شيرين عرفة :
في إستفتاء جديد طرحته المجلة الأكثر مبيعا في العالم العربي والأرخص سعرا _ بطبيعة الحال _مجلة ( الضمير ) , طلبت المجلة من قرائها الأعزاء المشاركة بآرائهم والإدلاء بأصواتهم من خلال الإجابة على سؤال طرحته هي في إستفتاء بعنوان : { عام 2013 م , إستفتاء نهاية العام } ,
وكان السؤال هو : من الأظلم في مصر برأيك ?!
وتضمن الإختيار بين خمس شخصيات مصرية كانوا هم كالتالي : ( قائد جيش , وضابط شرطة , وقاض فاسد , و إعلامي كذوب , ومواطن مصري ) ..
...وقدمت المجلة نبذة تعريفية ومشوقة للقارئ عن كل شخصية من هؤلاء , وكان نص الإستفتاء الذي طرحته المجلة يقول :
( عزيزي القارئ : شاركنا برأيك وقم بالتصويت على إستفتاء نهاية العام , وقم بإختيار واحدة من هذه الشخصيات .. ليكون هو الأظلم في مصر في عام 2013 م , من بين خمسة شخصيات إعتبارية :
الشخصية الأولى و التي تنافس على نيل تلك المكانة وذلك اللقب هي : ( قائد جيش ) خان رئيسه وباع بلده وأشاع فيها القتل والخراب , وسالت على يديه دماء المصريين بحورا وأنهار , واعتبرته إسرائيل بطلا قوميا لها , وأعلن أعضاء الكونجرس الأمريكي مساندتهم له ودعمهم لما وصفوه بأنه قضاء على دولة إسلامية كان يعتزم الرئيس الذي قام بالإنقلاب عليه إنشائها , قتل وجرح على يديه الآلاف , ووصلت في عهده ديون مصر الداخلية والخارجية حدودا غير مسبوقة , وانهار الإقتصاد , وضاع الأمن , وأصبح القتل في الشوارع والإعتقالات العشوائية هي السمة الأبرز في حياة المصريين , بخلاف الفقر الذي زاد , والخوف الذي ساد )
و ينافسه على اللقب وبقوة : قائد للشرطة المصرية ووزيرا للداخلية , إعتاد رجاله البطش والإجرام , والإستعانة بالبلطجية والتنكيل بالشرفاء , وسحل المواطنين , وانتهاك الأعراض , والتفنن في تعذيب البرءاء , ولأنهم يعتبرون أنفسهم أسيادا للمصريين.. يحفل سجلهم المخزي بحوادث يندى لها الجبين , وكثير منهم لا يراعي حرمات , ولا يعرف أخلاقا ولا يحترم دين .
كما ينافسهم في ذلك ( قاض ) فاسد , نال مكانه بالوراثه , وتم تعيينه بالواسطة , فبعد أن برأت أحكامه المرتشين ونواب القروض وكبار اللصوص .. أصحاب قضايا أكياس الدم الملوثة ونهب أراضي الدولة , من سرقوا المليارات وأفسدوا حياة المصريين والمصريات , بل وكان يخلي سبيل المخمورين و متعاطي المخدرات من الفنانين والفنانات , بعد أن يتم ضبطهم متلبسين بجرائمهم المخلة بالشرف والمنافية للآداب , نجد هذا القاض يصدر أحكاما عجيبة لم تحدث في تاريخ مصر أو تاريخ القضاء .. على شباب تظاهروا ضد شيخ للأزهر ( لوث شرف المشيخة وأهان تلك المؤسسة , بدعمه لإنقلاب غاشم وتأييده لطاغية ) , فحكم عليهم هذا القاضي بالحبس ( سبعة عشر عاما ) بتهمة التجمهر والإعتداء على الأبنية , ثم قضى في حكم آخر .. على حرائر مصريات ..بنات في عمر الزهور , حكم بسجنهن إحدى عشر عاما .. بتهمة التظاهر وتعطيل المرور , فبدلا من أن يكون وسيلة لإرساء العدل والإنصاف , أصبح أداة في يد السفاح , يقنن بها ظلمه ويلبسه ثوب القضاء )
بينما ينافسهم وبعنف على نيل لقب ( الأظلم في مصر ) : إعلامي تربى في حظيرة مبارك و تغذى وكبر و سمن في عهده , ثم جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير , ليركب عليها و يتمسح فيها , ليظل يعمل كذراع لنظام لم يسقط سوى رأسه , و جمهورية عسكر .. تحكم مصر منذ ستين عاما وإلى الآن , فخرب البلاد بنشر أفكاره المسمومة , و ترويج شائعاته المغرضة وأكاذيبه المحبوكة , كما بث بين أفراد الشعب أحقاده و ضغائنه المحمومة , فكان يستعمل ميكرفونه كطبنجة يوجهها نحو صدور المواطنين الشرفاء , و قلمه كسيف يغرزه في جنب البلاد , قلب الحق باطل وقلب الباطل حق , وزين الشر والظلم في عيون العباد )
.. وفي المركز الأخير يقف غير بعيد ( المواطن المصري ) ليعلن أنه ليس أقل ظلما من هؤلاء وأنه يستحق وبجدارة لقب الأظلم في مصر ..فهو من غنى للقائد العسكري السفاح ( تسلم الأيادي ) وهو من حمل ضابط الشرطة المجرم على كتفيه في الثلاثين من يونيو , وهو من ظل يخدع نفسه بالقضاء الشامخ ( صنيعة دولة مبارك ) _ التي ثار عليها من قبل _ ويعلن دوما عن إحترامه لأحكام القضاة , وهو الذي يدفع من جيبه الملايين التي يتقاضاها ذلك الإعلامي الكذوب , بل ويستمع لأكاذيبه وهو في غاية الإنبساط ...
فمن هو بإعتقادك الأظلم في مصر , لا تحرمنا من رأيك , وشاركنا بهذا الإستفتاء ) .
