أحمد المحمدي المغاوري

لماذا يعشق الرؤساء الطواغيت صيد الأسماك ؟وهل هذا ما يجعلهم يتخيرون قصورهم قرب الأنهار أو البحار؟؟ ألِأنهم يحبون صيد الأسماك التي تذكرهم بشعوبهم ويعرفون أن هذه الأسماك مثلها مثل شعوبهم ضعيفة  المنبطحة المستسلمة بمجرد أن يرمي لها الطاغية ويمُنَ عليهم بطُعم من أرز أو زيت أو يوفر لها أنبوبة  بتوجاز أو رغيف خبز يهللون له ويرتمون في أحضان شباكه الخبيثة، فما لبث أن تمكن منهم يأكلهم فإما أن يشويهم أو يقليهم أو ربما يأكلهم أحياء، وهكذا فآلاف الأسماك الضالة التي تبحث عن دودة صغيرة وحقيرة يرميها الصياد لتأكلها على عجل برغم أنها انتهت من غدائها للتو قبل لحظه والبعض نجا لكنها لا تدري أيَمُنَ عليها الصياد ويرمي لها بدودة مرة ثانيه وهي لا تعرف انه يريد أكلها .فتتقاتل فيما بينها من اجل تلكم الديدان ومن اجل نهايتها، تلك هي نهاية الشعوب المنبطحة عبيد السلطان عبيد البيادة عبيد الصياد عبيد الطاغوت.
 آه ثم آه ولو ترفعت الأسماك؟!!!لخاب الصياد!وخاب الطاغوت، أأصبحت الشعوب العربية يَصْدُق فيها قوله تعالى "فاستخف قومه فأطاعوه"؟ إن فرعون لم يكن ذكيا ولا قويا ولا شيء!! لكن الذي قواه  وأعانه على ظلمة وطاغوته ،مال قارون وكياسة وخساسة هامان.وانبطاح شعبه ،ولذا ضُرب المثل الشعبي "يا فرعون مين فرعنك؟ قال لم يردني أحد " فهل هزل شعب مصر إلى هذه الدرجة أن يكون صيادة مثل هذا الخسيسي الذي هانت عليه مصر وتاريخها وحضارتها أن ينيخ رأس مصر أمام من لا يستحق العدو الصهيوني وبوتن وغيرهم..إن الخسيسي هذا يذكرني بالقذافي الطاغية عليه من الله ما يستحق وأمثاله كُثر،فالغرب وضعوه على ليبيا ما يقرب من 42 عاما وهم يعلمون أنه لا عقل له والقاصي والداني يشهد بذلك والكل كان يستغرب كيف لهذا أن يقود دوله،أفرغت ليبيا من العقلاء؟ فلم يجدوا من يحكمها إلا هذا المسعور قذاف الدم المتأله على الله؟ واتضح أنه يعمل بالريموت كغيرة ممن لا عقل لهم، يُدبر له ويُخطط له وهو المنفذ!! ولما انتهى دورهم رموهم. كالكلاب لشعوبهم لتأكلهم .والذي يخرج عن النسق يلفقون له التهم المعدة سلفا كما فُعِلَ بصدام حيث جعلوه أمام الأمراء والملوك والرؤساء عبرة لمن يخرج عن طوعهم ليصبح كالمرأة الناشز التي خرجت عن طوع زوجها فضحوا به صبيحة عيد الأضحى!1. فَهِمَ الخسيسي ذلك ووعاه فتتلمذ على يد أسيادة وبعد أن توفرت لديه خبرة الغباء والولاء لهم ،جاء دورة فظهر وانقلب على رئيسه بعد أن مًثًلً وأجاد التمثيل وحبك الدور مُظهرا الاستكانة والضراعة والخُبث أمام الرئيس مرسي من يوم أن تولى وزيرا للدفاع.واتضحت أنها سِمته  تمثيل الخنوع فها هو أمام أسيادة يعيد الكرة أمام بوتن بهذا الانبطاح والذل  كل ذلك ليصل إلى ما يريد ،كرسي مصر ويحقق حلمة!! فهل هل هزلت مصر إلى هذه الدرجة أن يكون رئيسها بهذا السفه والذل والانبطاح؟ نِعْمَ ما يريدونه هو هو وبالمقاس مفصل ومُعد كغيرة من أصنام العرب.يقول الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكه إنّ ما قاله السيسي في حضرةِ بوتن!!! يؤكد أنه ضحلٌ في السياسةِ عديم الكرامةِ مِستسلمٌ لأولياء أمره دون خجلٍ وبامتياز!!!وهو ما يتّفقُ مع خيانته لشعب مصر ورئيسها المنتخب منذ أن غدر بهذا الشعب دون حياء، وأن كل ما جرى في مصر من مكر ودهاء لم يكن هو فيه إلاّ حذاء لأعداء هذا الدين وشعب مصر وهذه الأمة !!وبكل بساطه.!وأمثاله بوابةُ الفرج لأعداء الأمة ابتدأ حديثه بقوله :أنا أشكرك على إعطائي دقائق من وقتك الثمين !!!ولنا أن نرى الفرق بينه وبين الرئيس السابق للشيشان الشهيد زليم خان والذي رفض الجلوس على طاولة المفاوضات مع يلتسن رئيس روسيا عندما وجده يجلس متصدّراً لطاولة المفاوضات وظلّ واقفاً وأعلن عن انسحابه من المفاوضات إذا لم يغير الرئيس يلتسن مكانه ويجلس على الكرسي الذي يقابله!!!وظل الجدل لدقائق والوفدان من الطرفين واقفاًن ويلتسن على كرسيّه يحاول إقناعه بالجلوس دون جدوى مما اضطر يلتسن أن يطلب من أحد أعضاء وفده بالتخلي عن كرسيه ثم قام يلتسن من مكانه من صدارة المجلس ويأخذ مكانه صاغراً قبالة هذا الزعيم الذي اعتزّ بالله شتان بين من كان عبداً لربّ العزة وبين من كان عبداً لعدوّ ربّه انتهى كلامه بتصرف.
- فما لبثت مصر أن ترفع رأسها بعد هوان إلا وجاء هذا الانقلابي الخسيس لينيخ رأسها ثانيه  ولن يكون  رفعت مصر رأسها في عام مرسي في مواقف عدة منها موقف الرئيس مرسي حين طلب  الرئيس الأمريكي اوباما الاتصال به قبل الانقلاب بأيام في يوم الجمعة 28 يونيو أول أيام اعتصام رابعة العدوية، أثناء وجود الرئيس وحرمه وكريمته بدار الحرس الجمهوري وفي غرفة الرئيس: تقول ابنته كنت أجلس مع أبي وأمي في هذا اليوم وهذه الساعة، وجاءه اتصال من السكرتارية يخبرونه أن أوباما على التليفون ولديه عشر دقائق يريد أن يكلمه فيها، فرد الرئيس بعزة القائد المسلم:أخبروه أني مشغول وأستعد لصلاة الجمعة وعندي اجتماع هام وأمامي أيام ومشغول بشؤون مصر الداخلية، ليتصل بي في وقت آخر حينما تتوفر لدي خمس دقائق أكلمه فيها،وأغلق الهاتف".تقول كريمته:"شعرت بذهول، وظللت هكذا لثوان قبل أن يخبرنا أن المتصل أوباما رئيس أمريكا،ثم قال أبي لنا نصًّا: أنا رئيس جمهورية مصر العربية أكبر دولة إسلامية، يريد أن يكلمني على جدوله هو! أنا الذي أحدد يكلمني متى وعلى جدولي أنا".
يا الله أي عزةً وشموخ وأي صفحة كانت مصر تعيشها.لقد كنا أمام صفحة من صفحات التاريخ البعيد لأمتنا ومصرنا،غابت عنا وعن مصر أميال وأميال فما لبث أن فُتحت حتى جاء الخسيس محاولا إغلاقها.فهل هزُلت مصر وشعبها إلى هذه الدرجة أن تُباع وتشترى ويداس عليها في شخص هؤلاء المنبطحين الأشقياء الانقلابيين..كلا!!! نحن شعب حر، أبي. لن يستسلم أبدا ولن يسلم مصر ثانيه وإن غدا لناظرة قريب.
------------------

باحث وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين