هيثم سعد
و مع بداية ليلة من خير ليال الله ، ليلة الجمعة ، تتعالى الآم المخاض ، و تشتد ظلمة الليل ، و تبتهل القلوب قبل الألسنة لله ، أن يفرج الله الكرب ،،،
و فى مرحلة فاصلة ، و مفترق طرق ، يأبى القضاء الإ أن يكون لسان حاله " القضاء يريد إعادة النظام "
تشتد ظلمة الليل ، و يقترب وقت السحر و يزداد الألم ، وتعبس الوجوه!
تذهب للمشفى ، يخيم الصمت على المكان ، و لا تسمع الإ همس السكون!
يريح قلبك صوت المنشاوى مبدعا فى قناة المجد ، و يتعبه صوت زوجتك تئن من اﻷلم!
و يأتى الطبيب على عجل و يقول بعد فحص الحالة ، الولادة مش قبل 4 ساعات!
- طيب و اﻷلم ده يا دكتور ؟
- ده طبيعى جدا ، و إنت عاوزه يجيى بالساهل كده ؟ يرد الدكتور فى هدوء!
- طيب إيه ، هو القضاء مش ناوى يجيبها البر ؟ ده الثورة بقالها سنتين!
- معركتنا مع القضاء مش ح تنتهى من يوم و ليلة!
طيب يا دكتور ، مش ممكن يبقى تدخل جراحى ، ولادة قيصرية يعنى!
التدخل الجراحى فى الوقت ده مش فى صالح الحالة
خلينا نمشى طبيعى و الأمور تاخد وقتها ، الزمن جزء من العلاج!
يبدأ قرآن الفجر شق الصمت المطبق على المكان ، تبدأ أنت بصلاة التهجد و الإبتهال فى الدعاء لزوجتك ، و الدعاء على القضاء ، فسهام الليل ﻷ تخطىء
- هات لنا الحقن دى و البرشامة دى
- طيب دول لإيه ؟
الحقن مفيدة لتليين الرحم ، و البرشامة لتسريع " الطلق " ·
- بعض القرارات الإستثنائية مهم و يأتى بفاعلية ، فالأمر أصبح على المحك ، و لا سلطة فوق الإرادة الشعبية!
هكذا تفهم من قرار الطبيب ( الحقن و البرشام ) !
تصلى الفجر ، و ترجع لوردك ، فتلامس قلبك آية " و لو أن أهل القرى آمنوا و
اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض. .. "
ألمك أنت يصبح فوق الإحتمال ، تتصل ببعض الإخوة ليشاركوك ، فمن حقك عليهم و واجبهم تجاهك ذلك
بعضهم هاتفه غير متاح ، بعضهم يرد ح أجيلك بعد الصلاة ، بعضهم مسافة السكة يكون عندك ، مش بس كده ﻷ ، ده جاى و معاه فلوس و يقسموا عليك تاخدها منهم
عادى جدا إن الخليج يحاول يدعم الثورة المضادة و بعض المحسوبين على الثورة اللى مش مضادة يدعمه ضدك
و عادى جدا إن بلد ما تقول إنها ح تدعمك و ماتشوفش وشها :-)
و عادى جدا إن ليبا و قطر يدعموك ﻹنهم شايفين إن نهضة مصر نهضة ليهم! مش علشان حصتهم فى قناة السويس!
دلوقتى ممكن نبدا الولادة ، يقول الدكتور فى بشر!
تتسارع ضربات قلبك أنت! يمر أمامك شريط احداث أكثر من عام و نصف ( فترة الخطوبة و الزواج )
عينك معلقة بباب غرفة العمليات!
والدك يحاول أن يشد من أذرك ، والدتك تتجه نحو القبلة لتصلى لله ركعتين ، والدتك الثانية ( حماتك ) لا ينفك لسانها عن ذكر الله
يقطع حبل تفكيرك صوت صرخات الطفل إيذان منه بميلاد جديد ، من وسط الألم
تسجد لله شكرا ، فظنك بالله أن الله ودود كريم حليم رزاق ، ظنك بالله خيرا ، ظنك بالله أن يريد الخير لهذا البلد! و ستنتصر الثورة
قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
هوامش
1- أسميت إبنى " نضال "
الله أسأل أن يجعل له نصيبا من إسمه.
2- أى متابع يرى إسقاط لحالة المخاض و الولادة على الواقع السياسى فده من خياله هو و ليس لى دخل به.
3- شايف خمسة سبعة تلاتة إتنين بيسألوا على العقيقة ، أقدر أقول لهم إن العقيقة مش قبل القرارت الثورية الخاصة بالقضاء

