الشيخ جعفر طلحاوي : 

لما كان العيش عيش الآخرة ، للحديث الشريف ، والآخرة خير وأبقي ، "وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ"[1] " وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" [2] وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ"[3]  لهذه  كله وغيره عجلنا إلى بيان فوائد الحاكم العادل فى الآخرة ، حيث هي الدار ، والسعيد حقا سعيدها، والغني حقا غنيها ، وهاكم بعض هذه الفوائد والمنافع ليعمل لها العاملون ، ويتنافس المتنافسون.

 

إِجَابَة الدُّعَاء

الْفَائِدَة الأولى : إِجَابَة الدُّعَاء فَفِي التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة لَا ترد دعوتهم الصَّائِم حَتَّى يفْطر وَالْإِمَام الْعَادِل ودعوة الْمَظْلُوم يرفعها الله فَوق الْغَمَام وتفتح لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء وَيَقُول الرب وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأنصرنك وَلَو بعد حِين " رواه أحمد والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"

 

اسْتِحْقَاق التَّقَدُّم على من يظلهم الله فِي ظله

الْفَائِدَة الثَّانِيَة : اسْتِحْقَاق التَّقَدُّم على من يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله إِمَام عَادل وشاب نَشأ فِي عبَادَة الله وَرجل مُعَلّق قلبه بالمساجد ورجلان تحابا فِي الله اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ وَرجل دَعَتْهُ امْرَأَة ذَات منصب وجمال فَقَالَ لَا إِنِّي أَخَاف الله وَرجل ذكر الله خَالِيا فَفَاضَتْ عَيناهُ" صحيح البخاري كِتَابُ الأَذَانِ بابُ مَنْ جَلَسَ فِي المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ وَفَضْلِ المَسَاجِدِ صحيح مسلم كِتَاب الزَّكَاةِ بَابُ فَضْلِ إِخْفَاءِ الصَّدَقَةِ

 

الأحب والأقرب إلى الله تعالى مجلسا يوم القيامة

الْفَائِدَة الثَّالِثَة : الْمُسَابقَة بِهِ إِلَى الْمحبَّة من الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة

فَفِي سنن التِّرْمِذِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحب النَّاس إِلَى الله يَوْم الْقِيَامَة وأدناهم مِنْهُ مَجْلِسا إِمَام عَادل وَأبْغض النَّاس إِلَى الله يَوْم الْقِيَامَة وأبعدهم مِنْهُ مَجْلِسا إِمَام جَائِر " شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ فَضْلِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ، وَمَا جَاءَ فِي جَوْرِ الْوُلَاةِ

 

علو القدر والمنزلة فى الآخرة

حيث يكون يوم القيامة على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن

الْفَائِدَة الرَّابِعَة : اسْتِحْقَاق الْعُلُوّ بِهِ على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن وكلتا يَدَيْهِ يَمِين فَفِي الصَّحِيح عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن المقسطين عِنْد الله تَعَالَى على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن وكلتا يَدَيْهِ يَمِين الَّذين يعدلُونَ فِي حكمهم وأهلهم وَمَا ولُوا" صحيح مسلم - كِتَابُ الْإِمَارَةِ بَابُ فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ، وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ، وَالْحَثِّ عَلَى الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ، وَالنَّهْيِ عَنْ إِدْخَالِ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ

ضَمَان الْجنَّة

الْفَائِدَة الْخَامِسَة : ضَمَان الْجنَّة بِهِ فَفِي الصَّحِيح عَن حَمَّاد رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أهل الْجنَّة ثَلَاثَة ذوسلطان مقسط ، وَرجل رَحِيم رَقِيق الْقلب لكل ذِي قربى مُسلم ، وعفيف متعفف ذُو عِيَال "صحيح الترغيب والترهيب

 

عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب: حدثنى يا كعب عن جنات عدن قال: نعم يا أمير المؤمنين قصور فى الجنة لا يسكنها إلا نبى أو صديق أو شهيد أو حكم عدل، فقال عمر: أما النبوة فقد مضت لأهلها، وأما الصديقون فقد صدقت الله ورسوله: وأما الحكم العدل فإنى أرجو الله أن لا أحكم بشىء إلا لم آل فيه عدلا، وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة. قال الحسن: فجعله الله صديقا شهيدا حكما عدلا[4]


[1] الأعراف : 169

[2] العنكبوت : 64

[3] غافر : 39

[4] جامع الأحاديث (ويشتمل على جمع الجوامع للسيوطى والجامع الأزهر وكنوز الحقائق للمناوى، والفتح الكبير للنبهانى) [المستطرف في كل فن مستطرف ص: 112]