حلمي داوود :

عندما تسمع هذه الكلمات يتبادر إلى ذهنك آخى القارئ مشاهد متعددة كأن تتصور سيارة وقعت في حفرة أو دابة وقعت في بئر أو سيارة (( كارو )) في مطلع طريق عالي ولا يقوى الحصان الذي يجرها على الصعود
فتجد من ينادى اللي يحب النبي ... (( يزق ))
هذا المشد الرائع لأبناء الشعب المصري الأصيل بدأ يتآكل مع زيادة وسائل الرفاهية والتحضر وزيادة الأعباء اليومية وتباين الاتجاهات السياسية وشدة التنافس وحدته التي وصلت إلى الاستقطاب السياسي بل جاوزت حد القتل والاعتقال والتشريد والمطاردة ومصادرة الأموال واعتقال النساء
بل وصل الاختلاف والمشادات والجدال إلى حد التقاتل والاحتراب بين أبناء الأب والأم ورفقاء الدرب وشركاء العمل
هذا الحال الذي وصلنا إليه يحتاج منا إلى عودة من جديد لكي نقف فى جانب واحد لندفع هذا الشبح المظلم الذي يحيط بمصرنا الغالية  وبأمتنا العربية والإسلامية
نحتاج أن  نعمل جميعا وفق إطار الشرعية والمرجعية إلى الشعب صاحب القرار حسب الديمقراطية وعدم تقسيم الناس إلى شعب وشعب بل وصل الأمر إلى تقسيم الإله إلى  لينا رب  وليكو  رب
والناس أمام هذا الطرح خمسة أصناف
الأول .. المنظرون
وهم الذين يضعون النظريات والفرضيات  أجادوا علم الكلام وأتقنوه وأخفقوا في علم العمل وأهملوه  فنظرياتهم دائما تبكى على اللبن المسكوب وتخون الأخر
أزمتهم أنهم يعيشون في الخيال وغالبا ما يخطئون الأخر ويقفون مع أخطاء الماضي بقصد أو بدون قصد (( لو لم يفعل كذا لكان كذا )) (( لو لم يحدث كذا لكان كذا )) كما كانوا من قبل وتحدث عنهم القران الكريم حين قالوا عن إخوانهم (( لو كانوا عندا ما ماتوا وما قتلوا ....))
وهؤلاء أولى بهم الصمت (( فليقل خيرا أو ليصمت ))
الثاني .. أصحاب الآراء (( الارائيتيون ))
هؤلاء تجدهم فى كل حدث تعلو أصواتهم وتكثر أرائهم ويقل عملهم كثيرو النصح فليلوا العمل .. كما حكي أن رجل كان يتحكم في الناس فلما أحيل إلى المعاش اشترى مجموعة من الآنية (( قلل )) ووضعها أمامه وجلس كلما أتى احد المارة ليروى عطشه أشار عليه اشرب من هذه  لا.. لا.. اشرب من الأخرى وهذا يظل يطرح آراءه على الناس وهؤلاء يضرون أكثر مما ينفعون
 وأولى بهم أن يتجمعوا على الأدنى خير من أن يختلفوا على الأعلى 
الثالث .. الحريصون .. وهم الخائفون على كل شئ ومن كل شئ
يخافون على أنفسهم من الموت وعلى أموالهم يمسكونها خشية الإنفاق وعلى حتى ثيابهم من أن يصيبها أذى من جراء مشاركتهم في الإنقاذ
وهذا الصنف يحتاج إلى ثقة بالله ووصل معه ويقين بآياته (0 قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )) وحديث رسول الله (( واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ))
الرابع .. المتندرون
فئة لا محالة موجودة في كل مجتمع وبين كل تجمع .. يحتلون كل ناصية و يسخرون من كل جهد ويحقرون كل عظيم ويغرون كل كبير كمن قالوا سابقا (( لولا انزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم )) (( والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم .. ))
وهؤلاء باطن الأرض أولى بهم من ظهرها فهم شرار الخلق ومثيري الفتن
الخامس .. العاملون
صنف ندر وجودة وقل فى هذا الزمان .. هم من يسدون الثغور وتتقى بهم المكارة .. يتترسون حول الحق .. ويعينون على نوائب الدهر ويحملون الكل .. يقلون عند الرخاء ويكثرون عند البلاء .. يبذلون جهدهم وينفقون أموالهم واقل عطائهم لإخوانهم الدعاء آناء الليل وأطراف النهار  .
(( يا رسول أمنزل انزلكه الله )) (( يا رسول الله إنا إذا حوربنا خندقنا ))
وحين دخل عمر على النبي المصطفى والصديق وهما يبكيان قال ما يبكيكما أبكى معكما فان لم ابكي أتباكى ... حاله وهمه من هم الأمة ومن هم العاملين لدين الله ودعوته ولرفعة الوطن وسيادته
وهذا هو الصنف الذي نريد .. نحتاجهم في منتديات الدعاة وحركة الشارع ومع كل عمل .. هم المخلصون الذين لا يريدون من الناس جزاءا ولا شكورا .. العاملون الذين لا ينتظرون أجرا لعملهم .. والصابرون احتسابا لوجه ربهم .. وهم المنفقون في السراء والضراء .. هم القدوة والمثل على الحق ثابتون لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم
نعم نحتاج هؤلاء الرجال الذين (( صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))
شعارهم في هذه المرحلة (( اللي يحب النبي ....... يزق ))