م . أحمد المحمدي المغاوري
أيها الثائر العظيم: ابعث فيك القوة والإرادة بأن تنظر إلى من ضحوا ويضحون وقد اختارهم الله لهذه المرحلة الحاسمة في تاريخ مصر والأمة ،كما اختارك أنت.فانظر إلى القادة الأفذاذ الرئيس الثائر المجاهد الثابت الشامخ الدكتور محمد مرسي والى العبقري الشيخ المجاهد الذي فهم الانقلابيين قبل أن نفهم نحن الدكتور حازم أبو إسماعيل والى الصادعين بالحق أبو العلا ماضي وعصام سلطان وصفوت حجازي والى الأساتذة النجباء د.محمد بديع والمهندس خيرت الشاطر و د.محمد البلتاجي و د.صلاح سلطان والى البيوت التي خرجت الأبناء والزوجات والأخوات والبنات وضربوا أروع المثل في التضحية والبذل والفداء.انظر إليهم أيها الثائر العظيم: في ثباتهم ورجولتهم وتضحياتهم تعرف أين تضع قدمك وتعرف انك على الطريق الصحيح .طريق الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
أيها الثائر العظيم:
- إذا أردت أن تحقق شيء فلابد أن تؤمن به وأنه سيتحقق بإذن الله..فهل نحن واثقين بوعد الله؟ "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" وأن الانقلاب الفاشي الفاشل ساقط لا محالة.وهو الآن يبحث عن مخرج آمن..ولكن هيهات هيهات.
أيها الثائر العظيم:
الطغاة عُصيٌ بيد الله.فعليك ألا تخاف منهم،ولكن عليك وعلينا جميعاً أن نخاف من ذنوبنا
قال الله تعالى" إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"[آل عمران:175] فالكل في قبضه الله،(ومَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ يقدم هذا ويؤخر ذاك ويرفع هذا ويذل ذاك يملي لهذا ويدخر لذاك يقول د.راتب النابلسي"البطولة ألا تخاف من الوحش بل تخاف ممن يمسكه ويروضه،فهل يستطيع إنسان أن يحقد على عصا تَلقىَ بها ضرباً؟ يكون مجنونا نعم، فهو إذا أحب أن يحقد.على من ضربه لا على العصا بالذات، لذا فالطغاة في الأرض عُصي بيد الله:في الحديث القدسي يقول الله( أنا مالك الملوك،وملك الملوك،قلوب الملوك بيدي،وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب مُلوكهم عليهم بالرأفة والرحمة،وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك، ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع أكفكم ملوككم ))[ أخرجه الطبراني عن أبي الدر داء ].لا تفهمها على مرادك فتصبح سلبي وتركن لأنك تعصي ولكن افهمها على مراد الله لتكون ايجابي ثائرا للحق مدافعا عنه مهما كلفك من تضحيات ملازما ذلك أن تبادر بالطاعات "إن الحسنات يُذهبن السيئات"
أيها الثائر العظيم:
قال تعالى مخاطبا الحبيب وقد ابتلي فصبر صبرا جميلا ".ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين).فهذا هو المطلوب منك ومنا في هذه اللحظات..فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. فقل وردد" حسبنا الله ونعم الوكيل " دون شك بل بثقة تامة في وعد الله " ولِتَعلَمَ"إن وعد الله حق"
أيها الثائر العظيم:
- سيذهب كل هذا الزبد"الانقلابيين ومن يحركهم ويخطط لهم" طال بنا الزمن أو قصر سنكمل طريق الحرية نحن أو غيرنا. حتى يبقى ما ينفع مصر من"الرجال" الذين بذلوا الغالي والنفيس طلبا للحرية، نعم الحرية الكاملة لمصر وشعبها فهي لا تتجزأ كما قال مانديلا "الحرية لا يمكن أن تعطي جرعات فالمرء إما أن يكون حرا أو لا يكون" وسنكون بإذن الله أحرار وستحرر مصر وإن غدا لناظرة قريب "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".
- أما نحن فحينما ننظر إليكم ثوار مصر العظماء ،نستحي من أنفسنا منكم. فأين نحن منكم. ونحن لا نملك إلا الدعاء في غربتنا ودعمكم وهو أقل القليل؟..أما انتم فبيوت صُنعت على عين الله...فثبتت وضحت، فاختار الله منكم الشهداء والمجاهدين والمطاردين والمبتلين والمعتقلين...فأي اصطفاء هذا...اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك "ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين"