الشيخ/ خالد رزق
يبلغ عدد الجالية العربية والإسلامية المنحدرة من أصول عربية 12 مليون نسمة منهم مليون ونصف مسلم والباقي من المسيحيين الذين بدأوا هجرتهم إلى البرازيل عام 1880م بعد زيارة إمبراطور البرازيل دون بيدرو الثاني لدول المشرق وشغفه باللغة العربية.
ولقد ساهمت الجالية العربية بشقيها المسيحي والمسلم في نهضة البرازيل الحديثة، ففي المجال الثقافي كانت تصدر 394 صحيفة ومجلة باللغة العربية في البرازيل خلال عام 1896 إلى عام 1940، وتعد عصبة الأندلس أكبر جماعة أدبية في أمريكا الجنوبية والتي تأسست في البرازيل، وقد تأثرت اللغة البرتغالية باللغة العربية حيث يحتوي قاموس اللغة البرتغالية على 3000 آلاف كلمة من أصول عربية معظمها يرجع لمشتقات خاصة بالزراعة والتجارة والصناعة.
وفي المجال السياسي قدم العرب والمنحدرون من أصول عربية ومازالوا يقدمون النماذج المشرفة كحكام للولايات ورؤساء للبلديات ونواب في البرلمان وأعضاء للمجالس البلدية، مثال السيد ميشيل تامر نائب رئيسة الجمهورية البرازيلية، والسيد فرناندو حداد رئيس بلدية ساو بالو "، والسيد نائب حاكم ساو باولو وغيرهم الكثير.
أما المجال التجاري والصناعي فقد بدأ المهاجر العربي حياته في البرازيل كتاجر متجول " مسكاتي " ومع الوقت تحول ليمتلك أكبر المتاجر والمصانع كالنسيج والموبيليا، وخير مثال على ذلك شارع 25 مارس والذي له تاريخ مشرف للتجار العرب ومساهماتهم في نهضة البرازيل الاقتصادية.
أما الأثر العلمي فقد ساهم الكثير من العلماء من أصول عربية في تقدم أرقى الجامعات البرازيلية، وأسسوا المستشفيات كالمستشفى السوري اللبناني ومستشفى ابن سينا.
رغم قصر مدة زيارة رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي إلا أنه كان حريصا على لقاء رموز الجالية العربية والإسلامية بمدينة " ساو باولو "، اللقاء الذي ضم رئيس بلدية ساو بالو " فرناندو حداد " وهو من أصل عربي إضافة لرؤساء المؤسسات العربية والإسلامية وعلماء الدين وكبار التجار والأطباء والقضاة الفيدراليين من أبناء الجالية.
وقد أبدى الرئيس محمد مرسي سعادته بهذا اللقاء ووجه شكره إلى من قام بترتيبه لأنه يمثل معنى كبيرا له، ووجه الرئيس حديثه إلى أبناء الجالية العربية قائلا "أنتم تمثلون جسرا حضاريا بين بلدكم الذين تعيشون فيه البرازيل وبلادكم العربية والإسلامية مضيفا أن وجود الجالية العربية فى البرازيل يمثل معنى وقيمة للبلاد العربية والاسلامية لأنكم خير سفراء للتعبير عن الثقافة العربية والمعانى الإسلامية والمسيحية أيضا فى عالمنا العربى والإسلامى.
وأعتبر الرئيس مرسي هذا المعنى نقطة محورية لكل من يعيش ويتواصل مع أقطار غربية ويعبر عن الثقافة والانتماء والجسور والتاريخ الممتد فى المنطقة، وتابع حديثه لأعضاء الجالية العربية " أنتم تمثلون هذه الوصلة الحضارية بين وطنكم الحالى ووطنكم الأم".
وأشار مرسي الى أن المسافات لم تعد تحول دون تحقيق شراكة حقيقية مع بلاد قد تبدو بعيدة فالعالم أصبح قرية صغيرة وان هناك مشتركات بين البرازيل ومصر منها القارة الأفريقية بإعتبار أن مصر تنتمى اليها بجانب كونها دولة عربية وإسلامية ، مؤكدا أن مصر تسعى أن تكون علاقتها بكل الدول الإفريقية على أعلى مستوى وفى أحسن درجاتها من التكامل وتحقيق المصلحة المشتركة.
وأكد الدكتور محمد الزغبى رئيس إتحاد المؤسسات الاسلامية فى البرازيل في كلمة له خلال اللقاء أن المجتمع البرازيلى يتميز بالتعايش السلمى والاحترام المتبادل بين جميع مكوناته بإعتباره مجتمعا يضم مختلف الشعوب، وعدم وجود أى تميز طائفى أو دينى أو أى نوع أخر من التميز بين جميع أبنائه.
وأشار الى وجود علاقة أخوية ومتينة بين مصر والبرازيل وهذه العلاقة ترعى مصالح الطرفين ولابد من العمل على تقوية هذه العلاقات بما يحقق المصلحة العامة بين كل الشعبين.
وأوضح أن هناك شركات برازيلية كثيرة يعمل بها العديد من الموظفين المصريين، وتقدم الدكتور محمد الزغبى بالشكر لوزارة الاوقاف المصرية على إرسال الشيوخ والائمة لمختلف دول العالم والذين يقومون بدور مهم فى نشر الدعوة الاسلامية فى البرازيل وباقى دول أمريكا اللاتينية.
وأعرب عن تمنياته أن تستفيد مصر من تجربة التنمية الاجتماعية البرازيلية وتطبيقها للقضاء على الفقر، وأكد أن مصر بإستمرار كان لها دور مهم فى إحلال السلام والتعايش والتفاهم السلمى بين شعوب العالم خاصة بالنسبة للشعب الفلسطيني موضحا أن البرازيل لها دور أساسي ونقطة توازن ونموذج للتعايش، وفى ختام كلمته أكد محمد الزغبى أن مصر والبرازيل يسيران فى طريق واحد ومستقبل واعد.
اللقاء بين رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي وقيادات الجالية العربية والإسلامية يعد لقاء تاريخيا، يحمل الكثير من المعاني الهامة والدلالات القوية وأدخل السعادة والسرور على جميع من حضر وشعروا بالفخر لحضورهم هذا اللقاء الهام مع أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي ونزيه، وسيفح الباب واسعا للتبادل التجاري بين كبار تجار الجالية العربية والإسلامية وجمهورية مصر العربية.
_______________
رئيس مجلس مشايخ البرازيل
طالع ايضا:
مرسي في البرازيل (1): خطاب رئيسة البرازيل أمام الدكتور محمد مرسي وما يحمله من دلالات

