محمد السروجي
مازالت جولات الاستنزاف الإعلامي والسياسي الموجهة ضد وزارة التربية والتعليم لم تنتهي بعد، ومازالت أجواء الانتقاء السلبي والتربص هي سمت المشهد وطابع العلاقة بين كثير من وسائل الإعلام وفرقاء السياسة لاعتبارات نفسية وفكرية وسياسية واقتصادية ، نعم الوزارة لم تحقق طموحات المصريين في إصلاح منظومة التعليم بعد ، نعم الوزارة مازال بها العديد من مظاهر الفساد المالي والإداري والتقصير الفني ، ومع ذلك الوزارة أنجزت على مستوى التطوير والتطهير والإتاحة والعدالة والشراكة ، أيضاً من المستحيل إصلاح منظومة مرتبكة منذ عشرات السنين في بضع شهور ! لكن السؤال : لماذا هذا الهجوم والقصف الذي يصل أحياناَ لقسوة القذف ؟ لماذا النظرة إلى نصف الكوب الفارغ دون النصف الآخر ؟ لماذا تضخيم الصغائر الواردة والمتوقعة في وزارة بحجم دولة ؟ ولماذا دائماً النقد والنقد فقط دون طرح أو تقديم بدائل عملية ممكنة ؟ وأخيراً لماذا وزارة التربية والتعليم دون سواها من الوزارات الأخرى ؟ من هنا أجتهد الإجابة أملاً في الخروج من المربعات الضيقة إلى الفضاءات الواسعة ، ومن المواقف الشخصية إلى المساحات الوطنية ، ومن خلافات الفرقاء التي لم ولن تنتهي إلى موافقات الشركاء وهم كثر ، لذا أطرح مجموعة من النقاط والاعتبارات منها :
** الحكومة الحالية محسوبة على تيار سياسي معين وبالتالي فهي تقع في مرمى الخلاف السياسي الذي تحول إلى صراع وربما إلى صدام متكرر
** حجم الوزارة "18 مليون طالباً – 2 مليون عاملاً – 14 مليون أسرة" يترتب عليه كم من الطموحات والمشكلات والإخفاقات يكافئ هذا الكيان الضخم "نحن أمام عشرات الآلاف من المشكلات اليومية على مستوى الأداء الوظيفي والتجاوزات القانونية والإنسانية "
** الخلفيات السياسية والحزبية للعديد من وسائل الإعلام التي لا ترى إلا السلبيات والإخفاقات فضلاً عن التوظيف الحزبي المذموم لكل الأحداث والممارسات
** التربية السياسية جزأ لا يتجزأ من التربية الشاملة وهي معتبرة في المناهج والمناشط التربوية لكن العمل الحزبي أمر آخر ولن نسمح به داخل المجتمع المدرسي حتى لا يتفكك كما تفكك المجتمع المصري لذا لن نمارس العمل الحزبي داخل الوزارة ويكفينا شرفاً العمل في خدمة أثمن وديعة للمصريين "18 مليون طالب وطالبة"
** معارضة البعض لنا على طول الخط بخلفيات سياسية دون تقديم البدائل العلمية والعملية الممكنة بمثابة معارك استنزاف ترهق الوزارة وتهدر إمكاناتها المحدودة "استقبلنا العديد من الرموز السياسية والإعلامية للإفادة بخبراتهم ولن نجد لدى معظمهم جديد ممكن "
** أن يتخذ البعض موقفاً معارضاً أو معادياً للرئاسة أو الحكومة أو بعض الأحزاب أو الجماعات ، وارد ومشروع ، لكن أن تنتقل هذه المواقف ضد مؤسسة بحجم وزارة التربية والتعليم فهذا أمر يحتاج إعادة النظر وتصويب المواقف
** بناء الإنسان المصري مهمة مقدسة شرفنا بتحمل مسئولياتها لكنها أكبر من إمكانات الوزارة لذا نحن بحاجة ملحة للشراكة مع كل وزارات الدولة جنباً إلى جنب مع مؤسسات المجتمع الأهلي والقطاع الخاص
** ما زلنا نؤكد أن الإعلام الرسمي والخاص شريك متضامن في بناء الإنسان المصري ومازلنا نعاني بعض المواقف والممارسات الإعلامية غير المهنية ومع ذلك نراهن وبقوة على وطنية الإعلام في تحمل مسئولياته الوطنية في دعم وإصلاح منظومة التعليم
خلاصة الطرح ... لسنا فرقاء لأحد ولن نكون ، لكننا شركاء لجميع المصريين ولا شأن لنا بخلفياتهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية فهذا حق لهم ولغيرهم .. حفظك الله يا مصر ...
____________
المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم

