د. وائل عبده
كتب الدكتور محمد حبيب مقالا بعنوان (الخسارة الفادحة) في المصري اليوم بتاريخ 16 فبراير 2013 يتحدث فيه عن مصداقية الاخوان والمقال حلقة من الحلقات التي تكيل للإخوان الاتهامات متفادية ردودهم المنطقية والعقلية علي ما يقال فتعيد إنتاج نفس المقولات دون تمحيص ودون رد وسأفند بعضها بما قاله إخواننا الكرام سابقا قال الدكتور:
(فقد أعلنوا أنهم لن يرشحوا واحداً منهم على منصب الرئيس، على اعتبار أنهم لا يريدون تصدر المشهد السياسي، وكان لذلك أثره المطمئن للرأي العام.. لكنهم عدلوا عن ذلك في وقت لاحق إلى مرشح يحمل الفكرة الإسلامية، لكنه ليس محسوباً على التنظيم.. غير أنهم - فيما يبدو - فشلوا في ذلك، فاضطروا لترشيح واحد من داخل التنظيم، مناقضين بذلك قرارهم الأول)
والمقولة تهدم نفسها بنفسها لأن سبب أنهم رشحوا واحدا أنهم لم يوفقوا في الاتفاق مع من يقدر علي تحمل التبعة بل إن الواقع الآن يقول لو كان من غير الإخوان لأنقض النظام السابق علي الثورة و لأنتهت وقالها المهندس أبو العلا ماضي لهذا فهي مقولة مهدومة مهزومة.
يقول الدكتور حبيب (وفى الانتخابات البرلمانية أعلن الإخوان في البداية أنهم لن ينافسوا إلا على 30٪ من المقاعد، ثم ارتفعت النسبة في مرحلة تالية إلى 49٪، ثم إلى نسبة أخرى أكبر في مرحلة ثالثة.. وقد حصلوا على حوالى 46٪ من المقاعد) وكما يعلم الجميع أن الإخوان قرروا أنهم يناسبهم ويناسب نمو تحركهم السياسي للمشاركة مع الجميع في البناء أن يكون لهم قرابة ثلث البرلمان ولمن يريد الثلث عليه منطقيا أن ينافس علي الاكثر لأنه لا يضمن نتيجة فحملت مقالة أننا نريد الثلث كأنما نضمن أن ننافس علي الثلث ثم تغير المشهد وشكل تحالفا انتخابيا من عدة أحزاب فأصبحت المقولة في غير محلها لأن من ينافس ليس الاخوان فقط ومازالت رغم هذا تلوكها ألسنة وتطحنها أقلام وتروجها منابر إعلامية رغم أن تغير الرأي السياسي لا غبار عليه ولا مشكلة فيه.
يقول الدكتور(كان واضحاً أن الإخوان - بمن فيهم الرئيس - يقولون شيئاً، ولا يلتزمون به.. وقد تكرر هذا مراراً.. للأسف، نسى الإخوان أن رأس مالهم الحقيقي لدى الشعب هو مصداقيتهم التي بناها الآباء والأجداد عبر عقود طويلة)
ورغم أنا نحرص الا نقول الا الحق والحقيقة لأن الناس لها ما يعلن ولكن فقدان المصداقية كمقوله هي ترويج إعلامي يراد به هز صورة الإخوان لدي رجل الشارع وعلينا أن نعود لأصول المصداقية حتي نستذكرها كما علمنا إياها كبارنا وقادتنا وكان منهم د حبيب.
إن المصداقية نفقدها ساعة أن نغير غايتنا وأن ننحرف عن أهدافنا لأننا قلنا الله غايتنا ففي الوقت الذي ننحرف فيه عن الغاية فتكون لغير الله نكون قد فقدنا مصداقيتنا.
ونبل الغاية كما علمنا الإخوان المسلمون في الإسلام يستلزم نبل الوسيلة وشرفها فإذا استعملنا وسيلة غير نبيلة وغير شريفة ففقد فقدنا مصداقيتنا.
ونبل الوسيلة وشرفها يستلزم بعضا من التضحيات وهذه التضحيات قد تصبح أشد الإيلام وكلنا يعلم ويوقن أن احتمالنا المهانة كانت برهانا علي صدقنا مع انفسنا في هتافنا الله غايتنا فمن كان الله غايته وهي أشرف غاية احتمل أشد الألم ومن كانت الجنة هدفه وهي أشرف هدف استعذب التضحية ومن رحمة الله تعالي بنا أن أذن لنا أن نتألم ونتأوه بل إن الأنين من رحمة الله.
إن المصداقية ليست في اختيارات سياسية تتعدد وتختلف فيها الاجتهادات ولكن المصداقية في ثوابت لو حدنا عنها لأصبحنا وهم سواء.
أما عامة الناس شعبنا الطيب الصابر المحتسب فعلينا أن نوضح له موقفنا ونبين له حجتنا وأسباب اختياراتنا التي لا تتعارض مع حقوقنا السياسية و شعب مصر والحمد لله شعب واسع الافق يستوعب ما لا تستوعبه النخبة الفضائية القابعة في مدينة الإنتاج الفضائي.

