محمد السروجي
دون مزايدة سقط النظام وبالتالي سقطت معه كل الأنظمة الداخلية ، بمعنى أخر سقط نظام قام على الاستبداد والفساد والقمع وبالتالي فقدت كل مؤسسات الدولة شرعيتها المستمدة من النظام السابق والساقط ، سقطت السلطة التشريعية بحل مجلس الشعب والتنفيذية بإسقاط الحكومة والرئيس السابق ومحاكمتهم ، فلماذا بقيت السلطة القضائية إذا؟ وهي أهم وأخطر مؤسسة أنتجها النظام السابق بطرق وأساليب في الغالب غير قانونية تفتقد العدالة وتكافؤ الفرص حين كانت موافقات أمن الدولة هي كارت المرور للمؤسسات السيادية في القضاء والشرطة والإعلام وغيرهم كثير ، مؤسسات اتهمت بتغلل التوريث والفساد المالي والإداري وأشياء أخرى ، مؤسسات القضاء والداخلية والإعلام كانت هي أدوات الفرعون والسحرة في قهر الشعب والاستيلاء على حقوقه ومقدراته ، سقطت الداخلية بقيام الثورة والإعلام يترنح رغم استناده على المال السياسي الحرام من بقايا نظام مبارك ، لم يبقى إلا القضاء ، فلماذا لم يسقط هو الآخر أو يطهر ؟ الإجابة بكل سهولة لأنها بوابة العبور لإعادة النظام السابق أو ن يقوم مقامه ، لأنها صمام الآمان لعدم فتح ملفات الفساد الكبرى التي وقع فيها علية القوم في السياسة والإعلام والداخلية والقضاة أنفسهم ، وإلا لماذا تحول بعض القضاة إلى ساسة ومعارضة من الطراز الأول واحتلوا مقاعدهم في بقايا إعلام مبارك بأموال رجال مبارك ؟ لماذا تصدر المشهد بعض القضاة سيئوا السمعة لفرض الوصاية على الشعب إرادة الشعب ومؤسسات الشعب ؟ بل لماذا انحازت المعارضة المرتبكة والمشتبكة لبعض بقايا قضاء مبارك ؟ ولماذا خدعنا البعض بشعار أن القضاء قادر على تطهير نفسه وبنفسه وبالمرة ولنفسهّ! الفاسد لا يطهر نفسه بل بحاجة لمن يطهره بل ويجتث فساده من الجذور ، الشعب أسقط النظام بكل مؤسساته فمن الطبيعي أن يسقط مؤسسة القضاء أو يطهرها أيهما أيسر وأقرب ، بكل صراحة نحن في انتظار ثورة تصحيح وتطهير للقضاء المصري لاستعادة قيمته ومكانته بعيداً عن أوهام القضاء الشامخ ، القضاء لم يعد شامخاً ولا عادلاً بل أصبح في الغالب شريكاً متضامناً مع الثورة المضادة ، وإلا ما هو تفسير إصرار وكلاء النيابة في الإفراج الفوري عن فرق البلطجة بالمخالفة للقانون رغم القبض عليهم متلبسين بالسلاح الأبيض والأسود والأحمر ، القبض عليهم وبأيدهم الخرطوش والملوتوف لدرجة أن ضباط الشرطة أصابهم الإحباط وأعلن بعضهم انه لا فائدة من ضبط المجرمين والبلطجية الذين تبجحوا وتحصنوا بالإفراجات على بياض من النيابة وكأن هناك بروتوكول تعاون مشترك بين النيابة والبلطجية
خلاصة المسألة ... نحن أمام تحد واضح إما أن تكون هناك ثورة على القضاء الفاسد ثورة تطهير من داخلة قبل خارجة وهذه حتمية لا مفر منها لأن الشعب لن يسمح لبعض رموز القضاء الفاسد القضاء على الثورة ... حفظك الله يا مصر ....
_____________
المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم

