د. جمال عبد الستار :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
وبعد
فمنذ أن قام الصهاينة المصريون بمجازرهم المتتالية التى لم يشهد التاريخ الحديث مثلها ـ حيث لم نجد فى التاريخ الحديث جيشا يقتل شعبه بهذه الوحشيه ـ من وقتها وكلما التقيت جمعا من الشباب أراهم يسارعون بالالتفاف حولى سائلين بكل حزم ومرارة :
- لماذا لانقاتل هؤلاء المجرمين السفاحين كما يقاتلوننا؟
- أين نحن من قول الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) ؟
- ما قيمة السلمية مع قوم لايرقبون فينا إلا ولا ذمة ، ويقومون بحرب إبادة متكاملة لنا جميعا ؟
- أين نحن من قولة تعالى : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ؟
- لماذا لا نكون جبهة ندافع بها عن أنفسنا ، ونحررالبلاد والعباد من شرورالانقلابيين المجرمين ؟
- ألاتعتبر السلمية مع هذا الإجرام والطغيان ضعفا وتخاذلا ؟!
وأسئلة ملغومة كثيرة من هذا القبيل ُتطرح علينا ليلا ونهارا .
وبداية : لابد من تحية هؤلاء الشباب على غيرتهم ،وحميتهم واستعدادهم للتضحية فى سبيل دينهم ووطنهم وأمتهم.
ثم نؤكد على ما يلى :
1-لابد أن ندرك أن هؤلاء المجرمين ليسو رأس الأفعى، وإنما هم أدوات يستخدمها الصهاينة والأمريكان ، فهم المسمار الذي تدقه يد الصهاينة فى الجدار .
وقديما قالوا :
سأل الجدار المسمار لما تشقنى؟ قال سل من يدقنى !
ومن العبث أن تكون معركتنا وجهادنا وقوتنا مبذولة لحرب المسمار !! انما لابد أن نخلع المسمار مع تحمل الأذى الناتج عن خلعه ، ثم نحارب من يدقه بكل ما أوتينا من قوة .
2- أن دخولنا فى حرب مسلحة مع المجرمين المنقلبين
ليس فى مصلحتنا ،بل هى فرصتهم التى يبحثون عنها ويحاولون ليل نهار استدراجنا اليها، ليجدوا ذريعة للقضاءعلينا ،وإبادتنا بالكامل ، مع مساندة قوية من الغرب لهم في مثل هذه الحالة ليكتسبوا بذلك شرعية لانقلابهم اللقيط الذى لم يعترف به أحد.
3- هب أننا دخلنا معهم فى مواحهات عسكرية أوحرب أهلية كما يريدون ،أو طائفية كما يتمنون، فمن تراه الفائز فى النهاية؟!!
يقينا ليس أحدا من الطرفين !! هكذا قالت كل النزاعات الأهلية
والطائفية فى التاريخ القديم والحديث، فالفائز بالتأكيد بعد تدمير البلاد وقتل الملايين من العباد سيكون العدو الصهيونى والأمريكى!! ساعتها سيقسمون البلاد وفق مخططاتهم المعلنة ويهيمنون على كل صغيرة وكبيرة لتضيع الأمة, وربما هرب خلال ذلك أكابر المجرمين الى واشنطن أوتل أبيب ليكملو هناك ما تبقى لهم من حياة, ولتذهب مصر الى الجحيم فهل نرضى ذلك؟
إن الآيات التي ترسم علاقة الفرد بأفراد يعتدون عليه أو علاقة الدول بالدول المعتدية عليها لاتصلح أن تكون منطقا للاستدلال فى حالة كحالتنا فلسنا نقاتل كفار فى مجملهم ظاهرا, ولسنا كذلك دولة تحارب أخرى.
فمن كانت بلده مخطوفة فهل يقوم بإحراقها لإعادتها؟ أم يتحين الفرصة بكل ما أوتى من قوة لاستعادتها بأقل نسبة من الخسائر؟ وبخاصة وأن الخاطفين لامانع عندهم من إحراقها بل ربما يسعى بعضهم لذلك يقينا.
- ثم أقول للقائلين إن السلمية ضعف .
لو أنها ضعف لما قام الانقلابيون الصهاينة بفض الاعتصام بهذا الأسلوب الوحشي الإجرامي.
- لو أنها ضعف ما أرتعدت فرائصهم وما هُربت من البلاد أموالهم
- لو أنها ضعف ماقاموا بمحاولة اغلاق كل وسائل الاعلام حتى لايرى العالم فعاليات كفاحكم السلمى.
- لو كانت السلمية ضعفا ما خلع بها مبارك اللعين من الحكم بعد أسبوعين.
فالسلمية إقناع للمخدوعين من المصريين وللمتابعين من دول العالم
الحر ومنظماته, ودحض لأكاذيب الإعلام المصري الذي يحاول استخدام فزاعة الارهاب ليستجدى اعترافا به من أي دولة محترمة.
-لو كانت السلمية ضعفا ماطاردوا الناشطين على الصفحات والسلميين فى المسيرات والحرائر من الناشطات.
– أخيرا : إن سلاحنا لن يمتد ولن يشرع إلا في وجوه أعداء البلاد من الصهاينة المجرمين والمعتدين المحتلين, لن تكون هناك أي مواجهة بين ابناء الوطن الواحد لاننا نؤمن بحرية الرأي والتعبير والاختلاف فى الرأي لا يفسد للود قضية لأننا جميعا أبناء وطن واحد
- ولكن فى نفس الوقت أقول لن نهدأ يوما حتى ننتزع مصر من أنياب الانقلابيين.
- لن نخلد الى راحة حتى نقدم القتله الى محكمة الشعب ليقول فيهم كلمته.
- لن نترك الانقلابيين يهنأوا بساعة راحة أبدا, ولن يسعدوا بيوم استقرار أبدا , سنطاردهم بالليل والنهار فى يقظتهم ومنامهم حتى نهزمهم ونستعيد بلادنا وأمننا ووحدة وطننا وجيشا, ونتخلص من المفسدين والسفاحين فى ساحة العدالة الناجزة وإنه ليوم قريب جدا باذن الله -