محمد السروجي:
بالفعل حولت المعارضة المصرية السجال السياسي في مصر إلى معارك مقدسة بكل ما تحمله الكلمة من معان ، استخدمت فيها كل الأدوات والأسلحة الخفيفة والثقيلة خاصة كتائب الإعدام المنتشرة في ربوع مصر من بقايا النظام البائد وفرق البلطجة مدعومة بالمال السياسي الحرام من الداخل والخارج بهدف إسقاط الدولة وعموم الانفلات والفوضى ومنها :
كتيبة قضاء مبارك ... وهم بعض رجالات القضاء المرابطون على الخطوط الخلفية لمنصة القضاء والحكم ، الجاهزون دائماً لتفصيل كل المقاسات القانونية ، هم أنفسهم مع شخصيات مضافة ، الذين هربوا الأمريكان في ملف التمويل ،وهم الذين اتخذوا من بعض سفهاء الإعلام رموزاً وقدوة ، الذين يفرجون عن حاملي الملتوف والخرطوش والسلاح الأبيض من سرايا النيابة دون كفالات تذكر وكأن هناك بروتوكول تعاون مشترك بينهم وبين قادة الانفلات والخراب والفوضى ، نعم الأصل في القضاة والقضاء هو النظافة والنقاء والعدالة لكن ولاعتبارات معلومة تم اختراق هذه المؤسسة العريقة بفعل عهود الاستبداد والفساد والقمع فكانت النماذج المشوة والمشبوهة التي نراها الآن التي تركت العدالة واشتغلت بالسياسة بل أسوء سياسة تحت شعارات الغاية تبرر الوسيلة ودعه يعمل دعه يمر!
كتيبة الإعلام ... بعض الإعلام الرسمي وغالبية الخاص الذين يقومون بالواجب الوطني المقدس في تصفية الحسابات بالوكالة وحماية شبكات المصالح غير النظيفة التي التهمت ثروات الوطن ومقدراته بيد عشرات أو مئات الأشخاص أصحاب المليارات المشبوهة ، هؤلاء المتحولون دون أدني حرج أو حياء ، حكوميون حتى النخاع ومعارضون حتى النخاع وثوريون بل وشهداء حتى النخاع ، رأينهم يستدعون كتيبة الإعدام التابعة لجهاز الإثم والعدوان أمن الدولة المنحل وفي مقدمتهم "فؤاد علام – عبد الله كمال – عبد الرحيم على – وغيرهم في الطريق خارجاً من الجحور والكهوف " دورهم المقدس هو التشويه والتشكيك أملاً في تفتيت الصف الوطني وزيادة الفراغات ، ولما لا وهم يحصلون على الملايين مجهولة المصدر "راجع أجور العاملين في إحدى القنوات الفضائية 50 مليون جنيهاً سنوياً لثمانية مذيعين"
كتيبة الشائعات ... التي فرضت على المصريين كم هائل بل شلالات من الشائعات القاتلة لدرجة حولت الجو العام لمعارك استنزاف نفسي ومعنوي ، معارك استنزاف كالتي عشناها في نهاية ستينيات القرن الماضي مع الفارق بين استنزاف العدو الغاصب واستنزاف الشعب الصابر الصامد ، شائعات ازدات بسرعة هائلة مع الأيام الأخيرة للتشكيك في كل شئ في الثورة والثوار والدولة والمؤسسات لدرجة جعلت الناس تكفر بكل شئ حتى أنفسهم
كتيبة التمويل ... من رجال المال الفاسد بقايا النظام البائد ، رجال أعمال ونواب الوطني المنحل ، شبكات المصالح من تجار السلاح والتهريب والمخدرات والآثار " مليارات رصدت لإعادة إنتاج النظام وبأي ثمن أملاً في التعويض والاسترداد لاحقاً ، وللأسف الشديد تورط في هذا المستنقع الآسن بعض شخصيات فنية ورياضية وتجارية بضغوط كان يجب أن يقاومها لكنهم فشلوا ، مليارات من هنا وهناك جعلت لكل شئ تسعيرة وثمن
كتيبة الأقلام المضادة ... الجاهزة دوماً للانقضاض على أي شخص أو هيئة أو حتى دولة إعمالاً لقاعدة "أطبخي يا جارية كلف يا سيدي" أقلام مدادها مسموم لا ما نع عندها من الكذب بل وتحري الكذب في اختلاق أوهام وأكاذيب وادعاءات وتحريض ، كتاباتهم أشبه ما تكون بمذكرات تحريات جهاز الإثم والعدوان – أمن الدولة المنحل – مذكرات كانت ومازالت مفبركة ومكذوبة تؤشر لمدى عدم الاستواء النفسي والعقلي لهؤلاء جميعاً ، بل كان يستخدمهم الأمن كطليعة تمهيدية لكل هجمة أمنية شرسة ضد المعارضة الوطنية ، أكاذيب العهد البائد
كتيبة المشاة الميكانيكي ... قواعد الحزب الوطني المنحل المنتشرة في قرى وكفور ونجوع مصر الممتدة مع الآلاف من الذين خرجوا من الجحور أملاً في إحياء الوضع السابق حيث النفوذ والإتاوات والرشاوى ، والمئات التي يتم حشدهم ميكانيكياً من فرق البلطجة طمعاً لما ينفق من ملايين ليس لها أصحاب وبتسعيرة تختلف باختلاف المهمة ونوع السلاح المستخدم في التخريب والنهب والسلب والحرق" نقل لي عن أحدهم أنه أخذ 40 ألف جنيهاً لتوزيعها في إحدى مراكز محافظة الغربية ، فاستبدلها بنفس المبلغ من النقود المزورة التي طبعت خصيصاً لهذه الموسم قائلاً بسخرية طالما مفيش تزوير أصوات يبقى تزوير فلوس"
خلاصة الطرح ... نعم كتائب الشر والإعدام كثيرة ، لكننا نستطيع بحول الله وقوته إجهاض كل محاولات شق الصف وتمزيق نسيج المجتمع بقليل من الحوار والثقة والتفاهم مع إخلاص النوايا وصدق الإرادات والكثير من التواجد والميدانية والخدمات .. حفظك الله يا مصر ...
__________
المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم

