أ.د جمال عبد الستار

 

أرسل إلى بعض الأحباب أحدث إصدارات الشئون المعنوية  ، أغنية يشدوا بها الحجار معلنا عن تقسيم الشعب المصري ، بقرار رسمي من السلطة الانقلابية الحاكمة .

قرار بتقسيم الشعب فكريا ، وأخلاقياً ،وتاريخياً ، و حضارياً ، ثم كانت المأساة بقرار التقسيم العقدي !! و هو تقسيم عقدي جديد لم يُدرس إلا في أروقة الشئون المعنوية !! فقد أعلنت سلطة الانقلاب عن تكفير من يعارض الانقلاب ، ليس بالفتوى من كهنه المعبد فقط ، و لكن بالأغاني التي تبشر الأمة بالفجر الجديد  ،أو إن شئت فاقرأ بضم الفاء .

 ومن الواضح أن الشئون المعنوية استغنت عن الكهنه بعد أن قاموا بدورهم ،وألقت بهم في سلة المهملات !! ليقوم بعدهم الراقصون و الراقصات ، والساقطون والساقطات بمهمة تثقيف الأمة و تفقيهها ، على وزن القبلة حلال و لا حرام لام كلثوم !! فقد أصبح لهؤلاء السفلة في المجتمع الأثر الأكبر من الإمام الأكبر!! والتأثير الرائق من المفتي السابق !!

نعم (لينا ) رب (و ليكم ) رب  كما زعمتم !!

إن ربكم الذي تتعبدون له بهذه الجرائم يقينا ليس الله العظيم الذي حرم البغي و الظلم ، يقينا ليس ربنا العظيم  الذي حرم الدماء و الأعراض ،  يقينا ليس ربنا العظيم الذي خلق الإنسان و كرمة ، و حفظ دمه وحرمه ، بل حرم الاعتداء عليه  و لو بشطر كلمة !!

 يقينا ربكم الذي تزعمون  ليس ربنا العظيم الذي جعل حرمة الإنسان أعظم من الكعبة .

يقينا ليس ربنا العظيم  الذي لا يحل حرق المصابين  !! ويحرم الاعتداء على المساجد والساجدين ،ناهيك عن إحراقها!!  و تخريبها ! وضربها بالأسلحة و الرشاشات !! و تدنيسها بالأحذية و الإهانات !! ثم إغلاقها ومنع الصلاة فيها!! و حرق المصحف الشريف .

يقينا الذي تتعبدون له بالطغبان  ليس ربنا العظيم الذي جعل تكريم الإنسان بعد موتة واجبا شرعيا ، فأوجب على المسلميين تنظيفة و تغسيلة،  و تطيبية و تكفينة ، و تكريمة و دفنة،  و حرم نبينا الكريم النيل منة أو الإساءة إلية بذكر مساوئة أو بالوقوف فوق قبرة ، أو الجلوس علية ،أو كسر عظمة ، ناهيك عن إلقاء الجثث في الشوارع و تجريفها بالبلدوزر!! و إضرام النار فيها عن قصد و تعمد ،بل و تخطيط مسبق !!!

يقينا الذي تتعبدون له بهذة الأفعال ليس ربنا العظيم الذي أدبنا بكتابه فعلمنا ( و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) و أرشدنا إلى الإحسان و كتبة علينا في كل شئ ، وكما في الحديث " (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ. فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ ( ،  وأعطانا النموذج في التعامل ( لئن بسطت  إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )

يقينا الذي تتعبدون إلية بهذه الجرائم ليس ربنا اللطيف الخبير ، ليس ربنا الرحمن الرحيم ، الذي جعل للمرأه مكانا و مقاما ، و حصن مكانتها و رفع مقامها ، فربنا الذي نعبده حرم الاعتداء على النساء و إهانتهم  ، ناهيك عن التحرش بهن !! و تعذيبهن ، و خطفهن من المساجد او الطرقات أو البيوت !!!!

يقينا ليس ربنا العظيم الذي تتعبدون له بقتل الساجدين !! و تعذيب الصائمين ! و إحراق المصابين، و تفزيع الآمنين !! و حبس العلماء ، وأولي الألباب العاملين  ، ورجال الدعوة المجاهدين الصامدين !!  أنتم تعبدون أهوائكم  و شياطينكم .

يقينا ليس ربنا العظيم الذي تتعبدون لة بموالاة غير المسلمين، و محاربة الصالحين !! يقينا ليس ربنا العظيم  الذي تتعبدون له بمعاداة إخواننا المجاهدين في فلسطين بحصارهم ، و تجويعهم  ،و إرهابهم  ،و تشويه صورتهم ، و تهديدهم  و مقاطعتهم ، في الوقت الذي تتواصلون فيه مع الصهاينة المحتلين!! و تتزاورون فيه مع اليهود الملاعين !! و تنسقون فيه مع الأمريكان الحاقدين !!

نعم آلهتكم  أهواءكم  التي لا تعرف الصدق ، و لا تأمر بالعدل ، و لا تحب الخير، و تدعو للفرقة و التناحر ، وتبغض الأخوة و التواصل !!.

أهواءكم التي تعبدون تدعو للرذيلة ،و تكرة الفضيلة ،و تمجد الساقطين التافهين ،والسكارى و المخمورين .. في الوقت الذي تعادي أهل العلم والإيمان ، و تبغض أهل الفضيلة و الإحسان !!!

أنا أدلكم على ربكم الذي تعبدون ، و إلاهكم الذي له تخضعون ، وسيدكم الذي له تسمعون ، أنتم تعبدون أهوائكم  ،و للأسف فإنكم تعبدون الهوى عن علم و ليس جهلا ، فالكهنه الذي أحلوا لكم القتل ليسوا جهلاء ، و لكنهم ضلوا و أضلوا عن علم ، واسمع إلى ربنا العظيم يصف تلك الحالة بقوله سبحانه :

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ .