عبدالعزيز مجاور :

عنوان اقتبسه من مقال واستفسار كتبه د. معتزبالله عبدالفتاح وأجاب عليه بكل بساطة أنه كان يعلم بأن وزارة الدفاع كانت بالفعل تنصح الرئاسة ولكنها لم تكن تستجب ووصل إلى نتيجة لخصها في جملة (أن الفريق السيسي لم يخن الرئيس مرسى ولكنه يئس منه) ولم ينس أن يكتب لنا بعض الجمل باللغة الإنجليزية لتعطينا الشعور الأكيد أن التقارير الدولية أكدت انهيار الدولة، وخروج سيناء من تحت سيطرة مصر، ثم يصل إلى نتيجة نهائية بأن كمين الجيش خير من كمين البلطجية والارهابيين.

هذا هو ملخص المقالة المنشورة ولكن المقالة لم تخبرنا ما هي الأخطاء التي تبرر الانقلاب العسكري، هل هي ضياع الحريات؟ فهل ارتاح ضمير الكاتب وهو يرى أن كمين الجيش يعتقل النساء والأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم ست سنوات لحملهم شارة صفراء؟، أم لم يخبره أحد عن اعتقال ما يزيد عن عشرة آلاف مصري، ربما لم يعلم أن أغلب الوزراء ورئيس مجلس الشعب المنتخب قد تم القبض عليهم بتهمة التحريض على القتل في حين لم يتم القبض على القاتل لأنه يدير كمين الجيش الذي يسعد بالوقوف أمامه.

أم أن خطأ الرئيس الذي برر خيانة السيسي هي خروج سيناء عن السيطرة كما أدعت المقالة المذكورة وربما كان يقصد خطف الجنود السبعة؟ ربما لم يرى مقتل بضع وعشرين جندياً بعد الانقلاب بطريقة مخابراتية، ولعل كاتب المقالة لم يسمع بأن أول من أدخل قوات وأسلحة ومعدات إلى سيناء بالمخالفة لاتفاقيات كامب ديفيد كان هو الرئيس محمد مرسي، وربما لم يتطرق إلى ذهنة بأن مسئولية أمن حدود مصر تقع على عاتق القوات المسلحة وعلى رأسها السيسي الذي يبرر فعلته.

أم أن خطأ الرئيس هي دماء عشرة مواطنين من الإخوان والتي وقعت في الاتحادية وحمادة المسحول؟ لعل الدكتور لم يصل إلى علمه قتل أكثر من ألف مواطن مصرياً خلال ثلاثة أيام وفقاً لمنظمة العفو الدولية، وارتفاع هذا العدد إلى خمسة آلاف منذ وقوع الانقلاب وحتى كتابة المقالة.

لعل خطأ الرئيس الذي يبرر خيانة السيسي هو الشعار البراق (أخونة الدولة) لدرجة أنه عين وزير دفاع إخواني كما قال الإعلامي الكبير (عكاشة)، وما يتبع ذلك من إقصاء الآخر، وأنا أعذر د.عبدالفتاح لأنه لم يقرأ في الجرائد ويشاهد في وسائل الإعلام الحكومية بعزل وإقالة واعتقال كل القيادات التي تنتمي إلى التيارات الإسلامية، ووقف 55 ألف إمام مسجد، ولعله لم يقف على تشكيل لجنة الخمسين التي يسيطر على 80% منها تيار سياسي معين، ولا يوجد فيها إسلامي واحد على اعتبار أن ممثل حزب النور الوحيد هو من رجال السيسي ولا يعتبره أحد ممثلاً عن الإسلامي.

اسمح لي سيدي الفاضل أن أجيب عن تساؤلك، هل خان السيسي المصريين؟ والإجابة لا

لم يخن السيسي المصريين فقط بل خان الوطن، وخان دماء شهداء يناير والتي تلوثت أيدي السيسي نفسه بدمائهم؟

خان الوطن عندما تقاعس عن حماية المؤسسات العسكرية وسمح للبلطجية أن يصلوا إلى سور الاتحادية ليكتبوا عليه ويرموه بالمولوتوف، ولم يطلق رصاصة في الهواء في حين أطلق الرصاص الحي على المصلين أمام الحرس الجمهوري.

خان الوطن عندما تحالف مع وزير الداخلية وقرروا إفشال الدولة وعدم تمكين المحافظين من استلام أعمالهم.

خان الوطن عندما ترك البلاك بلوك يحملون السلاح ويقطعون الطرق ورفض النزول وفقاً لشهادة وزير العدل السابق.

خان الوطن عندما أراد أن يتعامل مع رئيس مصر المنتخب وكأنه (طرطور) ينفذ ما تمليه عليه القيادة العسكرية.

خان الوطن عندما مارس الخيانة بالتجسس على مكالمات الرئيس وإرسالها للإمارات كما صرح بذلك الفريق الهارب.

خان الوطن عندما مارس البلطجة بخطف الرئيس ثم البحث له عن تهمة، وعندما ألغى الشعب وتعامل معه تعامل الأعداء.

خان الوطن عندما أضاع الاحترام والتقدير الذي كان يحمله الشعب للمؤسسة العسكرية، وهل يتصور أحد أن يتعاطف مواطن مع جيش صوب إليه الدبابة والبندقية وقتله بدماء باردة؟

نعم خان السيسي الرئيس والمصريين والوطن، والأن يقف المواطن أمام كمين للجيش وآخر للبلطجية الموالين له؟ وزادت مشاكل سيناء؟ وضاعت مكانة مصر الخارجية؟ واقتصادها على وشك الانهيار، فهل يراجع الدكتور معتز بالله عبدالفتاح نفسه؟