شعبان عبدالرحمن (*)
بعد مقال كتبته عن الفساد في وزارة في هذا المكان تحدثت فيه عن الفساد المعشش في قطاع البترول منذ عشرات السنين وطال أركان هذا القطاع ومازال وصلتني رسائل عديدة عبر الإيميل تعتب علي إشادتي بك وتوجه اتهامات صريحة اتمني ان نتلقى اجابة شافية عليها حتي تظل ثقتنا بك وبنزاهتك ولتسمح لي بنشر نص رسالتين بنصهما مع الاعتذار علي ما قد يبدو فيهما من الفاظ ." ... أنا من المتابعين بشغف لمقالاتك الرصينة وآخرها ذلك الذي يتناول الفساد في وزارة البترول وانا مع حضرتك تماما في كل ما ذكرته بل عندي المزيد ...
لكن مقصدي الرئيس من هذه الرسالة هو لفت انتباهكم إلى أن وزير البترول الحالي ليس هو الرجل الذي يستحق مدحك ببساطة لأنه التلميذ النجيب لسامح فهمي خادم إسرائيل المطيع ومتابعة بسيطة من حضرتك لفيديوهات الرجل تبين لك مدى ...، ويكفي أن تعلم أن البترول المصري يصدر كل يوم في حين يعلن الوزير أن البترول لا يصدر بسبب مديونية الهيئة، وهم لا يستطيعون وقف التصدير لأنهم يخدمون أساسا مافيا النقل البحري،وفي الوقت الذي يستمر فيه التصدير يستمر الاستيراد لنوعية أقل جودة بكثير من جودة البترول المصري والمشتقات الناتجة عن التكرير أقل بكثير من المشتقات الناتجة عن نفس الكمية من البترول المصري فلماذا تصدير بترولنا واستيراد آخر أقل جودة؟
الإجابة تتلخص في جانبين:
الأول: تشغيل مافيا النقل
الثاني و الأخطر أن الشركات التي تقوم بالاستيراد تعاقدت مع الهيئة على التكرير في المعامل المصرية وإعادة بيع المشتقات( سولار وبنزين وخلافه) للهيئة بالسعر العالمي لهذه المشتقات
عموما سيدي لدي الكثير مما أستطيع إمدادك به لكن مربط الفرس وكلمة السر تبقى في الوزير والطغمة المتنفذة في الوزارة ..."
أما الرسالة الثانية فنصها :
" نشكرك على مقالتك و نود توضيح هذه المعلومة لعلها تفيدكم . ..من المعروف جليا للهيئة العامة للبترول أن هناك 10 شركات متحكمة في تصدير السولار و البنزين لتركيا و المغرب بكميات لا تقل عن 1000 طن شهريا تحت غطاء أنها شركات مذيبات و عندهم مصانع و رخص و حصص رسمية من المواد البترولية فى شركات البترول و يخلطونه أحيانا بالبودرة لتغير صفته أو بمواد أخري لتضليل الجمارك أو بالتعاون مع الجمارك عن طريق مخلصين محترفين خاصة في موانئ الإسكندرية و يحصلوا علي 10 دولار على للطن و هذا بكامل علم الهيئة العامة للبترول التي تعرف تلك الشركات بالاسم منذ سنوات و لكن !!! "
وبعد
سيادة الوزير : المعلومات الواردة في الرسالتين في منتهي الخطورة وتحتاج إلي توضيح أو تفنيد أو رد منك حتي نطمئن أو قطاع البترول صار بخير فقد قلت قبل ذلك – ومازالت – أن ذلك القطاع عاني من ألوان غريبة ومفزعة من الفساد عبر ثلاثين عاما .. فساد يشيب له الولدان منذ توالي الكيميائي عبد الهادي قنديل الوزارة وتبعه الدكتور حمدي البمبي وانتهاء بالسيد سامح فهمي وهي سلسلة من الوزراء خلفت ما يزكم الأنوف من الفساد . ولا أستطيع أن سيادتك بشيء – حتي الآن – لكن تغافلك عن تلك المعلومات الواردة وغيرها سيجعلك موقفك محل شك علي شك في قدرتك علي مواجهة أخطبوط الفساد. ولا استطيع أن أطمئن إلا إذا أعلنت لنا عما فعلته منذ توليك الوزارة لتحريرها من الفساد . نعم نتابع عمليات القبض بين الحين والآخر علي بعض قيادات البترول الفاسدة ولكن يتم الإفراج عن بعضهم . وصحيح أنك تبذل جهودا في هذا الصدد لكن كل ذلك لا يكفي لطمأنتنا . لذلك أطلب إليك أن تتكلم !
_________________
(*) كاتب مصري- مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية
twitter: @shabanpress

