محمد منصور : 


لا نملك إزاء هذا الزخم من الأحداث، إلا أن نحمد الله؛ ما دامت يده ـ وحدها ـ التي تعمل على الساحة، حتى و لو كانت بقسوة ، لكنها لحكمة ، تتجلى في غموض و هذا يقيننا بقوله سبحانه: ( وعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم والله يعلم و أنتم لا تعلمون) و قول رسول الله: ( لا تكرهوا الفتنة فإنها تحصد المنافقين ) و في رواية : ( فإن فيها حصاد المنافقين )؛ وصدق الله و رسوله ؛ فما كنا لنستطيع أن نعري هؤلاء و باطلهم كما عروا أنفسهم .

 

و أصبح الشعب يرى فيهم أحلامه مفسرة بالعكس، ويرى منا إصرارنا على مد أيدينا لاستخلاص الحرية لمصر والصبر الجميل على ذلك ؛ حتى نيل من كرامتنا ، فسكتنا حسبةً لله و حرصا على وحدة الأوطان ، حتى ظُنَّ بنا الظنون . 

و ما كنا في قمة الانضباط و الصبر عن عجز، رغم طلب الكثير بإتاحة الفرصة للرد الحاسم؛ إذ كيف نرى الموت بأعيننا و نحن عُزَّلٌ ، حتى قيل :

فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي  ***  فدعني أبادرها بما ملكت يدي

و لكن ما نهدف إليه أسمى و أجل من أن نحقق للباطل ما يهدف إليه، من إدخال البلاد أتون الفوضى التي لا يعلم عقباها إلا الله .

فيا أيها الإخوان : تفاءلوا بالخير تجدوه و اسمعوا لقول السيد المسيح:

( الحقيقة التي كنتم تخشون النطق بها حتى في الظلام ، ستسمعونها يوما في النور ، و الإيمان الصادق الذي اكتسبتموه في خلوات المنازل لا شك سوف تنادون به يوما فوق السطوح ).

و اعلموا أنه قد آن أوان حصد ثمار تربيتكم المباركة على أركان البيعة و التحقق بصفات الفرد المسلم و واجبات الأخ العامل ، فهذا أوان الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين .

و ليس من الجهد ما يهدر و لكن النجاح قد يتأخر ( و يقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا ).