الدكتور : أحمد نصار


بمرور الوقت أصبح أنصار الشرعية أكثر "تأقلما" في مقاومتهم للوضع "المنقلب" في مصر، وأكثر "وعيا" في فهم أن أن النصر ربما لا يكون سريعا..

و بمرور الوقت أيضا، أصبح شركاء الانقلاب أكثر "تشككا" في نجاحه، وأكثر "مَلَلاً" في مواجهة هؤلاء الثائرين الذين لا يكلون ولا يملون.. فلا يجدون أمامهم إلا المزيد من محاولات يائسة للتفاوض (عرض هيكل على الدكتور بشر والدكتور دراج وعرض د. أحمد عبد العاطي) أو إنكار تام للحقائق لأن الواقع "متعب" أو الهروب للأمام حتى لا ينشغلون بالواقع!


وقد فرّق جوستاف لوبون - صاحب واحد من أهم الكتب التي تزدان بها أي مكتبة وهو سيكولوجية الجماهير - بين الحقيقة "الحقيقية" والحقيقة السوسيولوجية = "المجتمعية". فتلك الأخيرة هي التي يؤمن بها قطاع من الجماهير أو بالأحرى يريدون أن يؤمنوا بها حتى لو كانت ضد الواقع. 


فمثلا، هناك حقائق "حقيقية" ليس فيها محاباة أو وجهات نظر أو تحليل وهي أن عبد الناصر تسلم مصر عام 1954 وهي مصر والسودان، وسلم مصر عام 1970 وهي مصر إلا سيناء وحدودها هي القناة بعد أن فقدت مصر السودان وسيناء. هذه حقيقة "حقيقية"، بينما تجد أنصاره يرفعون صوره بكثير من التطرف وكأنه حرر القدس وهزم اليهود شر هزيمة، وهم يفعلون ذلك لإيمانهم بحقائق دأب الإعلام على نشرها والتي أضحت حقائق سوسيولوجية وإن كانت غير حقيقية!


الشاهد أن الثورة مستمرة.. وأن الوضع الاقتصادي متردي للغاية لسبب أساسي وهو أن الانقلاب مُصرّ على الحل الأمني، ويرفض التراجع عن غيه، ويهرب كل مرة إلى الأمام ويغطي على مجزرة بمجزرة ويظن أنه يمكنه قتل آلاف المصريين وأن يمر الأمر مرور الكرام دون حساب!! 


الثورة مستمرة لأن الانقلاب إذا أراد تحسين الوضع الاقتصادي لا بد له من سحب الدبابة من الشارع.. وسحب الدبابة سيفتح الطريق للمظاهرات.. ولمنع المظاهرات لا بد من وجود الدبابة.. ووجود الدبابة يجعل الاقتصاد ينهار.. والبيضة ولا الفرخة...إلخ 


الثورة مستمرة وحال الانقلاب في تراجع مستمر بعد انكسار القبضة الإعلامية له وتبين كل كذبة يشيعها النظام والتي يؤكدها بأعمال مفضوحة كإقالة رئيسة مصلحة الطب الشرعي لرفضها تغيير تقريرمقتل شهيد كرداسة اللواء نبيل فرج وأنه قتل برصاصة 9 مل ميري من مسافة قريبة، الأمر الذي أدى إلى غضب شديد عند أهالي الشهيد وتعديهم على السيسي والببلاوي في الجنازة هاتفين: يا خونة يا ولاد الكلب! ومن قبل إقالة مدير شركة المقاولون العرب لتكذيبه الجيش، واعتقال أحمد أبو دراع مراسل المصري اليوم ةاون تي في والموقع على تمرد لتكذيبه الجيش أيضا! 


الثورة مستمرة وأجنحة الانقلاب بدأت في التصارع بين رجال مبارك ورجال السيسي حتر رأينا عكاشة خلف القضبان وبلاغات ضد مرتضى منصور! 
الثورة مستمرة وأصبحت الآن داخل الجامعة وخارج الجامعة.. وأصبحت صور الضباط وهم يجرون وراء أشبالنا في إعدادي بل وابتدائي مثار سخرية الجميع!


الثورة مستمرة بعد أن فشلت حملات الإرهاب المنظم التي يقوم بها الانقلاب "اضرب المربوط يخاف السايب" في دلجا وكرداسة وخرج الأهالي في مسيرات مناوئة للانقلاب أثناء وجود الحملات الأمنية عليها!


الثورة مستمرة وأصبح على الانقلاب الاستعداد لمواجهات طويلة لا تبدأ ب 6 أكتوبر القادم ولا تنتهي ب 25 يناير المقبل!


الثورة مستمرة، لأن مشكلة السيسي الكبرى أنه اختار مواجهة وتحدي هذا الجيل تحديدا، ولبئس ما فعل! جيل يجمع بين الوعي والإقدام والنفس الطويل وهي صفات قلما توجد في شباب