د. إبراهيم الديب :

كيف استخدم الجيش المصري لقتل شعبه ؟
وهل نستعيده أم نتركه لهم ؟ وكيف نستعيده ؟
أسئلة مشروعة فى غاية الحيرة تدور فى ذهن كل مصرى وطنى حر
كيف بالجيش المصرى يقتل خيرة شباب وفتيات مصر!؟
هل تغيرت العقيدة العسكرية للجيش المصرى ليصبح الشعب المصرى هو عدوه الإستراتيجى الأول وليس إسرائيل !؟
هل هذا الجيش الذى قهر جيش إسرائيل فى اكتوبر 1973 والذى يعد مفخرة لكل مصرى وعربى يفتخر بها ويتغنى بها !؟
بالتأكيد إن ما نعلمه جميعا عن الجيش المصري ويمثل لنا جملة من الحقائق هى أن
ــ الفصل التام بين الجيش المصرى كمؤسسة كبيرة مكونة من عقيدة عسكرية ونظام وهيكل وقيادات وصف وجنود وتاريخ مشرف ، وبين ثلة من القيادات العسكرية والممثلة فى المجلس العسكرى واعوانه من قيادات القوات المسلحة الذين خانوا الرئيس والشرعية والشعب وسرقوا مصر بأثرها .
ــ الجيش المصرى كل ابناءه المفترض فيهم الولاء والانتماء للشعب المصرى
ــ ان الجيش المصرى مكون من طائفة واحدة هى المصريين وليس به تعدد عرقى او مذهبى وان هذا هو اهم اسباب وحدته وقوته
ــ ان مهمة الجيش هى حماية الوطن من اى اعتداء خارجى
ــ تاريخ الجيش مع الشعب المصرى انه جيشه وحاميه وانه ملاذه الآمن فى الملمات والنكبات والظروف الصعبة يلجأ إليه وقت الأزمة والشدة ، وانه حامى الشعب
ودستوره من أي اعتداء يمكن أن يقع عليه.
ولكن المفاجآت توالت تترا بداية من ثورة 25 يناير وموقف الجيش وتخاذله من نصرة شعبه ووقوفه كمشاهد أمام مشهد قتل وسحق المتظاهرين السلميين من قبل وزارة داخلية مبارك
وتأتى المفاجأة الثانية بوقوفه ساكنا أمام انقلاب وزير الدفاع على الرئيس والنظام الشرعى المنتخب ، ثم تتوالى المفاجآت بمفاجأة مروعة وهى تورط الجيش المصرى فى دماء أبناء شعبه فى مذبحة الفجر امام الحرس الجمهورى ، بعدها تكررت عمليات القتل التى يقوم بها الجيش وتطور الأمر الى ملاحقة واعتقال الشباب والفتيات والدخول فى نفق سخيف لم نكن نتخيل فى يوم من الأيام أن نصل إليه
حتى أصبحت قطاعات كبيرة من الشعب المصرى تعتبر الجيش المصرى هو عدوها الأول ، وأصبحت الصورة الذهنية للجيش المصرى أنه جيش عواطف ونوال
وأنه جيش العهروالخيانة والموالاة لأمريكا واسرائيل ، وجيش البيزنس وهضم موارد ومقدرات الشعب المصرى ، كما أنه الجيش الضعيف المهين الذى لا يقوى إلا على شعبه فقط بينما هو هزيل ومهان أمام التجاوزات الإسرائيلية المتتالية على أرضنا فى سيناء.
السؤال الكبير هو كيف حدث هذا ؟ ولصالح من ؟ وهل من سبيل لإعادة أمر الجيش لما كان عليه .
ومن خلال ما تابعناه من دراسات ومقالات انتشرت بشكل كثيف فى الصحافة الأجنبية عن تفاصيل تفاصيل الجيش المصرى التى لم نكن نعرفها ويحسبها الجيش علينا من المقدسات المحرمة وأن القرب منها انتهاك لأسرار الجيش بينما هى فى حقيقة الأمر معلومات مباحة فى الصحف والمجلات الأجنبية وتباع على الأرصفة
فى كل مكان ، بالإضافة إلى التسريبات المخزية التى نتابعها يوما بعد يوم عن قائد الإنقلاب .
وهنا أستطيع أن أجيب على سؤال كيف حدث هذا التحول الكبير
فى عقيدة وتكتيك وسلوك وأداء الجيش المصرى ؟ا
حيث سأكشف لحضاراتكم عن الإستراتيجيات الخمس التى استخدمها قادة الإنقلاب لسرقة الجيش المصري ، وتغييب ضباطه وجنوده عن الوعى واستخدامهم لضرب أهليهم وإخوانهم وأخواتهم من الثوار الأحرار المطالبين بالحرية والكرامة ؟
الإستراتيجية الأولى : عمليات الحصار والعزل للقيادات الوسطى والدنيا عما يدور من أفكار وقيم ثورية جديدة تموج بها الحالة المصرية والمنطقة العربية ، وما يجرى بها من أحداث ، مع تكثيف جرعات التثقيف والتوعية الخاصة بها، خاصة الأفراد الذين ينتقون بعناية لأداء مهام قتالية خاصة ضد الثوار ، بمنعهم من الإتصال بأهليهم وبالمجتمع عامة ، ومنعهم من الأجازات ...الخ
الإستراتيجية الثانية : عمليات التفكيك والإحلال والتغيير فى العقيدة العسكرية الحاكمة لمفاهيم وسلوك الجيش المصرى ، والتى تتم بالتنسيق بين جهاز الشئون المعنوية للقوات المسلحة وبعض الأجهزة المتخصصة فى الإستحبارات الأمريكية والإسرائيلية ، والتى تعمل على تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصرى
بصناعة عدو جديد اسمه الإرهاب الإسلامى ، وأنه ممثل فى الإخوان المسلمون والتيارت الإسلامية ، وبهذا تم التحول من مجابهة الإخوان والإسلاميين الى مجابهة كل القوى الوطنية الحرة الثائرة ضد انقلاب واستبداد وضعف وفساد قيادات العسكر.
كما أن إسرائيل دولة صديقة بيننا وبينها معاهدة سلام يجب إحترامها كما أن إسرائيل اللآن تساعدنا وأصبحت من أقرب الدول إلينا .

الإستراتيجية الثالثة : إستعداء الجيش على الثورة وعلى الشعب من خلال إختراع عمليات إرهابية تتم ضد الجيش وأبناءه ، من خلال تدبير بعض عمليات قتل لضباط وجنود القوات المسلحة والإعتداء على بعض المنشئات العسكرية وتلفيقها للإسلاميين والثوار، بهدف شحن وتعبئة ضباط وجنود الجيش لمواجهة الثوار وقتلهم إن لزم الأمرانتقاما لشرف العسكرية المصرية ، وللزملاء الذين قتلوا .

الإستراتيجية الرابعة : الإرهاب والترويع بقتل كل الضباط والجنود الذين يمتنعون عن مواجهة وقتل أبناء شعبهم ، أو يظهرون رفضا للإنقلاب وتعاطفا مع الثوار وعلى مرأى ومسمع من زملائهم وبالأمر المباشر دونما تحقيق أو محاكمة إزعاننا فى الإرهاب والترويع .
الإستراتيجية الخامسة : عمليات غسيل المخ المبرمجة لعقول وثقافة الضباط والجنود والتى تعنى مسح وإزالة ثوابت وأفكار وبناء وتمكين مفاهيم وأفكار وقيم جديدة والتى تتم باستخدام الكثير من الأدوات الدينية والإعلامية والتثقيفية داخل القوات المسلحة والتى تسير جميعها وفق ركاب الإنقلاب وعكس مصلحة الشعب المصرى وأبنائه الثائرين للمطالبة بحريتهم .

هذه العمليات مجتمعة عندما تتم بشكل متوازى مكثف مع تعزيزها ببعض المحفزات المادية والمعنوية جعلت هؤلاء الضباط والجنود يقتلون شعبهم وإخوانهم وأخواتهم ظناً منهم أنهم يحافظون على الوطن وأنهم يؤدوا واجباً وطنياً ودينياً

السؤال الآن هو : هل نستسلم لهذا المخطط ونترك هؤلاء القادة الخونة يسرقون جيشنا المصري ويستخدمونه أداة لتحقيق مصالح هم الخاصة المتامهية والخادمة للأجندة للصهيوامريكمية ، أم نجابههم بوسائل ذكية نشطة لاستعادة هذا الجيش لحاضنته الطبيعية ، الشعب المصري ومحاكمة هؤلاء الخونة
انتظر ردودكم ، ومقترحاتكم من وسائل وأدوات ذكية لإستعادة ضباط وجنود جيشنا لنكون صفا واحدا ضد الإنقلاب الخائن الفاسد المدمىر للبلاد والعباد
د/ ابراهيم الديب