م. رمضان البدري :
أجمع الكثير من المحللين والسياسيين على أن الانقلاب العسكري الدموي الذي حدث في مصر على الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي لم يكن وليد اللحظة أو رد فعل على أداء الدكتور مرسي كم يحاول أن يروج مؤيدوه ولكنه مرحلة من مراحل الثورة المضادة التي تم التخطيط لها بمكر شيطاني من قبل المؤسسة العسكرية وأركان الدولة العميقة قبل تنحي المخلوع مبارك أثناء ثورة يناير للقضاء على هذه الثورة المباركة ، فهل نجح هذا الانقلاب في تحقيق أهدافه ؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من أن نقف مع أنفسنا أمام هذه التساؤلات :
ثورة يناير : على من قامت ؟؟ ولماذا قامت ؟ كيف كان الشعب وقتها ؟ وكيف صار الوضع الآن ؟
هل حققنا أهداف الثورة ؟ أين العيش ؟ أين الحرية ؟ أين العدالة الاجتماعية ؟ أين الكرامة الإنسانية ؟
لن أجيب على هذه الأسئلة لأن جميعنا يعرف الإجابة ولكن إذا تأملنا هذه الإجابات سنجد أن الانقلاب بالفعل قد نجح ولكن !! نجح في ماذا ؟ هل نجح في جلب الاستقرار الأمني أو الاستقرار الاقتصادي أو في تحقيق أي من تطلعات الشعب المصري البائس الذي طال انتظاره للعدل والحرية وكان على وشك أن ينالهما ؟
لقد نجح الانقلاب في أن ينسينا على من قامت الثورة فلانستنكر تبرئة وخروج كل من أهانوا الشعب وأفقروه وقتلوه بل وعودتهم لتصدر المشهد السياسي فأصبح المخلوع مبارك وزبانيته الذين أذلوا الشعب ونهبوا ثروات الوطن لمدة ثلاثين عاماً لايمثلون لنا الأولوية القصوى في العداء والمحاربة بعد أن نجح الانقلاب بالفعل في أن ينسينا كيف كنا على قلب رجل واحد في ثورة يناير ضد دولة الظلم والاستبداد ودولة العسكر وأصبح إخوة الأمس أعداء اليوم يضحك عليهم ويسخر من جهلهم من قاموا بالثورة عليهم .
ونجح في أن ينسينا لماذا قامت ثورة يناير فلم يعد هناك عيش للمواطن المصري بعد أن ضاقت عليه الدنيا من الغلاء وقلة الموارد ومع ذلك لايثور ولم يعد له حرية ولاكرامة إنسانية بعد أن عادت الدولة البوليسية كأشرس ماتكون من قتل واعتقالات وتعذيب ثم لايستنكر بل على العكس فقد عدنا نلتمس من الجلادين الرحمة لكي يعودوا لحكمنا وإذلالنا .
فهل يفيق ثوار مصر إلى ماصلوا إليه لينتفضوا مرة أخرى لإزالة هذه الطغمة الباغية التي تجسم على صدور المصريين لأكثر من ستين عاماً تظلم وتنهب ولاسترداد ثورتهم وتحقيق أهدافها .
نسأل الله أن ينير بصائرهم ويزيل هذه الغشاوة عن أبصارهم