د. طارق واصل : 

من الطبيعي جدا أن يلجأ المدمن إلي زيادة جرعته المخدره تدريجيا ، حتي يحصل علي إحساس النشوة ، أو الهلوسة ، أو التغييب ،،،  إلى آخره.  والذي من أجله أدمن ،
وهكذا تفعل مخابرات الإنقلاب بالشعب المصري عبر سلاح الإعلام ، فلو أنها أبقت علي مستوي الكذب ثابتا ، لتضائلت كتلتهم المخدرة ، بصورة متزايدة ، وصولا لتلاشيها تقريبا ، وانضمام الغالبية منها لكتلة مناهضي الإنقلاب العسكري الدموي ، نتيجة لذهاب تأثير المخدر ( الكذب ) عن عقولهم ، لذا كان من الضروري ، أن تزيد المخابرات جرعة المخدر الإعلامي للشعب المصري  ، بصورة مضطردة ،
وعليه ،، فقد مرت عملية تخدير الشعب المصري ( إدمانه ، بفعل المخابرات ، عبر الإعلام ) ، بثلاثة مستويات ،،،،،
١- مستوي الكذب والنقد العقلاني الموضوعي ، صحيح  أنه بحدة شديدة واستهزاء وتحامل ، لكنه يبقي في مستوي الكلام العقلي الموضوعي ، مثل 
إنبهار الدكتور مرسي وعائلته بالقصور الرئاسية ، والبزخ في المصروفات والتمتع والحراسة ، وعدم تحقيق نتائج في الملفات الأربعة التي كان قد وعد بها الدكتور مرسي  خلال المائة يوم الأولي لحكمه ، ، إلخ ،، فكانت تلك بمثابة الجرعة الأولي لرحلة تخديرالشعب ،
٢- مستوي الخيال الصادم
 وفي هذا المستوي قامت المخابرات بزيادة الجرعة ،  المعطاة للشعب المسكين ، فكانت كذبات ،،  أخونة الدولة ، بيع حلايب وشلاتين وغزة ، العلاقة بالأمريكان والإيرانيين ، والصهاينة وحماس ، 
ثم كان الإنقلاب العسكري الدموي في ٣٠/  يونيه ،، فكان لزاما أن تزيد الجرعة قليلا ، ولكن نظل في نفس المستوي ، فكان خيال ، أن الإخوان يقتلون أنفسهم ، لكسب تعاطف الداخل والخارج ، التعذيب تحت المنصة ، الكرة الأرضية تحت الأرض ، الإخوان سبب ضياع الأندلس ،  ، إلى آخره. 
٣- مستوي الهبل  ( مزاجه عنب ) 
وفي هذا المستوع ، عمدت المخابرات إلي زيادة جرعة المخدر لشعبهم كثيرا ، نظرا لزيادة مستوي عنف الإنقلاب ودمويته ، وفشله أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، للدرجة التي معها وصلت آثار هذا الفشل ، لشعبهم المخدر ، فحفاظا عليه ، بعد هذا المجهود المبذول معه لتخديره ، كان لزاما زيادة الجرعة ، إلي هذا المستوي المبدع والمتفرد ،
فكانت البطة الجاسوسة ، و أبله فاهيتا ، والسيسي ومحمد إبراهيم ، رسل ، أرسلهم الله انقاذا لمصر المحروسة ، ثم جاءت الكفتة لتعالج الكبدي الوبائي والإيدز والسرطان والصدفية والجلد وكل الأمراض  ، ( وكل من له نبي يصلي عليه ) 
 
ولا يفوتني أن أذكر ، أن الإنقلاب العسكري يعمد إلي تخدير الشعب وتغييبه بهدفه النزول بمستوي العقلية المصرية ،، والذوق العام ، إلي مستوي دنيئ ،، يستحيل معه الكلام عن معالي الأمور ،، كالحرية والديموقراطية والكرامة ، لا سيما أن شعبهم المخدر ، عبر الإعلام لديه القدرة علي تقبل أي خرافة مهما كان حجمها ، فكان لزاما أن تبقي تلك الكتلة مخدرة في سكرتها ، غير متأثرة بمستجدات الفشل ، التي تمس حياتهم اليومية ، كالكهرباء والبنزين ،،،،إلخ ، حتي لا تتحول إلي  معسكر الكتلة المناهضة للإنقلاب. 
ويضاف إليه ، ،، أنهم يمارسون عادتهم ، في إشغال الرأي العام (قنابل دخان ) ، بعيدا عن مخططهم ، لسرقة البلاد ، وفشلهم في إدارة ما نهبوه. وتمريرا ،(تحت تأثير هذا الدخان ) ، لعدد من القوانين والقرارات ، التي تمكن لسلطتهم ، وتمنع من إمكانية ملاحقتهم ومحاسبتهم ، قانونيا مستقبلا ، أنظروا إلي قانون الإستثمار الذي أصدره الببلاوي عشية استقالته ، والقرار الجمهوري بإنشاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي أن يكون وزير الدفاع  رئيسه ، ،،،،، إلى آخره.
فما هو ياتري ، المستوي القادم للعقلية المصرية المغيبة بفعل مخابرات الإنقلاب العسكري ، في إطار خطته لتخديره ، ؟؟ 
وهل يستطيع التحالف الوطني لدعم الشرعية ، بما يملك من شرعية ، ودعم شعبي ، إستقطاب أعداد جديدة ممن كتب الله لهم الشفاء من الإدمان لمعسكرهم ؟ أعتقد أن عوامل ،،، الوقت ، والسلمية الخشنة (جدا ) ، وزيادة الفعل الثوري ، وفشل الإنقلابيين في إدارة الدولة وفسادهم وتنازعهم  ، كفيلة بتقليل فترة سحب المخدر من عقلية الشعب المصري ، للتسريع بإفاقته ، جاذبا له نحو معسكر الشرعية ، 
وفي الختام ، حمي الله شعب مصر جميعا ، من خطر الإدمان ، إدمان الكذب ،،،،،،