عبدالعزيز مجاور

قد يكفي عنوان المقال عن كتابته والافصاح بالأدلة والبراهين عن مضمونه، ومن المؤكد أن الأحرار يعرفون جيداً المعنى والمغزى وسيتفقون أو يناقشون محتواه بعقلانية، ولكن البعض قد لا يجدي معهالشرح والإبانة وأغلب الظن أنه قد أغلق عقله بعدما رفع البيادة فوق رأسه ورؤوس أبناءه، وكان الرقص نبراس علمه ودليل فخره.

والدولة الفاشلة تتصف بصفات أهمها وجود حكومة ضعيفة لا تملك السيطرة على الدولة ولا تمتلك شرعية فكل قراراتها باطلة، وإن حاولت تسويق انقلابها بالتعاقد مع شركات مثل "جلوبال بارك" أو تشغيل سفرائها كمندوبي مبيعات لسلع فاسدة.

والدولة الفاشلة تعجز أن توفر الخدمات العامة بانتظام  وبصورة مقبولة، وها قد انتظمت الكهرباء في الانقطاع، ودخلت مصر مرحلة الفقر المائي وأنها قد لا تجد الماء بعد ثلاث سنوات مما يلزمها تحلية ماء البحر بالمليارات بسبب فشلها في التعامل مع العالم الخارجي، وهذه سمة أخرى من الفشل وهي العجز عن التفاعل مع المجتمع الدولي حيث يكتفي الانقلابيون بأمريكا وحليفاتها الصهيونية وبعض الدول التي تعد على أصابع اليد الواحدة وعندما حاولت كسر العجز ذهبت إلى اليونان حيث الفقر والاستدانة والمشاكل الداخلية والخارجية.

والدولة الفاشلة تظل تظن أن (العلبة بها فيل) وتحاول أن تقنع العالم بذلك، وتستغرب عدم تصديق العالم لها بعد مرور سبعة أشهر من هذه الأكذوبة، وعلى سبيل ذلك فقد قام البابا في 2 فبراير بالتأكيد والقسم (بمن جاء بالنعم بعدما قالت الراقصات نعم) لوفد البرلمان البريطاني أن 30 يونيو كان ثورة شعبية ولم يعلم قداسته أنه على مر العصور لم تقم ثورة ولم يرها أحد في العالم طوال سبعة أشهر إلا في مصر وذلك على الرغم من تقدم الاتصالات، ولكن البعض يرجع ذلك لسوء الأحوال الجوية.

ولن نتحدث عن أن مصر في المرتبة 34 من أصل 178 على مؤشر الدول الفاشلة، كما سوف نتغاضى على أنها وفقاً لمؤشر "فريدوم هاوس" ضمن 48 دولة على مستوى العالم لا تتمتع بأي حريات، وسبب تغاضينا عن ذلك أن العبيد لا يفهمون معنى الحرية، لذا سنصمت عن بضع وعشرون ألف معتقل وكذلك عن إغلاق الشبكات الإخبارية بعدما تم إغلاق كل القنوات الفضائية المناهضة للانقلاب، وهذا أيضاً من الفشل حيث لم يصل للفاشلين أن هناك اختراع اسمه الإنترنت وأن كل إنسان الأن هو شبكة إخبارية متنقلة.

والدولة الفاشلة لا تستطيع أن تعيش إلا بالتسول الممنهج ،  وهروب الاستثمارات واليوم فقط وأنت تقرأ المقال هناك شركة ماكرو تنهي إجراءات تصفية فرعيها بمصر بعدما كانت تعتزم ضخ استثمارات ب 8.2 مليار جنيه، وبعد أن نعمت مصر بالبطاطيين الدافئة والصدقات الجارية من جيوب المحسنيين في الدول الداعمة والتي تمت بحملات دعائية يصبو منها جبين الأحرار، وبعدما حصلت على بضعة عشر مليار دولار خلال الشهور السبع الماضية، يأتي إليك خبرين في يومين متتاليين أحدهما أن هناك حملة تبرعات تقودها سيدات الكويت لمساندة مصر وربنا يجعل بيوت المحسنيين عمار، أما الثاني فكان الاعلان عن زيارة رئيس وزراء الانقلاب للسعودية لجلب مساعدات (وليس استثمارات) قدرها خمسة ملايين  دولار ليثبتا أن التسول أصبح منهج حياة حتى أن البعض يقترح برنامج انتخابي للفكيك وشعار للحملة فأما البرنامج فهو (حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة وهنيالك يا فاعل الخير والثواب) وأما الشعار فهو (بكره تشوفوا مصر).