د. حسام فوزي جبر :
بعد الحمد لله والصلاة على رسوله ومصطفاه أقول بحول الله؟
فى البداية ماكنت أحب أن أتحدث عن هذا الموضوع ليس ﻷنه غير مهم وإنما من باب أن الأمر واضح وضوح الشمس، ولكن عندما رأيت أن البعض مازال اﻷمر ملتبسا عنده استعنت بالله وقررت أن أتكلم باختصار عن هذا الموضوع من باب إعانة إخوانى على فهم التدليس الذى يمارس عليهم وأنا تعمدت أن ﻻ أزاحمهم باﻷدلة ﻷن الوصف فى النهاية واحد حتى وإن تعددت اﻷدلة وكثرت!!
وأنا أبدأ مراحل الموضوع من بدايته مع إخوانى حتى نفهم الموضوع بشكل أوسع وأشمل مما يطرح اﻵن على الساحة؛
فى البداية كيف تتم البيعة: تتم البيعة على مرحلتين،
اﻷولى: البيعة الخاصة وهم أهل الحل والعقد(وهم العلماء)
( وفى هذه الحالة التى نعيشها اليوم فقد أجمع العلماء العاملون على رفضهم لما قام به السيسى من انقلاب وقتل وحكموا بردته )
الثانى: بيعة عامة من المسلمين.
( ونحن نرى اﻵن ملايين الناس تخرج فى الشوارع يرفضون ترشح السيسى أو حكم العسكر وهو يقتل فيهم ليل نهار )
- وعلى رغم أن نص البيعة قد اختلف باختلاف الدول واﻷحوال فقد ظل جوهره واحدا وهو تبادل العهود بين الخليفة ورعيته بالسير على ما يقتضيه الكتاب والسنة.
( وأظن أن آخر تسريب من أخى وحبيبى د. صفوت عبدالغنى -حفظه الله - وهو عضو الجماعة الإسلامية وعضو التحالف الوطنى - وهو يحكى لما اجتمعوا مع السيسى بعد الانقلاب فقال: السيسى المشروع الإسلامي فاشل وأنا لن أسمح للمشروع الإسلامي أن يقام فى مصر ).
- يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله عن الحاكم المتغلب.
( فمتى صار قادرا على سياستهم بطاعته أو بقهره، فهو ذو سلطان مطاع، إذا أمر بطاعة الله ).
وﻻحظ معى القيد الذى وضعه شيخ الإسلام ( إذا أمر بطاعة الله ) وإذا شرطية أى شرط الطاعة له أن يأمر بطاعة الله وهو ماﻻ يفعله السيسى وعمﻻؤه الخونه، بل هم يأمرون بطاعة آلهة الكفر والعلمانية المتمثلة فى أمريكا وإسرائيل واﻻتحاد اﻷوروبى.
-والحاكم المتغلب الذى تجب طاعته ويحرم الخروج عليه ويجاهد معه ويصلى خلفه هو الحاكم المتغلب الذى يقيم ويطبق شرع الله أو أتى على حاكم يحكم بشرع الله فأزاحه طمعا فى رياسة أو ﻷى سبب كان ثم حل مكانه فحكم بشرع الله، ساعتها نقول هذا هو الحاكم المتغلب الذى تجب طاعته فالركيزة التى تميزه مدى تحكيمه لشرع الله، ثم إن كان هناك من إثم فإثمه على نفسه والمسلمون منه برءاء، وإن كان ظالما يسعى المسلمون فى إصلاحه أو تغييره وذلك تطبيقا لقاعدة ( درء المفاسد وتحمل أدنى الضررين ).
- أما إن حكم على المتغلب بالكفر واﻹرتداد عن الدين كما فى حالة السيسى، فلا يتصور أن يتسامح علماء المسلمين فى مثل هذا الشرط ﻷن أول شروط الحاكم الإسلام ﻷن الله تعالى قال (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً )) وفى الصحيحين قال عليه السﻻم ( لمن قال أفلا ننابذهم قال ﻻ إﻻ أن ترو كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ) وظهرت براهين كثيرة تدلل على توطين الكفر فى مصر بأمر السيسى وهذا كفيلاً بالحكم عليه بالردة.
- ثم إن الدليل ليس منتهى العلم كما قال علماؤنا ولكن هناك فهم الدليل ومناطات الدليل ومراتب الدليل وبعد ذلك ﻻبد من فهم الواقع جيدا جدا ﻹنزال الدليل دون خلل.
- وتعالوا بنا لنسقط واجبات اﻹمام على الواقع الذى نعيشه لكى نعلم تدليس من يقول بأن السيسى له حكم المتغلب.
اﻹمام له واجبات يجب عليه القيام بها، وقد لخصها اﻹمام الماوردى فى اﻷحكام السلطانية حيث قال: ويلزمه من اﻷمور العامة عشرة أشياء: أذكر منها ما يهمنى فى هذا المقام ومن أراد المزيد فاليرجع للماوردى وكتابه اﻷحكام السلطانية:
1- حفظ الدين على أصوله المستقرة، وما أجمع عليه سلف اﻷمة.
( وحفظ الدين كما درست ذلك فى أصول الفقه ﻻ يكون إﻻ بتحكيم شرع الله ) والسيسى يقف هو وجنراﻻته المرتزقة ضد تحكيم شرع الله.
2- حماية البيضة والذب عن الحريم.
( وها هو السيسى يترك أرض سيناء خاوية على عروشها ويمشط الحدود ويهدم البيوت ويقتل اﻷهالى هناك من أجل استرضاء إسرائيل وضمان أمنها، ويبيع الأراضى المحيطة بقناة السويس والتى تعتبر المشروع القومى لمصر بأبخس اﻷثمان لدويلة اﻹمارات ويتعاقد مع شركات أمنية صهيونية من أجل تأمين المﻻحة فى قناة السويس.......إلخ.
وأما بالنسبة للذب عن الحريم فنحن نرى ما يحدث للنساء من قتل واعتقال وتحرش وكشف للعذرية......إلخ.
3- جهاد من عادى اﻹسﻻم بعد الدعوة إليه حتى يسلم أو يدخل فى الذمة ليقام بحق الله تعالى فى إظهاره على الدين كله.
( ونحن نرى أن السيسى يحارب كل من قال أنا مع أو ساند المشروع اﻹسﻻمى، ويهادن ويوادع كل من يقف ضد المشروع اﻹسﻻمى ويفسح لهم المجال ويعطيهم سلطة ).
4- اﻹستكفاء باﻷمناء وتقليد النصحاء فيما يفوض إليهم من اﻷعمال ويكله إليهم من اﻷموال لتكون اﻷعمال بالكفاءة مضبوطة واﻷموال بأمناء محفوظة.
( ونحن نرى أن السيسى يأمر بعودة رجال مبارك الفاسدين ناهبى أموال وأقوات الشعب، ويمكنهم ويسقط عنهم الضرائب فهو يأتى بالخونة وليس باﻷمناء يأتى بالفسقة وليس باﻷكفاء.....إلخ.
ناهيك عن القضاء والظلم الذى فيه، وتمكين النصارى وعدم التعرض لهم بل واﻹستعانة بهم لكسر جماح المسلمين .........إلخ.
- وفى اﻷخير ﻻ تكون الطاعة إﻻ فيما وافق الشرع ( ﻻ طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ) رواه ابن أبى شيبه وصححه اﻷلبانى من حديث الحسن- ( إنما الطاعة فى المعرف ) متفق عليه - ( ﻻ طاعة لمن عصى الله ) تاريخ المدينة ﻻبن شيبه وصححه اﻷلبانى على شرط مسلم.
- فى اﻷخير : برهامى وأعوانه الخونة يتاجرون بالدين ويحتجون بالدليل من الكتاب والسنة وكﻻم أهل العلم ويضعونه فى غير موضعه ويلبسون على الناس الحق بالباطل ويستخفون بعقول الجهﻻء أو قليلى العلم بأحكام الشرع وهذا ﻻ يفعله إﻻ الخائنون لله ورسوله.
أكتفى بهذا القدر وإﻻ ففى الجعبة الكثير والله أسأل أن يقينا من حظ النفس والعمل من أجل الدنيا وأن يختم لى ولكم على خير وصلاح .
-----------
أستاذ الشريعة الإسلامية