عمر البورسعيدي :
فى وطن يضيع منه كل شي لا يمكن أن تعيش فيه ولا يمكن أن تربي فيه أجيال صالحه تدعوها لحبه والموت فى سبيل الدفاع عنه فكل شي فيه أصبح حسب المزاج وحسب المنفعه ولصوص الوطن أصبحوا شرفاء وأصبحوا هم الصفوة وهم القدوة وشرفاء الوطن فى السجون يتألمون لفقدان وطنهم يبكون ليس على حالهم ولكن على وطنهم .
فى هذا الوطن الكل فيه مستباح والكل فيه مهدرة كرامته وعجبا لمن يقول الان أرفع رأسك فأنت مصري ولكن أخفض رأسك ولا تتكلم فأنت فى مصر بلد السجون والمعتقلات وأنت فى بلاد الظلم والإستبداد .
فى هذا الوطن أصبح البلطجى مواطن شريف والحرامي الباشا الكبير والخمورجي من يصنع الدستور والقواد من يكتبه وأصبحت العاهرات داعيات يتحدثن عن الإسلام والسفاحين أصبحوا رسل من رب العالمين يهدون الناس بالأسلحة الفتاكه ويحرقون ويقتلون فلا ضمير عندهم قلوبهم أصبحت سوداء وعقولهم أصابها الجنون فلا هم يدركون ماذا يصنعون ولا هم يدركون أنهم يهدمون وطن .
فى وطنى الإبتسامة غابت والحب ضاع والمنفعه أصبحت أساس التعامل ولا يهم أن يكون مصدر الدخل من حلال أم من حرام فالكل يتراقص ولا يدري أهو يتراقص على خيبته وفقدان رجولته أم لماذا يتراقص.
فى وطنى أصبح الناس نوعين وأصبح من يتمسك بدينه ويريد أن يحافظ عليه إرهابي فدمه حلال وماله حلال وجميع ما يملك غنيمه لهم ومن يتراقص برقصات مبتذله يمثل الإسلام الجميل ويكون بذلك محبا لوطنه فهو يتراقص حبا للوطن ويقبل صورة الفرعون عشقا لوطنه ولا مانع أن يسجد لها أو أن يقدسها فكل يهون فى سبيل الفرعون الجديد .
فى وطنى يمكن أن تفعل أى شي يمكن أن تبيع المخدرات وأن تبنى على أرض زراعية أو أن تبنى أدوار مخالفه أو أن تفتح بيوت للدعارة أو ان تاخذ ما ليس من حقك فكل ما عليك أن تضع صورة فرعون مصر الجديد فهى ضمان وهى حماية ولن يجرؤ أحد أن يقول لك شي فلا شرطه ستأتى اليك ولا أحد يستطيع أن يكتب فيك شكوي فأنت محصن بصورة الفرعون الجديد .
فى وطنى اللصوص أصبحت كلمتهم مسموعه والان أرتفعت أصواتهم فبعد أن كانوا هاربين ويعرضون نصف أموالهم والرئيس المنتخب يرفض ويريد كل الأموال المنهوبه أصبح الان بامكانهم أن يرجعوا الى وطنى ليسرقوه من جديد فلا أموال منهوبه سترد ولكن نهب جديد سيتم .
فى وطنى أصبح القاضي الذي أقسم بالقسم أن يحكم بين الناس بالعدل تأتيه الأوامر من سيادة الظابط ويطبقها ولا حول له ولا قوة واذا كان شريف فكل الذي يفعله أن ينفذ الأمر ويبكى لماذا البكاء اذا أيها الشريف وانت تظلم وأنت تضع مظلوم فى السجن دون ذنب هكذا أصبح حال وطنى.
فى وطنى أصبح عدد المعتقلين فى السجون يمثل ضعفين عدد المعتقلين فى سجون اسرائيل ولا أحد يتكلم ومنظمات حقوق الانسان أصابها الصمت والعجز ولأول مرة تعتقل البنات والنساء ويتحرش بهن السادة الظباط ويوجد حالات إغتصاب حدثت بداخل السجون والمعتقلات وشعارالسادة الظباط التعذيب مستمر حتى يتم القضاء على الارهاب والسادة الظباط عادوا لا لشي الا للإنتقام ممن كانوا يريدون لهم ان يعيشوا حياة كريمة ليس فيها رشوة وليس فيها أموال حرام ولكنهم تربوا على الحرام وأصبح الحرام هو كل حياتهم فلا عجب مما يفعلون فهم نبت حرام والنار يوما ستأكله .
فى وطنى لا تجد بيت الا وبه شهيد أو مصاب أو معتقل والكل أصبح مطارد والامهات يبكين بالدم على أبنائهم وبناتهم والاباء أصبح عملهم الحياتى أن يبحثوا عن أبنائهم وبناتهم فى سجون الفرعون الجديد .
فى وطنى أصبح الناس لا يدرون ماذا يقولون وماذا يصنعون فالكل تائه وحيران وغاضب ولكنه لا يستطيع أن ينطق أو يتلفظ بكلمة وكأن الحرية ماتت ولن تعود وكأن الرجولة أنعدمت ويوم أن تحدث مشكلة وتجد شخص تشعر أنه حر فاذا به يثور وينفعل وتجده يسب ويلعن الرئيس المنتخب ولا يستطيع أن يتلفظ بكلمة تمس الفرعون الجديد .
هذا وطنى الحبيب أصابه كل الأمراض وأصبح كهلا لا يستطيع أن يفعل شيئا فهو ينظر الى عام مضي ينظر اليه أن يعود ينظر اليه أن يرجع من جديد ليعود اليه شبابه الذي ضاع وتعود اليه إبتسامته الغائبه ويصير وطن يتباهي به أبنائه أنهم ينتمون اليه وطن يتباهي برئيس منتخب كان يذهب الى كل مكان ويقابل مقابلة الزعماء والجميع يسعي أن يتقرب اليه .
لك الله يا وطنى الحبيب فقد باعوك بثمن بخس وأنت تبكي ولا أحد يستجيب وأنت تصرخ ولا أحد يسمع لصراخك تنادى الجميع أبنائي وبناتى أفيقوا من نومكم ومن ثباتكم فان أنا ضعت فلن أعود ولن يكون لكم وطن فأنقذوا ما تبقي منى .
هذه رسالة لم اقصد بها الأحرار فى بلادي ولم أقصد بها حرائر مصر ولكن أريد ان تصل الى من تأكد أن وطنه يضيع ويباع ولكنه يخاف على نفسه من الأغلال ويخاف على نفسه من المعتقلات ولكن يا أخى لن يترك لك هولاء شيئا لن تجد مستقبل لك ولأبنائك وستجد فضلاتهم يرمونها لك عندما يريدون فلماذا تريد أن تعيش ذليلا ولماذا تريد أن تعيش عبدا لخوفك فأخلع عنك كل هذا وأنقذ ما تبقي من وطن.