د. إبراهيم كامل : 

نعم , هذا لقبك الحقيقي ( ولانزكي على الله أحدا ) , نعم أنت المعز لدين الله !! , بل سيف الدين , ونور الدين , وصلاح الدين , فهؤلاء آباؤك الذين أدبوك على تعاليم الإسلام الصحيح , وعلموك أن لاتخضع أوتخنع لكل لئيم , علموك بأن السجن لك خلوة مع الله , علموك كيف تزلزل عروش الطغاة  , فقد سفهت أحلامهم , وحقّرْت عِجْلهم الذي يُعبد من دون الله , وجعلك الله أشد رهبة في صدورهم .

أقول لك ياسيادة الرئيس بأننا كلما رأيناك كالأسد تزأر في وجوه الفرعونيين وقضاتهم وإعلامهم وعملائهم كلما أشعلْت الهمم في قلوب المخلصين , وأيقظت  الآلاف من المُخَدَّرين المسحورين بهذا العجل الذي يخار وليس له خوار .

سيادة الرئيس ( المعتصم بالله والمعز لدينه ) :

حِفظك لكتاب الله , والتدبر في آياته جعلك تثق في النهاية المعروفة والمحتومة لفرعون هذه الأمة  , فهل أَذِنت لي ياشرف الأمة وتاجها أن أستشعر نفسي معك في زنزانتك ( المجهولة المكان والزمان والحال ومنْع السؤال ) ؟

هل تأذن لي ياصلاح الدين أن أقتحم عليك خلوتك وأسمع عن المحاكمة الهزلية  التي يترأسها فرعون ليحاكمك فإذا بك تحاكمهم ؟

هل تأذن لي ياأسد الإسلام أن أستمع للسان حالك من خارج الزنزانة فإني لاأحتمل بردها وقسوتها كما تحتمل ؟ بل لاأتحمل ضيقها وظلامها الدامس ؟

سامحني ياسيادة الرئيس , أولادي معي لأنني امرؤ ضعيف لاأتحرك لحظة من دونهم , ولاأدري كيف تصبر أنت وإخوانك ومرشدك وأبناؤك وبناتك من الطلبة والطالبات  على فراق أهليكم وذويكم , فهل تأذن لأولادي أن يستمعوا للسان حالك .

والآن أريد أن أستفسر عن خطابك الشهير : لماذا قلت " إوعى الثورة تتسرق منكم .... السحرة كتير .... إوعى الثورة تتسرق منكم تحت أيِّ حجة "    تكلم ياسيادة الرئيس فأنا أكتب كلماتك المأثورة وسأحفظها في صندوق من ذهب , حتى لاتُسرق كما سرقوا مشارعك ونسبوها لأنفسم .

يقول لسان حال سيادة الرئيس :

كان شعب مصر يعيش أخصب فترة في حياته عندما ولاِّني الله عليهم بإرادتهم  , حرية التعبير , حرية الرأي , الأمان في داخل مصر لأن الله تبارك وتعالى جعلها أمانا ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) وأبى الطغاة والفراعنة والخونة العملاء إلا أن يحولوها جحيما . كان شعب مصر يعيش حرية الثورة وفرحتها رغم المحاولات من المفسدين لإفساد هذه الفرحة وتحويلها لكابوس مرعب ويوم  مشئوم .

فناديتُ عليهم بصوت عال – رغم البنادق والمسدسات التي كانت موجهة نحو رأسي , ولكني صحتُ لأرشد الصالحين , وقلت : إذا كانت النملة تخاف على أمتها وهي نملة فصاحت : " ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون " ( النمل : 18 ) ورأيت مؤمن آل يس وهو ينصح أمته , فلماذا لاأنصح شعبي العظيم ؟

وعندما قلت لهم : " إوعى الثورة تتسرق منكم " لأن القرآن فضح حال فرعون أمامنا , وأكيد ولده نفس التفكير , ويحمل نفس الروح الشريرة بداخله , لكنه لم يجد متسعا ولولقبضة يد  في نفوس الصالحين . فذهب وتوضأ أمام ضعاف النفوس وصلَّى أَمامَهم وغرَّر بهم وسحر بعضا منهم وذكَّرَني بقصة الثعلب والديك لأمير الشعراء حتى لانقع في فخ هؤلاء المخادعين , وثقتي في المصريين أن لايلدغوا من جحر مرتين , الثعلب يريد الديك وجبة دسمة له , والديك يعلم أسرار الثعلب المجهولة عند الكثيرين , يعلم نهبه لثروات الأمة

برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين 
يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين 
و يــــــقول الحمـــــد لله إلــــه العالمــــين 
يا عبـــــاد الله توبوا فـهو كهف التـــائبين 
وازهـــــدوا فإن العيش عيش الزاهـــدين 
و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصـــبح فينا 
فأتى الديك رسولا من إمـــــــام الناسكين 
عرض الأمر عليه و هو يرجــوا أن يلينا 
فأجاب الديك عذرا يا أضـــل المــــــهتدين 
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحين
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين 
أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــن 
مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا

وأذكر لك خطوات فرعون حتى استولى على الحكم : لكنني سأنقل من تفسير ابن كثير مما كنت قرأته وأحتفظ به في ذاكرتي لأنه ممنوع عني كل شيء , لكن الله منحني قوةً في ذاكرتي لمثل هذه اللحظات وممكن أذكر لك أرقام جلوسي من الابتدائي حتى آخر سنة في الجامعة , وعجبت من قدر الله حيث أنه جاء اليوم الذي تُملي عليَّ ذاكرتي كل شيئ , اللهم لك الحمد حتى ترضى , وقدرك وقضاؤك كله خير , ورضينا به بقلب مطمئن بذكره . المهم هذه الخطوات هي:

الخطوة الأولى : قال تعالى: { فاستخف قومه فأطاعوه} أي استخف عقولهم فدعاهم إلى الضلالة فاستجابوا له – لكن لم يستجب له إلا الراقصين والرافضين لشرع الله والحاقدين على دينه , وبعض السماسرة الموالين للغرب الحاقد - الذي أصيب بنوبة هوَس وجنون لما علموا أن قوتنا في وحدتنا , وانتاجنا للرغيف والدواء والسلاح – وكل الفلوليين والتمرديين وغيرهم

ولذلك وصفهم القرآن بأبشع وصف  { إنهم كانوا قوماً فاسقين} ( الزخرف 54 ) .

الخطوة الثانية : حيث أن هذا الفرعون السيسي لايعجبه أن يكون الرئيس عبدا لله وحده , لايعجبه أن يتواضع حاكم لأمته , لايعجبه أن أكفكف دموع الأرامل والعاجزين والمحتاجين , لايعجبه أن أرفض القصر وفتنته , أوالكرسي وعظمته . فجرى إلى السحرة من آبائه من اليهود الحاقدين الغاصبين ( فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ) وقالوا في بيان يتصدره التواضروسان , وقيادة حزب الزور وأصحاب المليارات من العملاء العسكريين ( إنْ هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى . فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ) ( طه 62-64 ) طريقة إرعاب الشعب وقتله واستعبادهم واستحياء نسائهم . طريقة تُرعِب عبيد البيادة والعسكر .  

فنظر لنفسه واستعظمها  - بعد أن جعلته وزيرا – ( فقال أنا خير منه ) , وظل ينشر في نفوس الضعفاء - من ذوي الطمع والجشع وحب الذات – ماقاله أبوه من قبل وأذكر ماقاله الإمام ابن كثير أيضا :

قول تعالى مخبراً عن فرعون وتمرده وعتوه، إنه جمع قومه فنادى فيهم متبجحاً مفتخراً بملك مصر وتصرفه فيها: { أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} ؟ قال قتادة: قد كانت لهم جنات وأنهار ماء { أفلا تبصرون} ؟ أي أفلا ترون ما أنا فيه من العظمة والملك . ومما ورد في تفسيره أيضا :

روى ابن أبي حاتم، عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إذا رأيت اللّه تبارك وتعالى يعطي العبد ما يشاء وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له) ثم تلا صلى اللّه عليه وسلم: { فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} ""أخرجه ابن أبي حاتم عن عقبة بن عامر مرفوعاً"". وقال طارق بن شهاب: كنت عند عبد اللّه رضي اللّه عنه فذكر عنده موت الفجأة، فقال: تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر، ثم قرأ رضي اللّه عنه: { فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} ، وقال عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه: وجدت النقمة مع الغفلة يعني قوله تبارك وتعالى: { فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} وقوله سبحانه وتعالى: { فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين} قال أبو مجلز: { سلفاً} لمثل من عمل بعملهم، { ومثلا} أي عبرة لمن بعدهم . وهذا مايثلج صدورنا وصدور المؤمنين الواثقين .

وأذكر العجب العجاب من تفسير الإمام الطبري – ولاأظن أن ذاكرتي تخونني – حيث ينطبق كلامه على السيسي - فرعون الابن - حيث ضحك بمكره وحيله على الكثير من أقباط مصر وسط تخطيط كامل من الكنيسة وأصبح في مصر مجلس عسكري ومجلس بابوي كنسي  

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَاسْتَخَفَّ قَوْمه فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَاسْتَخَفَّ فِرْعَوْن خَلْقًا مِنْ قَوْمه مِنَ الْقِبْط , بِقَوْلِهِ الَّذِي أَخْبَرَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ , فَقَبِلُوا ذَلِكَ مِنْهُ فَأَطَاعُوهُ , وَكَذَّبُوا مُوسَى , قَالَ اللَّه : وَإِنَّمَا أَطَاعُوا فَاسْتَجَابُوا لِمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ عَدُوّ اللَّه مِنْ تَصْدِيقه , وَتَكْذِيب مُوسَى ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَنْ طَاعَة اللَّه خَارِجِينَ بِخِذْلَانِهِ إِيَّاهُمْ , وَطَبْعه عَلَى قُلُوبهمْ .

لكنني أحترم قطاعا عريضا من أقباط مصر النصارى  المنصفين والمحترمين المحبين لبلادهم وهم كثيرون ويحملون قضية الثورة أكثر من غيرهم ومنهم رفيق حبيب ونيفين ورامي والآلاف في الداخل والخارج ومما لاشك فيه هؤلاء هم المحبون لبلدهم , مش مثل هؤلاء المخربين لبلدهم واقتصادها , ومفككين لأوصال الأمة وناقضين عهدها , يفرحون للون الدم عندما يسقط شهيد , هؤلاء قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه وعلى رأسهم تواضروس شيطان مصر وساويرس جاسوس إسرائيل , ونبيل صليب الذي هاجم المسلمين في الأندلس وهو مَهين ولايكاد يبين ولايعرف القراءة لأنه كاالنائحة لاالثكلَى , شفت البجاحة عندما يهاجم سلفنا الصالح أمام الجميع ويحييِّ من حرر الأندلس من يد المسلمين , وكله أمام الطراطير والطرابيش واللحى الكاذبة والوجوه الكالحة من الانقلابيين.

الخطوة الثالثة والأخيرة : نجاح فرعون في مرحلة الاستخفاف وبعدها مرحلة الاستعباد

1 – حاول أن يحاكم كل رجل فيه صلاح وبدأ بموسى عليه السلام ونصب له المحاكمة ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أوأن يظهر في الأرض الفساد ) ( غافر 26 ) يعني من الآخر قال نفس الكلام حفيده السيسي : " كل اللي مايرضيش ربنا إحنا هنقف معاه ونسانده " ويبدو إن كان هناك بعض الانقلابيين مش مرتاحين لقرار فرعون واستمر الجذب والمد والقبول والرفض لأن الصورة مفضوحة والشعب كله بيحب موسى حبا شديدا ( أقصد الناس أصحاب العقول والرشد والإنصاف ) مش اللي قالوا بعزة فرعون – الأب أوالحفيد - , حتى أصدر فرعون القرار الذي لايُصد ولايرد : ( ماأريكم إلا ماأرى ومأهديكم إلا سبيل الرشاد ) ( غافر 29 ) , ثم جند جيشه وشرطته وقضاءه وإعلامه وأمواله التي هطلت عليه كالمطر بعد أن كانت مهرَّبة لعقود من الزمن . وكذلك الملوك من خارج مصر لأنهم أيضا فراعنة في بلادهم لاسلطان عليهم ولارقيب .

2 – تم اعتقال كل من يخالف القرار أوالأوامر ولافرق بين مريض أوصحيح , لاحرمة لمسجد , لاحرمة لامرأة ولابنت تدرس في جامعتها , لاحرمة بين مشلول أوكفيف .

3 – لما رأى فرعون  الخوف يتقاطر من جباه الجبناء المرجفين في المدينة , أصدر قراره الأخير : ( أنا ربكم الأعلى ) ( النازعات ) وخاف أن يُحاك به ويُتآمرَ عليه قال : ( ماعلمت لكم من إلهٍ غيري ) ( القصص 38 )

ثم ازداد افتراءً على الله وعلى موسى نبي الله وهدده بصورة مفضوحة – حيث لم يتمالك حقده الدفين جهة أولياء الله فقال لموسى عليه السلام : ( لئنِ اتَّخَذْتَ إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) ( الشعراء 29 ) .

ولكي يحصن فرعون نفسه كان لابد له جملة من الإجراءات التعسفية :

1 – قتل الأبناء واستحياء النساء لكي يضغط على الدعاة المخلصين لدينهم - علشان كده أنا قلت لكم عايز أحافظ على البنات .

2 – استخفاف الأمة وتلفيق القضايا والعبث بعقول الناس الأميين فقام بتغيير دستور الأمة ( وماأهديكم إلا سبيل الرشاد ) , واستغلال الوسائل السمعية والمرئية لتضليل السذج من المصريين والتأكيد على ألوهيته ( ياهامان ابن لي صرحا لعلى أبلغ الأسباب . أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا  ) فصفق المعتوهين على حسن دبلجة هذا الفيلم , وسارعوا بصناعة التماثيل التي تجسد صورته – وأكيد شفت هذه التماثيل تُباع في ميدان التحرير ب 5 جنيه وبعضها بجنيه وخمسين قرش – ماأرخص سعرَه عند الله وصدق الإمام ابن تيمية عندما قال ( إذا أراد الله أن يهين عبدا من عباده أسقطه من أعين الناس ) .

3 – جمع التوقيعات الخادعة والمزورة – مثل توقيعات تمرد ... أكيد فاكرها – فقلت في نفسي : ماهيَّة سبب المصايب .

وكأن لسان حال فخامة الرئيس قرأ مايدور فقال : لا . قلت على أي شيء لا ؟ فقال الأمر مُدبر منذ عام مضى , من أول ليلة وُلِّيتُ فيها ولولا صلابتنا وقوتنا التي كانت في وحدتنا مادخلنا القصر , حيث استشعرت وقتها قول الله تعالى ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله  فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) ( المائدة 23 ) , لكن المال يُدلِع لسان الخائنين حتى يسقط على صدورهم لهثا , والجاسوسية التي تربت على يد أمن الدولة والمتمثلة في تمرد وقادة حزب الزور وغيرها من الحركات والسكنات  , حيث لم تشفع لهم مظاهرهم الكذابة عن عقيدتهم الجاسوسية , هؤلاء خانوا الله وخانوا المسلمين وربي كشفهم

4 – وهي الأخيرة سيتم تنصيب فرعون على الأكثر في نفس يوم النكسة , كي تكون النكسة نكستين , كي يُنسِي الشعب وجع وآلام ماحدث لجيش مصر والتي لن يُمْحَى بطول الزمن ولايسقط بالتقادم .

وبينما أقول للرئيس هؤلاء أربع إجراءات إذا بمداهمة عقلي والهجوم علي , ولاأدري لماذا ؟

فصاحت نفسي : لأنك رفعت إشارة رابعة وهذا كله في كفة وبقية التصرفات في كفه , فقلت إلى أين ؟

قالوا إلى السجن . قلت مع الشرفاء ؟ قالوا : مع الرافضين للإنقلاب . فقلت أسماؤكم ماأنزل الله بها من سلطان , أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ( الأنفال 4 ) .

وكأن لسان حال سيادة الرئيس يقول خليه يحتل الرئاسة  ويخرج في زينته وهنا يأتي وعد الله تعالى بالنصر . لأن هذا من بشريات النصر . وكأنه بصوت عال يصيح : أبشروا بالنصر الذي وعدنا الله  تعالى به حيث لن يكون نصرا عاديا بل سيكون نصر التمكين والخلافة ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم.... ) ( النور 55 ) ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ( أوائل سورة الروم ) .

ثم قال لي لسانُ حاله : لابد من الاجتهاد في الورد اليومي من كتاب الله تعالى وستُوقفك ثلاث آيات هامة :

الأولى : يسألونك عن الأنفال ..... كان الجواب بعد أربعين آية لأن إصلاح النفس يحتاج لوقت طويل . وهذه الابتلاءات المتتالية وآلاف الشهداء جعلت إصلاح النفس على المؤمنين شيئا ميسورا والدليل الكل في الشارع منذ الانقلاب المشئوم يستوى عنده شمس اليوم وزمهريره , الطفل قبل الشاب والبنت قبل الرجل وهذا لم يحدث من قبل , العيب اللي كان في 25 يناير أن كثير ركبوا وسبحوا مع موجة الثورة ووصلوا كما وصل الآخرون , علشان كده كان حظ النفس يشغل مساحة كبيرة جدا وفي النهاية كشفوا القناع وإذا بهم فلول وخونة وعملاء وعسكر وشرطة وغيرهم كثيييييييير .

الثانية : أول سورة يوسف ( إني رأيت أحد عشر كوكبا ..... جاء التفسير في الآية رقم مائة لأن هناك عمر آخر بين الطفولة والرجولة وبين الحلم وتحقيقه .

الثالثة : تابعوا سورة الأعراف والانهيار الفرعوني السريع الذي كان أسرع من انهيار الطاغوت وفلوله في 25 يناير حيث قال موسى عليه السلام لقومه ( استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ( الأعراف 128 ) فإذا بوعد الله يتحقق بعدها بتسع آيات فقط ( وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى ... ) ( الأعراف 137 )

هل عرفت الآن لماذا أنا أشد فرحا وثقة في الله أن النصر أصبح على عتبات قلوب المؤمنين وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم  , وإلى لقاء قريب في ميدان رابعة والنهضة ورمسيس ونحن نحتفل بالنصر جميعا , ونطبق شرع الله في هؤلاء المجرمين الانقلابيين

قلت له : رحمك الله ورعاك فأنت الناصح الأمين للأمة ولن يرضوا بغيرك بديلا , وسأصيح بصوت عال , يسقط يسقط حكم العسكر ..... مصر دولة مش معسكر . واسمع يافرعون ياسيسي .... الرئيس مرسي هوه رئيسي  ..... والانقلاب هوَّه الإرهااااااااااااااااااااب

----------------

مدير وإمام المركز الإسلامي - أمريكا