م/ محمد شكري علوان
• السفاهة ، والسفهاء، والسفيه، كلمات من عائلة السفا، والسفا في اللغة: هو العظم الدقيق الخفيف الذي لا يتحمل ضغوطا ، فسرعان ما يتهشم ، ولذا سميت عظام الأسماك بالسفا، والسفيه في الاصطلاح: هو الخفيف العقل، الخفيف الإرادة، الخفيف العزيمة، الذي تميل به الأهواء فلا يثبت علي مبدأ ولا يتحلي بالقيم.
• والسفاهة والسفهاء إفراز طبيعي لفترات الاستبداد والطغيان، فمع الطغيان يكون الاستخزاء والضعف، قال تعالي : (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)، أما المؤمنون الصادقون فهم الأحرار بحق، لا يقبلون الظلم أو الضيم، ولا يمارسونه، يتعاملون مع التوجيه الرباني الكريم (ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)
من السفهاء؟!!
** السفهاء هم: نخب تعودت الركوع للغرب، صاروا وقودا لحرب ضروس باردة وغير باردة، ناعمة وخشنة، تدار بعناية وإصرار لإفشال مصر الدولة، مصر القيادة والريادة، حتى بلغ الأمر منتهاه، فتم تحويل ذكري ثورة يناير العظيمة الجليلة إلي مأساة كبيرة ، أُزهقت خلالها الأرواح، وسفكت أثناءها الدماء الزكية الطاهرة.
** السفهاء هم: الذين لا يبالون بأن هذه الحرب التي تدور رحاها علي أرضنا ، تتم بتخطيط صهيوني أمريكي، وتمويل متعدد المصادر غربي وشرقي وعربي وداخلي، وغاية الأسف أن تكون الأيد مصرية هي المنفذة لهذا المخطط الإجرامي الإرهابي الصهيوني الأمريكي ، والقربان فيها دماء البسطاء والشباب والمخدوعين من شباب هذه الأمة ، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المجرمين ، بقيادة غربية لا يخفي سجلها الإرهابي الإجرامي في "كولومبيا، والسلفادور، باكستان" علي أحد، فهي تعمل دائما لنشر الفوضى، والإرهاب، وزعزعة الأمن والاستقرار، بل والقتل وسفك الدماء كما تم مع بينظير بوتو، وتوريط الجيش الباكستاني في حرب طالبان في أفغانستان .
** السفهاء هم: من يحركون الاعتصامات والإضرابات المتتابعة، إنها ليست وليدة المصادفة البحتة، ولا الاحتياجات الملحة، ولكنها في الحقيقة عمل مدبر بليل يقصد به زعزعة البلاد ونشر الفوضى من قبل الأحزاب الساقطة، والأشخاص المأجورة لا ذمة لهم ولا خلاق، وقد استضاف فندق الجزيرة مؤتمرا باسم الاتحاد الحر للعمال لتدعيم هذه الأعمال الإجرامية والمنتهي جدول أعماله الخميس 31/ 1/ 2013، فمن أين لهم هذا المدد وتلك الأموال؟!!
** السفهاء هم: من قاموا بحرق وتدمير مقرات ومنشآت لجماعات وأحزاب، وذلك بمباركة أمريكية، ونشاطات ولقاءات متكررة من قبل المعارضة ورموزها مع السفيرة الأمريكية في وضح النهار.
** السفهاء هم: من نصبوا أنفسهم أوصياء علي الشعب، فحاربوا كل تقدم وعمل جاد وتناسوا أن الشعب هو من أقر اختيار النائب العام ، وذلك بعد إقرار الدستور والموافقة عليه، وعليه فالمطالبة بإقالة النائب العام من بعض المخربين تدخل سافر واعتداء صارخ علي الدستور والإرادة الشعبية.
** السفهاء هم: بعض المعارضين الذين يمدون أيديهم إلى فلول النظام السابق لمواجهة الشرعية في البلاد والتي جاءت بإرادة شعبية حرة. وهم بعض الغلاة من أقباط المهجر الواقعين في حبائل رموز الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة لحرب الشرعية في البلاد.
** السفهاء هم : من حاصرا المساجد، ورشقوها بالحجارة، واعتدوا علي المصلين، وسعوا لينالوا من هيبة وعظمة العلماء.
علاج السفاهة والسفهاء :-
** لقد قص علينا القرآن الكريم القدر الكافي الواقي للتعامل مع هذه الشريحة من البشر، قال تعالي (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)، وهنا يظهر لنا أهم خصيصة من خصائص السفهاء، ألا وهي فقدان الموازين والمعايير الحقيقية لقياس الأمور ووزنها، فالسفهاء لا يقودهم مبدأ، ولا تضبط حركتهم قيمة ، لأنهم خفيفوا العقول والأحلام.
** ولهذا وجهنا القرآن الكريم إلي كيفية التعامل مع السفهاء، وحذرنا أن يتصدروا مجلسا، أو يتولوا أمرا عاما، أو يتصدروا لقيادة أو زعامة، فضلا عن ضرورة قيام المجتمع بالمتابعة اللصيقة لهم، حتى فيما يخص أمورهم الشخصية في المعاملات المختلفة، قال تعالي: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما، وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا.
وقي الله مصر ، وحفظ شعبها من شر كل سفيه وحاقد ، وجعلها أمن أمانا وسائر بلاد المسلمين.
___________________
أمين التثقيف بحزب الحرية والعدالة بالغربية

