وائل الحديني
على غير العادة ، استبعدنا شعورياً حدوث هجمة أمنية ونحن نخرج من منزل أحد كبار قيادات الإخوان قبل ساعات قليلة من فجر الجمعة 28 يناير ، لكن بشكل لا إرادي قمت بالطواف حول المكان فازددنا طمآنية وغادرنا .
بعد دقائق معدودة وقبل وصولي إلى منزلي علمت أن من كنا عنده والعشرات غيره أصبحوا رهن الاعتقال .. بعد ساعات كانت الثورة تشتعل ، وانشغلنا فى التغطية والنقل ونسينا أمر المعتقلين .
حينما كنت آهم بالخروج صباح السبت 29 يناير جائني اتصال هاتفي من مصدر لي داخل سجن ابو زعبل شديد الحراسة وسط أجواء صراخ وفزع .
قال محدثي أن هرج ومرج يحدث وأن قوة السجن على وشك أن تقتلهم جميعاً، نقلت الخبر لمدير مكتب الجزيرة عبد الفتاح فايد فرفض إذاعته وقال لابد من تاكيدات ففى الثورات يخاول البعض نقل الاكاذيب بما يخدم مصلحته ، اتصلت بمعوض جاد فى (بي بي سي) قبل أن ينتقل للجزيرة مباشر فاذاعوا الخبر وهم يستقبلوه مني ، اتصلت بـ فايد وقلت بي بي سي اذاعت الخبر فاذاعه لتوه ، ثم اعطيت لبعض المساجين رقم هاتف الجزيرة فاستقبلتهم على الهواء ، حتى أنه حدث تلاسن بين المتحدث باسمهم والمحامي منتصر الزيات الذي كان داخل الأستوديو ، بعد أن حمله المسئولية عن سجنه الذي امتد لسنوات طويلة !!
بعد ساعه تداول السجناء رقم هاتفي ، وكنت استقبل عشرات الاتصالات من كل سجون مصر وأيضاً من أهاليهم بالخارج ..
قضيت اياماً استمع لرواياتهم وهمزة وصل بينهم وبين الإعلام . لم تكن الاتصالات مقطوعة يوم السبت 29 يناير وكانت الهواتف الحديثة التي لازلت احتفظ بأرقامها على هاتفي متوفره فى السجون .
كانت تصلني إشارات عن عمليات تصفية ، لم ينتبه لها احد بعد ذلك.
قال شاهدي أن مكالمة الجزيرة انقذت حياتهم وأن أهالى المعتقلين الذين تجمعوا أمام السجون ـ بعدها ـ أحبطوا مخطط الظباط بتصفيتهم داخل الزنازين ، خوفاً من أن يلاحقوهم فيما بعد .
لم يكن لحماس أي تواجد على مشارف السجون كما زعم عمر سليمان الذي ناصبهم العداء لعدم انكسارهم أمام ضغوطه ، فيما اعتبروه صهيوني اكثر من اسرائيل .
كانت الخطة تصفية الجماعات وتهريب الجنائيين لنشر الفوضى وبث الرعب .
هو فيه رئيس هارب ؟!
جملة تداولها أمناء شرطة وقضاة ورسمها يساريون جرافيتي على قصر الإتحادية ، قبل أن ينشرها هاني الوزيري فى حوار هابط على لسان سائق سيارة سكر .
تدور قصة السائق عن هروب الرئيس ليلة الجمعة فى حين أن السجون لم تكن فتحت والمعتقلون لم يكونوا قد وصلوا الى وادي النطرون بعد ، فالقوة التي اقتادتهم لم تعرف إلى أين تذهب بهم بعد أن تهاوت الداخلية ، حتى انهم لم يسجلوا دخولهم فى أي اوراق وأغلقوا عليهم الابواب وفروا وتركوهم.
لقد شاهد بأم عينيه : 4 ميكروباصات ثم 27 ميكروباصاً و 4 أشخاص ملتحين يحملون جرينوف يتحدثون بلهجة حماس!! يقودهم عصام سلطان بتليفون بإريال بينور اخضر!! ومعه صفوت حجازى، و د/ بديع وبجانبه أبو بركة، والخضيرى . ثم حدث ضرب نار. ووجد صبحى صالح يخرج من السجن جارياً وخلفه قيادات الإخوان بينهم الرئيس.
نفهم أن يتعاطي اشخاصاً الترامادول أو أن يصيبهم السكر بغيبوبة ، أو أن يحطم (المارينز)عصام سلطان السجن ليخرج المعتقلين لكن تظل حكاية : الإريال والخضيري ولهجة حماس كاللغز .
يؤكد البعض أن مجدي الجلاد ومحمدالأمين يملكون وحدة بث شائعات تساعدهم فى صناعة الخبر وليس فقط نقله.
مقاطعة الصحف الصفراء ربما هي الوسيلة الأفضل لإعادة جرذان الإعلام إلى قاع المستنقعات فى انتظار أن ينتهي وزير الإعلام من أمور الهيكله وتوفير الدنانير وقتها ربما يلتفت إلى قضايا الرسائل والمضامين ويكشف عن خططه لتطهير السطح.

