هذا الصراع .. هنا تم اتخاذ القرار المشترك بين ( الأمن الإسرائيلي و المشير و عصابته الانقلابية ) بدعم أمريكي اوروبي للانقلاب علي الشرعية و عزل الرئيس الذي يعمل لمصلحة مصر و يعتبر تهديداً حقيقيا علي العدو التاريخي الاسرائيلي .

و لا غرابة حينما يقوم الانقلاب بقتل 7 آلاف من خيرة شباب مصر ، و يعتقل 22 ألفاً و يقسمنا إلي شعبين .

 ثم يقدم الرئيس بتهمة و هي أعجب تهمة في التاريخ – التخابر مع حماس- و ليس تهمة التخابر مع إسرائيل كما يفعل الانقلابيون في كل يوم .

 سمعنا قصائد المديح من قادة إسرائيل و صحفها في الكنز الجديد – عبد الفتاح السيسي .

 و في المقابل : لم يتهم بقضية واحدة من قضايا الأمن القومي المصري الحقيقي .. لا سد النهضة و لا القمح .. و لا الطاقة و لا أي شئ .

نعم .. نعم .. إنه الأمن القومي الإسرائيلي .. و ليس المصري .

 

الواثق بالله محمود عبدالرحمن