عمر البورسعيدي :
فتوى للضال والعلافة المظهر شاهين عميل أمن الدولة والمخابرات وسارق الثوار فى ميدان التحرير يقول فيها لو أن زوجتك إخوانيه يجب عليك أن تطلقها فورا وجريدة صفراء تدعى أن شخص أقام دعوة مستعجله أمام المحاكم لأنه أكتشف مؤخرا أن زوجته اخوانية.
ولكن قبل أن نتكلم على هذه الفتوى أو على هذه الدعوة لابد وأن نتعرف على طبيعة الزوجة الإخوانية .
- توقظك أنت والأبناء لصلاة الفجر والصلاة تكون فى المسجد وحتصلى يعنى حتصلي مافيش هزار فى الأمور دى .
- دائما وأبدا لا تنزل من البيت إلا وقد أعدت لك وجبه الإفطار أو على الأقل أحضرت لك حقيبة بها إفطارك.
- تقول لك قبل النزول لا تنسي أذكار الصباح وتقول نحن نصبر على الجوع ولا نصبر على نار جهنم.
- تتصل عليك تلفونيا لتتطمئن عليك وأنت فى العمل وأول شي تسألك عليه هل صليت صلاة الضحى ام لا.
- بعد الظهر يأتيك تليفون أخر تطمئن عليك فيه وعلى صلاة الظهر .
- عندما تعود من العمل تجد جميع من فى البيت الأبناء والزوجه فى إنتظارك والكل يتسابق عليك والجميع وجه يمتلأ بالسعادة ثم تتناولا الغداء.
- تسالك عن وردك القرانى ماذا فعلت فيه وتخبرك أن غدا الأثنين أو الخميس أو اول الثلاث أيام وتذكرك بفضل صيام هذه الأيام وأنها سنه مؤكده عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الصلاة جميعها فى المسجد أما البيت فيمكن أن تصلى السنن فيه .
- دائما تذكرك بفضل والدتك ووالدك عليك وأنك بدونهما لا تساوي شيئا .
- دائما تكرر على مسامعك حديث صلة الرحم وتذكرك بأقاربك وأخواتك.
- لا ترهقك بطلبات أو مصروفات زيادة فهى مدبرة وموفره .
- دائما توقظك لصلاة القيام وتجعل لأبنائها نصيب من هذه الصلاة.
- إذا مرضت كانها هى وإذا هى مرضت لا تشعرك بأنها مريضه.
- إذا غبت عنها لفترة سواء عمل أو إعتقال ترجع البيت وتجد كل شي على ما يرام .
- لا تخرج من البيت إلا بإذنك حتى وإن كان الى بيت أهلها حتى وإن كان بيت أهلها بجوارها.
- بيتها لا يدخله شيطان فلا مجال للغيبة والنميمه ولا يدخل أحد بيتها طالما زوجها غير موجود .
هذه هى الزوجه الإخوانية التى يريد هذا المظهر شاهين أن يطلقها زوجها وأن ظللت أوصفها فلن أستطيع أن أعطيها حقها ولكن لماذا أيها الخسيس تقول هذا ولماذا أيها الحقير تفتى بهذا وهل وصل بك الحقد والغل أن تهدم بيوت تصنع رجالا وتصنع مستقبل هذه الامه .
وهنا عندما أتكلم عن الزوجة الإخوانية فلابد أن أتكلم عن السيدة المجاهدة أمينه قطب أخت الإمام الشهيد سيد قطب ذهبت الى أخيها الشهيد يوما تزوره فى السجن وكان مع أخيها شهيد أخر هو الاستاذ كمال السنانيري وفي هذا المكان طلب "السنانيري" يد "أمينة" من أخيها "سيد"، وبعد عرض الأمر عليها وافقت على هذه الخطبة التي ربما تمتد فترتها لتستمر عشرين عامًا، هي الفترة الباقية لهذا الخطيب المجاهد حتى يخرج من محبسه الظالم، وتم العقد بعد ذلك، على الرغم من بقاء العريس خلف الأسوار المظلمة، وكأن "أمينة" بذلك تعلمنا معاني كثيرة؛ تعلمنا التضحية الفريدة، فقد كانت شابة ولم يفرض عليها أحد هذا الإختيار، إنها عشرون عامًا، ليست عشرين يومًا أو حتى عشرين شهرًا!! وكأنها كذلك تذكر أولئك المجاهدين المحبوسين عن نور الشمس بالأمل والثقة في وعد الله وإختياره،
وكان الزوج العطوف يكره لها غبنًا أو ظلمًا، فأرسل لها : "لقد طال الأمد، وأنا
مشفِقٌ عليك من هذا العناء، وقد قلت لكِ في بدء إرتباطنا قد يُفرَج عني غدًا، وقد أمضي العشرين سنة الباقية أو ينقضي الأجل، ولا أرضَى أن أكون عقبةً في طريق سعادتك، ولكِ مطلَق الحرية في أن تتخذي ما ترينه صالحًا في أمرِ مستقبلك من الآن، واكتبي لي ما يستقرُّ رأيُك عليه، والله يوفقك لما فيه الخير".، ووصل رد "أمينة" في رسالة تنبئ عن كريم أصلها، جاء فيها: "لقد اخترت أملاً أرتقبه، طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية، والإصرار على ما تعاهدنا عليه بعقيدة راسخة ويقين دون تردد أو ندم".
ومرت السنوات الطويلة سبعة عشر عامًا، خرج الزوج بعد أن أفرج عنه عام 1976م، ليواصل مع "أمينة" الأمينة رحلة الوفاء والكفاح، وتمَّ الزواج، وعاشت أمينة معه أحلى سنوات العمر. وفي الرابع من سبتمبر سنة 1981م أختُطف منها مرة أخرى ليودع في السجن، ويبقى فيه إلى أن يلقى الله شهيداً من شدة و هول ما لاقاه من تعذيب في السادس من نوفمبر من العام نفسه، وسُلِّمت جثته إلى ذويه شريطة أن يوارى التراب دون إقامة عزاء..
وظلت "أمينة" تعيش على تلك الذكريات الجميلة، ذكريات الحب والوفاء والجهاد والإخلاص.
وكتبت في شعرها: متساءلة بلوعة بعد فراقه:
هل ترانا نلتقـي أم أنهـا *** كانت اللقيا على أرض السراب؟!
ثم ولَّت وتلاشـى ظلُّهـا *** واستحالت ذكـرياتٍ للعذاب
هكذا يسـأل قلبي كلمــا *** طالت الأيام من بعد الغياب
فإذا طيفك يرنـو باسمًا *** وكأني في استماع للجـواب
أولم نمضِ على الدرب معًا *** كي يعود الخـير للأرض اليباب
فمضينا في طريق شائـك *** نتخلى فيه عن كل الرغـاب
ودفنَّا الشوق في أعماقنا *** ومضينا في رضــاء واحتساب
قد تعاهدنا على السير معـًا *** ثم عاجلت مُجيبًا للذهـاب
حيـن ناداك ربٌّ منعم *** لحيـاة في جنـان ورحـاب
ولقاء في نعيم دائم *** بجنود الله مرحى بالصحـــاب
قدَّموا الأرواح والعمر فدا *** مستجيبين على غـير ارتياب
فليعُد قلبك من غفلاته *** فلقاء الخلد في تلك الرحــاب
أيها الراحل عذرًا في شكاتي *** فإلى طيفك أنَّات عتـاب
قد تركت القلب يدمي مثقلاً *** تائهًا في الليل في عمق الضباب
وإذ أطوي وحيدًا حائرًا *** أقطع الدرب طويلاً في اكتئـاب
فإذ الليل خضـمٌّ موحِشٌ *** تتلاقى فيه أمواج العـذاب
لم يعُد يبــق في ليلي سنًا *** قد توارت كل أنوار الشهاب
غير أني سوف أمضي مثلما *** كنت تلقاني في وجه الصعاب
سوف يمضي الرأس مرفوعًا فلا *** يرتضي ضعفًا بقول أو جواب
سوف تحذوني دماء عابقات *** قد أنارت كل فجٍ للذهـاب
فيا أيها الكلب الضال فتواك مردودة عليك وسيظل نساء الإخوان وبنات الإخوان تاج على رؤؤس الجميع فهن يقدمن كل التضحيات فى سبيل دينهم فغايتهن أن تعود دولة الخلافة من جديد وأن يعود دينهم الإسلام يحكم العالم من جديد فلا يرهبهن قيد السجان ولا فتوى الضاليين المضليين أمثالك ولا حقد الحاقدين ولا كره الكارهين ويعطين رسالة للجميع ما أجمل أن تكون زوجتك إخوانية