شرين عرفة

يظهر بشكل مكثف مع بداية شهر يوليو من كل عام،  حينما يغزو شواطئ إحدى الدول،  فإنه
يخرب الإقتصاد بها .. حيث يعتمد في غذائه على بيوض السمك مما يشكل تهديدا مباشرا للثروة السمكية ،  كما أنه يساهم في القضاء على السياحة الشاطئية بسبب عدائه الشديد للبشر ومهاجمته لهم ،  يصنف العلماء بعض أنواعه بأنها أكثر الكائنات سمية على وجه الأرض،  لذا فهو يتسبب في مقتل العشرات من الضحايا كل عام، لدغته تقتل الإنسان في دقائق معدودة،  ومع ذلك يبقى هو الحيوان الوحيد في هذا العالم الذي ليس لديه مخ،  فهو لا يمتلك دماغا من الأساس : إنه( قنديل البحر) .

كم هو عجيب ذلك الكائن وعلاقته بالإنقلاب في مصر... يظهران معا في شهر يوليو،  يخربان الإقتصاد ويقتلان البشر،  والأعجب أن كليهما : لا مخ له..

مخطئ من يظن أن الإنقلاب في مصر يعاني من الغباء ،  فقد أثبتت الأحداث مؤخرا،  بأنه لا مخ له على الإطلاق.

فبعد أن أستدعى قضاء الإنقلاب في محاكمة الرئيس ( محمد مرسي ) الشهداء والأسرى من حركة حماس لدى الإحتلال الإسرائيلي وزجهم  في لائحة الإتهامات في قضية الهروب من سجن وادي النطرون،  حيث أوردت لائحة الإتهام اسم الشهيد ( حسام الصانع)  الذي استشهد في حرب 2008 وكذلك الشهيد ( تيسير أبو سنيمة)  والذي استشهد عام 2009 ( أي قبل الثورة بعامين)  وكذلك الأسير الفلسطيني والقيادي في حركة حماس ( حسن سلامة) والمحكوم بعدد من المؤبدات منذ عام 1996،  ونصت لائحة الإتهام على أن 71 شخص من حركة حماس استولوا على 60 كم من الشريط الحدودي،  علما بأن الشريط الحدودي بين مصر وغزة لا يتعدى عشرة كيلومترات،  واتهمتهم نيابة الإنقلاب بأنهم دخلوا من الأنفاق فاستولوا على سيناء وعبروا قناة السويس ثم دخلوا ضواحي القاهرة دمروا السجون المصرية في ابوزعبل وليمان طرة وبرج العرب ثم اخرجوا المساجين ومنهم ( الرئيس الأسير محمد مرسي)  وقيادات الإخوان ودمروا المنشآت بعد أن سرقوها وسرقوا مزارع الدجاج وعادوا إلى غزة ومعهم بعض المحتجزين،

ولا تنقضي عجائب الإنقلاب...

فمع كثرة الإضرابات والإحتجاجات الفئوية ووصول البلاد لحافة الإنهيار، يسعى الإنقلاب لتجميل صورته
وتسويقه لدى البسطاء والذين طال تذمرهم وضجرهم من أحوال البلاد والتي تمضي من سئ لأسوأ،

عقد الجيش المصري مؤتمرا صحفيا يوم السبت الماضي ، بحضور المؤقت ووزير الدفاع ، أعلن فيه عن ما وصفه بـ"أحدث المبتكرات العلمية والبحثية المصرية لصالح البشرية والمتمثلة في اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز، كما يمكنه القضاء على فيروس سي بتكلفة أقل من مثيله الأجنبي بعشرات المرات وبنسبة نجاح تجاوزت 90  في المائة."

وقد سجلت براءات الاختراع باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية

وتناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو لأحد الضباط وهو يتحدث عن الجهاز بلغة ركيكة وبأسلوب عجيب قائلا إنه قادر على "تفتيت" الإيدز، مضيفا أن الجهاز يأخذ الفيروس من جسم المريض ثم يعيد تقديمه إياه لتغذيته على شكل "أصبع كفتة" وفق تعبير الضابط.

والأعجب من هذا الكلام الغير العلمي والغير منطقي والمثير للضحك، أنه قد تبين فيما بعد من خلال بحث فريق من الصحفيين الخاص بقناة الشرق الفضائية ان السيد اللواء ( ابراهيم عبد العاطي) والذي قدمته القوات المسلحة للمصريين والعالم مدعين انه رئيس هيئة البحث العلمى بالهيئة الهندسية بوزارة الدفاع اتضح انه ليس عسكريا أصلا، وأن القوات المسلحة منحته لقب "لواء" شرفي حتي يسوقوا للناس ذلك العلاج الوهمي . و ان ( ابراهيم عبد العاطي)  ما هو إلا دجال يتعامل مع الناس منذ سنوات يبيع لهم الوهم على أنه علاج بالاعشاب الطبية،  وله تاريخ معروف في المتاجرة بآلام المرضى والإستيلاء على أموالهم .
بل ان هيئة البحث العلمى بالهيئة الهندسية بوزارة الدفاع  والتي ادعي اللواء( طاهر عبد الله)  رئيس الهيئة الهندسية في المؤتمر الصحفي بان اللواء (ابراهيم عبد العاطي) يقوم علي رئاستها ليس لها وجود أصلا في الواقع العسكري.

كما نقلت صحيفة "الوطن" الإنقلابية  عن (عصام حجي)،  المستشار العلمي للمؤقت ، قوله إن الاختراع "غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز،  إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة."

وتابع حجي بالقول إن ما ذكر "يسيء بشكل كبير لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمي.

فما حاول به الإنقلاب تجميل صورته أمام الناس انقلب لأكبر فضيحة علمية لمصر على مدار تاريخها،  وتحول لمادة للتندر والسخرية في تليفزيونات وصحف العالم ومواقع التواصل .

فلو كان ذلك الإنقلاب الذي استولى على البلاد بقوة الدبابة والسلاح يمتلك ذرة عقل... لما فعل ما فعل ،  ولكنه يشبه تماما ( قنديل البحر)  لا مخ له،  وتبقى معلومة أخيرة يجب ذكرها عن هذا الحيوان العجيب ،  أنه وعلى الرغم من خطورته و سميته.. يبقى غذاء سهلا لبعض أنواع السلاحف البحرية.

اثبتوا وابشروا.. اليأس خيانة،  والإنقلاب إلى زوال.

------------
[email protected]