عمر البورسعيدي :
نوح عليه السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام يصنع سفينة فى صحراء ويمر عليه قومه ويسخرون منه ويضحكون على صنيعه ويقولون صحراء لا يوجد بها بحار ولا أنهار وهذا الذي يدعونا الى عبادة ربه يصنع سفينة.
ويصبر سيدنا نوح أعوام كثيرة يصبر على السخرية ويصبر على الإستهزاء ويدعو قومه الى عبادة رب العالمين حتى إبنه الذي تربي فى كنفه وتحت رعايته لم يؤمن بدعوته.
وفى يوم مشهود بعدما ظن الباطل أنه إنتصر على الحق يحدث طوفان شديد السماء تمطر أمطارا غزيرة والأرض يخرج منها مياه كثيرة حتى غطت المياه كل شي .
وينادي نوح إبنه يا بنى إركب معنا ولكن من يركب من كان قد أخلص من البداية من يركب من تحمل التبعات وتحمل المشاق وتحمل العناء من يركب من سمع الناس يستهزئون به ومع هذا لم يبالي بكلامهم من يركب من تمنى أن يكون شهيدا من يركب من عاهد الله ان ينصر دينه من يركب من يريد الخير للناس من يركب من خرج يدافع عن حقه فى عيشه كريمة وفى حياة حره .
قد يظن الناس أن مظاهرات تحالف دعم الشرعية مثل سفينة نوح قبل الطوفان وينظرون اليها على أنها لا فائده منها ويضحكون عليها وينظرون الى الناس فيها على أنهم مجانين يتركون أعمالهم وبيوتهم وينزلون فى برد قارص ويتحملون الضرب والإهانة من البلطجية والخرطوش والرصاص الحي والإعتقلات من كلاب الشرطة ولكنهم مع كل هذا صابرين مثل نوح عليه السلام متفائلين الى أبعد الحدود أن نصرهم قريب وأن من يضحك عليهم اليوم سيبكى على نفسه غدا لأنه لم يركب معهم .
أخوة يوسف عليه السلام حقدوا على أخيهم وعلى حب أبيه إليه ورموه فى بئر عميقه ظنا منهم أنهم بهذا نجحوا فى التخلص من يوسف وأنهم اصبحوا أقرب الى أبيهم الأن ولن يستطيع أحد الأن أن يأخد حب أبيهم منهم ولكن ما حدث أن الأب المسكين لم يغفل قلبه لحظة عن حب يوسف ولم تجف دموعه يوما على فراق يوسف ويصبح يوسف بعدها ملك على كل حزائن الارض.
وها هم العسكر فى مصر يرمون رئيسهم المنتخب فى السجون ظنا منهم أن هذا الرئيس سيبدد ملكهم ويأخذ أموالهم ويساويهم بباقي الشعب فهم أسياد وغيرهم عبيد ونسوا أن التاريخ لن يرحمهم وأن نهايتهم ستكون نهاية مأساوية سيعدمون فى شوارع مصر ولن يرحمهم أحد وسيعود الرئيس المنتخب من جديد ليقيم العدل بين الناس ويرجع الحرية الغائبة ويكسر الأغلال وينتصر للفقراء ويعلن أن الجميع أحرار فقد ولدتهم أمهاتهم أحرار فلا أسياد ولاعبيد .
عبدالله بن مسعود فى بداية الدعوة الإسلامية يذهب الى الكعبة ويتلو القران الكريم حتى يعلم جميع الناس بشأن الدين الجديد ولكن كفار قريش أخذوا يرفعون أصواتهم ويحجبون صوت عبدالله بن مسعود عن الناس بل وصل الأمر أن ضربوه وكادوا أن يقتلوه ولكن هل سيدك عبدالله بن مسعود دخل فى قلبه أن عمله هذا لا يستحق وأنه لا فائدة منه وأن كفار قريش لا يعقلون ولا يهتدون بالطبع لا ولكنه حاول على أمل أن يصل كلام الله الى القلوب ونجح عبدالله بن مسعود فكن مثل سيدك عبدالله بن مسعود ولا تنظر الى ضعفك ولا تهتم بقوتهم .
نسمع كل يوم عن مبادرات وحلول يطلقها بعض الناس ولكن يا من تطلقون هذه المبادرات وهذه الحلول هل تستطيعون أن تعيدوا لى أخى الشهيد الى الحياة مرة أخري هل تستطيعون أن تعيدوا إبتسامة أسرتة الصغيرة إذا كان ذلك بإمكانكم وتستطيعون أن تعيدوه فأهلا ومرحبا بكم وإذا كنتم لا تستطيعون فلا مرحبا بكم ولا مبادرات منكم وكل ما نريده هو القصاص من القتله ولن نهدأ ولا نرجع إلا بعد ان نعيد رئيسنا المنتخب من جديد وبعدها أيضا لن نرجع ولن نهدأ حتى نقتص ممن قتلنا .
من يظن أنه لن يحدث له مكروها لأنه لا يتكلم ولا ينطق أو أنه مؤيد للإنقلاب ويتراقص على تسلم الأيادي فهو واهم فالإنقلاب يأكل بعضه بعضا وما رأيناه وما شاهدناه فى الأيام السابقه يقول عكس ذلك ويؤكد حقيقه واحده أن العسكر لا دين لهم ولا أمان لهم فهذه زوجة عزازى على عزازى محافظ الشرقية السابق تصرخ على الهواء وتبكى لأن المذيع قد قال أن زوجها قد مات وهو لم يمت ولكنه فى حاله مرضية شديدة ومن لا يعرف هذا الشخص فهو أول محافظ يقدم إستقالته بعد تولى الرئيس المنتخب ولم يهدأ يوما واحدا وظل يحارب الرئيس المنتخب وهو الأن يصارع الموت ولا أحد يتذكره ولا أحد يهتم بأمره ولسان حاله اليوم يعلمه الله وحده وأخر يصاب إبنه بطلقات خرطوش فى جامعه القاهرة ويشرب من نفس الكأس ومن هو رئيس جامعه القاهرة وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى وعضو لجنة الخمسين التى وضعت دستور الراقصات وأخيرا المذيع المنافق عندما اراد أن يعيش الدور ولو لبعض لحظات فقاموا بتهديده وهو الأن يرقد فى العناية المركزه فى أحد مستشفيات إنجلترا بسبب تهديد بسيط من العسكر .
قد يظن بعض أنصار الشرعية أنه لا فائدة مما نصنع وأن الباطل قد توغل وأنتشر وأنه قاب قوس أو أدنى من تحقيق النصر وهنا أقول لهم أيها الاحباب راجعوا أنفسكم فلا يمكن لباطل أن ينتصر على حق ولا يمكن لخائن أن ينصره الله ولكن ما نحن فيه هو تمحيص للأفراد وتمحيص للأنفس وعادة يأتى النصر بعدما يري الله منا أننا نستحقه فهل أعطيت لنفسك شحنة إيمانية عالية وهل جعلت لنفسك وقتا تناجى به ربك وهل كنت عونا لإخوانك وهل عاهدت ربك أن تبذل الغالي والنفيس فى سبيل أن تنصر دينه فهيا لنركب سويا سفينة النجاة وهيا لنقول لمن يريد الله به خيرا الحق بنا .