حازم سعيد :

 

هكذا يريد بلطجية تحالف جبهة خراب مصر التي يطلقون عليها بهتاناً وزوراً ( جبهة إنقاذ مصر ) مع الفلول مع جهات أجنبية خارجية ، يريدون أن يرسموا صورة ذهنية للرئيس مرسي بالشارع المصري ، من خلال ما يطلقون عليه مليونيات يقودها بلطجية الجبهة وعلى رأسهم حمضين والبرادعي وأبو حامض وحمزة وحمزاوي وموسى والبرعي وعبد الغني وغيرهم من المفسدين .
هم يريدون لرجل الشارع أن يتناول الرئيس مرسي على أنه رجل ضعيف ، لا يقدر أن يتخذ قراراً إزاء مناوئيه ولا يستطيع حيالهم شئ ، ويريدون أن يخيلوا للداخل والخارج أن بالشارع المصري معارضة وأن لهذه المعارضة قاعدة شعبية ترتكن إليها يمكن أن تغير الرئيس بثورة .
عدتهم فى ذلك البلطجية والمسجلين خطر ، ومجموعة من الشباب الغر الذين لم تتفتح أعينهم بعد على الحياة من عينة تلاميذ المدارس الثانوية الذين تصطادهم التيارات الاشتراكية والبلاك بلوك في فوضي تجنيدية رهيبة ، وفي ظل ضحالة معلومات الأمن الوطني وريث جهاز أمن الدولة الفاشل الذي يثبت أنه " اتشطر " على الإسلاميين فقط ، ولا يمتلك آليات ولا نظم معلومات ولا قواعد بيانات عن أي شئ سوى الإسلاميين .
هؤلاء المجندين من الصبية بمجموعات البلاك بلوك مع جيش البلطجية وبما يثيرونه من اعتداءات على أقسام الشرطة والبوليس ومديريات الأمن والمحافظات ومقرات الإخوان واقتحام الاتحادية برمزيته ، ليس لمستدرجيهم ومهيجيهم غرض من وراء ذلك إلا كسر هيبة الرئيس وإظهاره بالضعيف .
أضف إلى ذلك الإعلام الفضائي المتدني وكذلك صحف رجال الأعمال ، وسخرية كثير من فشلة المذيعين من الرئيس وشتيمته ، من عمرو أديب ولميس إلى الحسيني وعكاشة إلى عيسي وبلال فضل إلى الإبراشي ومحمود سعد إلى خيري رمضان وجيهان منصور ، وغيرهم ، أسماء كثيرة بين مستأجر وفلولي وراغب في الشهرة ومتورط يقع تحت التهديد والابتزاز فيشتم اتقاء الفضيحة وخشية إظهار الصناديق السوداء ، كل هذا يراد له نفس النتيجة ، كسر هيبة الرئيس .

 

أثر هذه الأفعال على الأرض :
حين أريد أن أسجل قراءة الشارع لهذه الأحداث ، وهل استجاب المصريون لدلالة هذه المخططات والفوضى ، وبالتالي معرفة شعبية الرئيس ، وهل أصبح في عرف الناس رئيساً ضعيفاً ، وكذلك قياس شعبية جبهة " خراب مصر " ، هنا ينبغي أن نصل إلى ما نريد بدراسات بحثية دقيقة أو استطلاعات رأي - أحسب أنها قليلة – وينبغى أن تكون قد ارتكزت على أسس مهنية وعلمية وموضوعية .
ولا مانع من الاستئناس بعدها ببعض الدلالات والتي ترفع من كثير من القواعد الإخوانية المحتكة بالشارع على أقصى درجات الاحتكاك ، ثم لا يمنع بعدها من تسجيل الرأي أو التحليل أو القراءة الشخصية لكاتب المقال .
أما استطلاعات الرأي أو الدراسات البحثية المتعلقة بشعبية الرئيس أو رؤية الناس للمعارضين من بلطجية جبهة الخراب فهنا أستطيع أن أرتكز على مجموعة من الاستطلاعات للبي بي سي واليوم السابع ومركز بصيرة لبحوث الرأي العام بالإضافة لدراسة لرصد حول نتائج الاستفتاء على الدستور ودلالتها على ارتفاع شعبية الرئيس مرسي بين المصريين .
ولن أشغلكم كثيراً بتفصيلات أرقام هذه الاستطلاعات والدراسات وأترك لكم منها روابط بنهاية المقال لمن يريد المزيد من البحث والاستقصاء والتفصيل .
ولكني أشير إلى نتائجها الواضحة حول ارتفاع ملحوظ فى شعبية الرئيس بعد ست شهور من توليه سدة الحكم بمصر إلى 63 % نسبة تأييد للرئيس ، مقابل انخفاض رهيب فى شعبية جبهة الخراب وصلت إلى 18 % فى التقرير المتلفز للبي بي سي والذي حاولت أحد الموظفات بالقناة إنكاره رغم تسجيله ( صوت وصورة ) ونقلته معظم الصحف والوكالات ، فى فضيحة كبرى لمن حاول تلميع جبهة الخراب .
يدعم نتائج هذه الاستطلاعات والدراسات كثير مما أعلمه من رفع القواعد الإخوانية عن نبض الشارع ، خاصة فيما يتعلق بجبهة خراب مصر وشعبيتها بين المصريين والتي وصلت إلى مستوى من الحضيض .
وأما قراءتي الشخصية فأعبر عنها – بإيجاز - بنص الآية القرآنية الكريمة " فأما الزبد فيذهب جفاءاً ، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض " .
وجبهة " خراب مصر " هي من هذا الزبد وتمثل قشرته الخارجية التي ما أن تمس الهواء أثناء انكسار الموج إلا و " تنفجر " وتتلاشي وتذهب سدى وكأنها لا شئ ، وهي فعلاً لا شئ ، جفاء لا ينفع الناس .

 

لم لا يتخذ الرئيس إجرءات استثنائية
أزعم أن الحلم الأول للبرادعي وحمضين وبعض مقدمي التوك شو هو أن يعتقلهم الرئيس مرسي ، وأنهم يتمنون ذلك ليل نهار ، رغم أنهم غير قادرين على التضحية ولا يطيقونها ، لأنهم حينها سيظهرون للداخل والخارج كأبطال وثوار وشرفاء ، اعتقلهم الديكتاتور لأنهم يعارضونه ، وحينها سيصبحون رموزاً وطنية ومعارضة ، وأيضاً سيظهرون الإخوان فى ثوب من تخلوا عن مبدئهم ، والذي أذهلوا العالم بثباتهم عليه .
الإخوان منذ قامت الثورة ، راعوا أهدافها فى أن نعيش حرية وكرامة ، بعيداً عن تغول الفرد الحاكم وفرعنته واستبداده ، وهو ما يؤدي فى النهاية للعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة الآمنة ، ورأوا أنه لكي يحدث هذا فلابد من ضمانات لعدم تغول هذا الحاكم على رأسها أن توجد فى مصر مؤسسات حاكمة يراقب بعضها البعض وتضمن عدم تغول أحد على الآخر ، بالإضافة إلى تحديد صلاحيات الرئيس وبوضوح فى الدستور وعدم المبالغة فيها .
فسعوا إلى ما هو معلوم وعلى مدار سنتين – شتمهم خصومهم فيها وانتقصوهم – إلى حالة من المؤسسية ، وصلنا فيها إلى المراحل شبه النهائية بعد إقرار الدستور ووضع صلاحيات محددة للرئيس ، فلم يعد بإمكانه تجاوزها إلا إذا تفرعن أو أصبح ديكتاتور على غير ما قرره الدستور وعلى غير إرادة الشعب .
بقيت خطوة واحدة على طريق هذا التحول وهي الانتخابات البرلمانية التي تجبر كسر ما اضطرتنا إليه الدستورية بتآمرها ، فينتخب مجلس شعب جديد ، تأتي منه الأغلبية التي تختار الحكومة ، لتصل مصر أخيراً للاستقرار الذي ترفضه جبهة الخراب ويناضلون دون وقوعه في زفرة موتهم الأخيرة .
وكان الضابط الرئيسي للإخوان فى هذا المسار كله هو حالة السلمية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع بمعايير الشفافية والنزاهة ، ونجحوا فى ذلك كله – رغم التزوير الناعم الذي قامت به جهات عديدة لمنع الرئيس مرسي من الوصول لسدة الحكم وفشلوا ولله الحمد والمنة - .
لقد حلم الإخوان بيوم يعبر فيه المواطن عن رأيه فلا ينكل به ولا يسجن بلا تهمة أو جريمة أو دليل ، ولا يظل قيد الاعتقال شهوراً وسنوات دون احترام لأحكام القانون والقضاء ، وهم من عانوا ذلك على مدار عقودٍ من الزمان .
فحين يأتي هذا اليوم الذي حلموا به يكونون هم من يتغول عليه ؟ ويكونون هم من يتخذ الإجراءات الاستثنائية ولا يحترمون المؤسسية والقانون والقضاء ، ويقومون باعتقالات غاشمة أو تكميم أفواه كما كان يحدث بالماضي ، إذن فلم قامت الثورة ؟ ولم ثبتوا السنتين الماضيتين بالذات رغم شتائم القاصي والداني بخيانة الثورة والتآمر والطمع فى السلطة والكذب وخيانة العهد والرجوع فى الوعود ، ثم التضحية بخيرة شبابهم شهداء ؟
هذا هو الذي يحجز الرئيس عن التغول والفرعنة ، وليس أي شئ آخر ، أن الإخوان أصحاب مبادئ وأهداف وغايات ، يتحركون فى ضوئها وهديها ، وليس فى ظل ردود الأفعال العاطفية ، وهذا مما يقوي شعبيتهم فى الشارع ، وهذا في المقابل مما يغيظ جبهة الخراب ويضعف شعبيتهم في الشارع .

 

أقوى رئيس عرفته مصر
وهنا أستطيع أن أصل لما أردته بوضوح ، لأقول أن الرئيس مرسي بهذه الصفات والأخلاق أقوى رئيس عرفته مصر في العصر الحديث ، حيث تنطبق عليه الحكمة : " ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الذي يملك نفسه عند الغضب " .
لقد أكد لنا الرئيس مرسي بسلوكه أن القوة ليست في الوجوه المكفهرة التي تعتقل وتقتل باسم السلطة ، إنما القوة هي في الشخصية التي تملك زمام نفسها ولا تحركها ردود الأفعال ، وتدور في فلك الهدف والمبدأ والغاية .
الرئيس لا يعتمد على المنصب والسلطة ليستمد منها الوجاهة والزعامة والبأس ، وإنما قوته في ملك نفسه والتحكم في أمرها ومن قبل ذلك ومن بعده التوكل على الله ، ثم حب الناس .
إنه الرئيس القوي الذي يسمع شتيمته بأذنه ، ويملك أن ينتقم لنفسه ، ويملك أن يغلق الفضائيات التي تشتمه وتسبه ليل نهار  ثم لا يفعل وفاءاً بعهد قطعه على نفسه ألا ينتصف لها وأنه يسامح كل من يشتمه أو يهينه .
الرئيس الذي يستطيع أن يتخذ ما يفعله المخربون تكأة ليفرض أحكاماً عرفية واستثنائية واعتقالات ، ولكنه لا يفعل ، بل يصر على المبدأ والعهد الذي قطعه على نفسه باحترام الحياة الطبيعية للمواطنين واحترام المؤسسات وأحكام القضاء .
الرئيس الذي كان يملك أن يقطع دابر الدستورية التي حاربته بطريقة فردية وديكتاتورية ، إلا أنه يصمم على احترام القضاء وأحكامه حتى وإن كانت في نظر الكثيرين جائرة وتآمرية .
الرئيس الذي حكم مصر شهوراً بدون عدة من جيش أو شرطة ، وفى ظل تواطئ كامل من قبل الجهازين ، ورغم ذلك تمكن من تحويل البلد من الحكم العسكري إلى الحكم المدني بعد ستين عسكرية عسيرة ، وأعاد الجيش لثكناته ووظيفته الرئيسية دون قطرة دمٍ واحدة ، وأعاد دوران جهاز الشرطة ليبدأ فى التعافي وممارسة دوره هو الآخر فى الأيام القليلة الماضية .
الرئيس الذي أذل إسرائيل وأوقف عدوانها على غزة بوضوح ، والذي يتخذ سياسات خارجية واضحة أعادت لمصر رأيها ومكانتها أمام العالم الخارجي ، وله رأي واضح معلن في قضايا مصيرية كالثورة السورية ، وهو في ذلك ثابت لا يتغير ولا يتزحزح .
الرئيس الذي يمضي في سياسته الاقتصادية الناجحة ، ويحدث على الأرض كل يوم تقدماً في مجال الاتفاقات والإصلاحات الاقتصادية رغم الاضطراب الرهيب الذي تصنعه جبهة الخراب ، هو رئيس قوي بكل المقاييس .
بل هو فعلاً أقوى رئيس عرفته مصر في القرون الأخيرة ، وفى العصر الحديث .

 

ماذا سيسجل التاريخ
ولا يقاس أو يقدر ما يفعله الرئيس مرسي الآن من الصبر والصمود وعدم التغول ، والقدرة الرهيبة على ملك زمام النفس ، باللحظة الراهنة ، مع أنها في صالحه ، خاصة حين تقارنه بسالفيه عبد الناصر أو السادات أو مبارك الذين امتلكوا من الأجهزة والدعم البشري والمنافقين الكثير ، إلا أنهم لم يحققوا على الأرض فى سنوات ما استطاعه هو فى شهور معدودات .
بل سيقاس ويقدر حين يسجل التاريخ بعد سنين قليلة إن شاء الله للرئيس مرسي أنه شتم وأهين ولكنه ملك زمام نفسه لم ينتصف لها لأنه وعد بذلك ، وأنه احترم القانون والقضاء ، ولم يقدم أحداً للمحاكمة بغير دليل ، وما أجراه القضاء من أحكام حتى لو كان ضده فقد احترمه .
وسيقاس ويقدر حين يسجل له التاريخ إن شاء الله أنه نقل مصر رغم المصاعب والمؤامرات لدولة المؤسسات ، وأنه أحدث إصلاحات اقتصادية هائلة رغم كم التآمر الذي تعرض له وعانى منه .
وحين تمر الأيام وندرس حكايته لأبنائنا ، وكيف كانت الدسائس تحاك له ليل نهار من عناصر الخارج من الصهاينة والأمريكان ، وعملائهم بالداخل بجبهة الخراب ، فسيعلم أبناؤنا كم كان عظيماً رئيس مصر الذي صمد وثبت رغم كل هذا واستطاع أن ينقل بلاده نقلة نوعية طفرية لتصبح من الأمم المتقدمة ، وسيحدث إن شاء الله .

 

لا تستعجلوا كشف المؤامرة
وأختم بنصيحتين لأنصار الرئيس وأحبائه ، أولاهما : ألا تستعجلوا الرئيس ليكشف خيوط المؤامرة – وقد استعجلته أنا نفسي من قبل على غير مقتضى الحكمة ، ولكنه الضعف البشري - ، وعندنا الحكمة الفقهية الأصولية : من استعجل شيئاً قبل أوانه ، عوقب بحرمانه .
وكل يوم يمر يكشف الجديد للمنوط بهم الأمر عن خيوط الخسة والتآمر والعمالة ، ولو أن ملامح المؤامرة أظهرت لاستطاع الجناة أن يفلتوا بجريمتهم النكراء ، فدعوا الأيام تكشف لكم – بقدر الله – عن أشياء حين تكشف فى وقتها فستعجبون ، وفى هذا السياق وحوله فلتستعينوا بالتدبر فى آيات الخضر وموسي عليهما السلام وما فيها من إشارات عما يخفى على العقول من بواطن لأمور لا تستطيع سوى إدراك ظواهرها ، وحين تنكشف هذه البواطن فإن الأفواه تفغر ، والأعين تحدق ، والعقول تعجب .
والنصيحة الثانية : ألا ينهزموا أو يستكينوا أمام أراجيف وشبهات سدنة الإعلام المخرب ، ولا إلى بعض عوام المنخدعين من الجمهور بهذا الإعلام ، فأولئك أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور الحق ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ، وهؤلاء يتبعون كل داعٍ بلا عقل ولا منطق .
وإنما عليهم أن يثبتوا على مبدئهم ومنهجهم الذي ارتضوه لأنفسهم وهو الحق ، وأن ينشروا فكرهم وخدماتهم بين الناس ، وهو ما يأتي بثماره وفق وعد الله الصادق الذي لا يتغير ولا يتبدل " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " ، والله متم نوره ولو كره المجرمون ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .


----------
[email protected]


استطلاع رأي البي بي سي :

http://www.egyptwindow.net/news_Details.aspx?Kind=7&News_ID=26336
http://www.egyptwindow.net/news_Details.aspx?Kind=7&News_ID=26316


دراسة حول نتائج الاستفتاء على الدستور :

  http://www.rassd.com/index.php?do=show&cat=1&id=51333


استطلاع مركز بصيرة :
 
http://www.egyptwindow.net/news_Details.aspx?News_ID=25812


استبيان اليوم السابع :
 
http://www.egyptwindow.net/news_Details.aspx?Kind=7&News_ID=26336