د. أحمد زايد :

أستاذ الثقافة الإسلامية - جامعة الأزهر

ما يدور اليوم في مصر قلب العروبة وإن أخذ شكلا سياسيا واسعا, إلا إنه حرب على الهوية الإسلامية بامتياز , مهما حاول العلمانيون تلبيس الموضوع وتعميته على الشعب المصري.

قال تعالى يصف حقيقة النفاق والمنافقين :" ويحلفون بالله إنهم لمنكم ...) ويؤكد الله تعالى أن قولهم هذا محض ادعاء وكذب فيقول بعد قولهم السابق :"وما هم منكم".

المنافقون يجيدون الحيل والكذب "وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم"

وليس كالعلمانيين في مصر ما يمكن أن تنزيل تلك الآيات وعشرات غيرها من القرآن عليهم.

تيارات اشتراكية وعلمانية وقومية وليبرالية وجماعات نصرانية تقف اليوم كلها صفا واحدا تساندها قوى الكفر العالمية لمحاربة الهوية الإسلامية.

وهؤلاء المنافقون الذين هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان يفهمون نفسية المصريين فيحاولون أن يزيفوا الصورة على الجماهير بالاستعانة ببعض المشايخ أو المتأسلمين من هنا وهناك ليقولوا للناس نحن مسلمون ولا نحارب الإسلام.

والحقيقة أن العلمانيين في بلاد الإسلام  يقومون بدور واضح وجريمة نكراء متكاملة الأركان ينوبون فيها عن كل صور الاحتلال الذي كان في بلادنا من قبل, والذي خرج منها مدحورا بعد أن قرر قاعدته الشهيرة :" لقد اقتنعنا أن الشجرة لا يقطعها إلا أحد أصحابها".

فجند الاستعمار هؤلاء وأغراهم ومنّاهم بأماني كثيرة بعد أن رباهم في محاضنه الآسنة الآثمة الكفور.

وليس غريبا أن تجد من هؤلاء العلمانيين شيوخا وأصحاب عمائم وبعضهم قد احتل أعلى المناصب الإسلامية , وقد قرات قديما كتابا تحت عنوان :"باباوات من الحي اليهودي" عرفت منه كيف وصلت عناصر يهودية إلى قمة البابوية المسيحية في الفاتيكان, فلماذا نستبعد أن يكون الأمر في بلادنا من هم في المناصب الإسلامية من هذه التوعية المصنوعة , وقد رأينا بعض العمائم ترفض التعاون مع الرئيس الإسلامي والتيار الإسلامي ثم تسارع في إسقاطه في مشهد انقلابي رآه العالم كله, ثم رأينا عمائم أخرى اشتهرت بالإفتاء قد بذلت جهودا جبارة لإقناع الضباط والجنود أن الإسلاميين والمطالبين بحريتهم كفار يجب قتلهم , حتى وقعت تلك المقتلة التي قل أن يوجد مثلها في التاريخ لم يكن يقع ذلك بمجرد الروح العسكرية أو الشرطية اللهم إلا بمثل ذلك الشحن الذي شحنه هؤلاء المفتون بقتل الأبرياء حتى يقتل هؤلاء ويحرقوا بكل طمأنينة بل يتعبدون بذلك لله .

ثم كانت المحاولات التي بها أغلقت المساجد وأحرقت ومعها المصاحف ومطاردة الإسلاميين والدعاة واعتقال الصالحين وترك المجرمين, ثم محاولة إيجاد صيغة نهائية تقضي على الهوية الإسلامية من الدستور اللقيط الذي يضعه الآن جماعة من العلمانيين والملحدين والكارهين للإسلام وبعض البله من أصحاب العمائم وحملة الدكتوراه في بعض العلوم الإسلامية.

ثم يخرج الانقلابي الأكبر بل رأس الانقلابيين ليقول نحن أبدا لسنا ضد الدين ولا نحارب الله.

إنني أكتب هذه الكلمات لأقول لكل من يعارض الانقلاب العلماني الصهيوني الصليبي في مصر أنك تحمل قضية عادلة لأنها قضية الإسلام ضد الكفر , والهوية الإسلامية ضد المؤامرة العلمانية , والمشروع الإسلامي ضد المشروع الصهيوني الصليبي , سعيك جهاد وحركتك جهاد وانشغالك بقضيتك عبادة وموتك في سبيلها شهادة إن شاء الله.

فانطلقوا أيها الرجال في وجه هؤلاء المجرمين من المنافقين والعلمانيين والله معكم ولن يتركم أعمالكم.