محمد يونس سالم : 

 

القلب لا بد له أن يفرق بين الانبعاث والتثبيط في هذه الأيام الفارقة فان الأحداث متسارعة والقلوب متقلبة والطريق واضح لمن يريد النظر والتبصير  يقول سيد رحمه الله (إن الطريق إلى اللّه واضحة مستقيمة , فما يتردد ويتلكأ إلا الذي لا يعرف الطريق  أو الذي يعرفها ويتنكبها اتقاء لمتاعب الطريق ) وبهذا فان القلب لا بد أن يطمئن ويستقر ويهدأ لما تفسر عنه الأحداث لأن مراد الله هو الكائن والنافذ وأن الله يعلم ما فى القلوب والصدور ويعلم المصلح من المفسد المنبعث من المثبط  المتساقط الهاوى من اليقظ الناهض  -  يقول الله تعالى ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين (46) لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين ) سورة التوبة 

 

فالانبعاث يأتي من يقظة ونهوض وصدق النوايا والتوجه لله وحده ولا بد له من :-

 

الارادة :- لابد أن تكون مستقرة في النفوس والعقول والأفئدة لا يركن اليها يأس فان اليأس خيانة وندامة وخزى وخسران في الدنيا والآخرة  وخروج هذه الارادة لا بد لها من عدة ايمانية ضخمة توصلك لنهاية الطريق وتكون بداية هذا الانبعاث الحقيقى لا المزيف وهذه العدة والعتاد لا بد أن تكون متصلة بالله لأن (العصبة المسلمة في كل مكان وفي كل زمان مدعوة إلى أن تزن بميزان الإيمان والعقيدة ; وأن تدرك ببصيرة المؤمن وقلبه , وأن ترى بنور الله وهداه , وألا تتعاظمها قوى الطاغوت الظاهرة , وألا تستهين بقوتها ووزنها فإن معها الله , وأن تلقي بالها دائما إلى تعليم الله سبحانه للمؤمنين) سيد قطب رحمه الله . فلا يحبطها كثرة الاعلام الرقيق الساقط ولا تبجح الباطل الفاشل المنتفش ولكن تكون ارادتها من تعاليم دينها الحنيف وهدى رسولها الكريم – فاذا توفرت الارادة القوية الفتية ظهر الانبعاث الحقيقي الذى يريده الله ويحفظه ويرعاه ويحقق مراميه وأهدافه  .

 

 الانبعاث من الله :- الانبعاث من الله وحده فهو الذى يعلم الخفايا ويعلم  السر والعلن ولا يأتى الانبعاث الا بالجهد والبذل والتضحية وبيع الأنفس لله وحده لا شريك له . ففاز وربح من باع نفسه لله .

 

التثبيط يأتي من الاخماد والاضعاف وتعويق المسيره :-

التثبيط من عند الأنفس :-

 

 التثبيط من عند الأنفس الكسوله المتخاذله التى تقول وما فائدة أن ننزل كل يوم في مسيرات ووقفات ما الفائدة من  ذلك .ومنهم من يكون فى المسيرات ويوسوس لهذا ويقول له ما فائدة المسيرات والتظاهر – كفاية كده – تعبنا – ارضى بالأمر الواقع هذا هو العدو فاحذره واتركه يلاقى حتفه - يقول صاحب الظلال ( فكثيرون هم أولئك الذين يتهاون في الطريق الصاعد الى الافاق الكريمة كثيرون أولئك الذين يجهدون لطول الطريق فيتخلفون عن الركب ويميلون الى عرض تافه أو مطلب رخيص )

التثبيط صفة من صفات القاعدين :-

اول صنف من المثبطين وأخطره هم المنافقون – يقول سيد رحمه الله  ( المنافقون والذين في قلوبهم مرض لا يدركون حقيقة أسباب النصر وأسباب الهزيمة ; فهم يرون ظواهر الأمور , دون أن تهديهم بصيرة إلى بواطنها ; ودون أن يشعروا بالقوة الكامنة في العقيدة , والثقة في الله , والتوكل عليه , واستصغار شأن الجموع والقوى التي لا ترتكن إلى عقيدة في الله تمنحها القوة الحقيقية . . فلا جرم يظنون المسلمين يومئذ مخدوعين في موقفهم , مغرورين بدينهم , واردين موارد التهلكة بتعرضهم لجحافل المشركين التي يرونها ) انتهى كلامه ..

فاعلم أخي أن الله يريد لهذه الأمة النهوض واليقظة والفلاح والنجاح فكن أنت ممن يحملون هذا الشرف شرف الانبعاث بجيل جديد لا يأبى الظلم والقهر ويشتاق للحرية والعيش الكريم ولا تكن من القاعدين المثبطين الواهمين أن المعركة قد انتهت فهيهات هيات أن تكون قد انتهت فان الأيام حبلى بالخير الوفير لهذه الأمة المجاهدة الصابرة العاشقة لعدل الاسلام ورحمته والتواقه لتحكيم شرع الله فيها وغدا سيملأ الاسلام الدنيا عدلا وقسطا ورحمة  بعد ان  ملئت ظلما وجورا وقسوة .فإلي الأمام دائما ...

----------

رابط الجزء الأول من المقال : 
http://www.egyptwindow.net/Article_Details.aspx?Kind=5&News_ID=41063